أقلام حرة

صادق السامرائي: معارك تلد معارك!!

المعارك تتوالد والحياة تتواصل، والإنتقال من حالة إلى أخرى أرقى منها يتحقق، فلا تغيير إلا بمعركة ذات رؤية وأهداف واضحة.

وللبشرية معاركها المتنوعة منذ الأزل، وستتواصل إلى الأبد، فهذا ديدن الوجود وطاقة البقاء والتجدد والرقاء.

فالحياة معركة، والبقاء معركة، والإنتصار إبن معركة!!

وفي العديد من المجتمعات تفقد المعركة معناها ومغزاها، وتتحول إلى محرقة أو سقر لهّاب يأكل أسباب الوجود الصحيح، بينما المعركة الحقيقية تطلق قدرات الأعماق البشرية، وتحفز العقول وتدفع بها إلى الإبداع والإبتكار والتنوير والتثوير.

ومجتمعاتنا تتفاعل مع المعارك بسلبية فادحة الخسائر، فتنزلق إلى دوائر مفرغة من التداعيات والتفاعلات التدميرية للذات والموضوع، أي أنها تعيش في دوامة خسرانية مروعة.

بينما الشعوب القوية المعاصرة، تقترب من معاركها بإيجابية فتستولدها ما ينفع حاضرها ومستقبلها، ويؤهلها لمزيد من التقدم والتجدد والنماء.

والفرق بين معاركنا ومعاركهم سبب جوهري لإنطلاق الفساد والإضطراب، وعدم الإستقرار وفقدان الأمن والأمان.

وعليه فلابد من الإقتراب من معاركنا بعلمية ودراسة وبحث مستفيض، لإستجلاء العناصر والمفردات، وما يتمخض عن تفاعلاتها، ويكوّن مآلاتها وما يتوجب القيام به إزاءها.

إن التقييم الموضوعي لواقعنا، يشير إلى أننا نجيد تبديد الطاقات وتعطيل العقل، وعدم الإستثمار بالموجود الإيجابي، ونميل إلى ما هو سلبي ومدمر.

فهل لنا أن نعرف ما عندنا من القدرات الحضارية اللازمة لتحقيق وجودنا المنير؟

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم