أقلام حرة

صادق السامرائي: المكدِّرون!!

مكدّر: إسم المفعول من كدّرَ: مختلط بأتربة وما شابه ذلك، وعكِر، ومحدث للقلق والحزن.

المقصود هنا المفكرون.

المكدّرون: المفكرون!!

فهل وجدتم مفكرا في الأمة فتح أبواب الأمل وأشاع في العقول والنفوس أنوار التفاؤل، والقدرة على بناء الحاضر والمستقبل؟

المفكرون ينغمسون في عوالم "لماذا" فيحللون ويؤوّلون، ويؤسسون لمشاريع هامدة، متوطنة صفحات الكتب، ومتوارية في رفوف ظلماء.

وكل منهم يدّعي أنه صاحب مشروع، وما نطق به هو عين الصواب، ويمثلون في سلوكهم التطرف والنرجسية والأنانية، ورفض التفاعل الإيجابي مع الآخر.

وبسبب سلوكياتهم السلبية، تحولت بلداننا إلى موجودات خاوية على عروشها، تستنجد بالأجنبي لحمايتها من بعضها، ولا تستطيع التثوير الذاتي وإطلاق قدرات أبناء الأمة.

سوف لن يقبل الكثيرون ما تقدم، لكنهم يعجزون عن الإتيان ببرهان يدحضه، ودليل يفحمه.

أعطونا مفكرا، أسهم في صناعة الإشراق الحضاري ولو كذبالة شمعة، ذات بصيص أمل بأن الضوء نور سيكتسح الظلام.

الأمة فيها المكدِّرون وتحسبهم مفكرين، وهم الذين يطعمون الأجيال بالغثيث، ويساهمون ببناء المصدات والحواجز في دروبهم، وينطلقون في مدارات الدوائر المفرغة، والمطبات التيئيسية، والإمعان في إكتشاف التسويغات اللازمة لتأمين منطلقات " ليس في الإمكان خير مما كان"!!

المفكرون العرب ذاتيون وعاجزون عن التفاعل مع مفردات الواقع وعناصره المؤثرة فيه، ويستنزلون الرؤى والتصورات من عوالم خيالية ويحاولون فرضها على الناس، وكأنهم يعيشون في أبراج عاجية ويتوهمون بأنهم يفكرون.

فما قيمة أفكار السراب، إنها كنعيق غراب!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم