أقلام حرة

صادق السامرائي: المدينة الياقوتة !!

ياقوت: حجر من الأحجار الكريمة وهو أكثر المعادن صلابة بعد الماس.

مدينة معروفة عند العرب وفي الأوساط العالمية، وتجدها شاخصة في معظم متاحف الدنيا، وفي إحدى متاحف بكين طالعتني سامراء، كما تجدها في المتاحف الألمانية وغيرها في العالم، ولديها جناح خاص في متحف الميزوبتونيا في واشنطن، ويضم ما عثر عليه ووثقه مكتشف حضارة سامراء الألماني "إرنست هرتزفيلد ".

وفي إحدى المحاضرات عنها في واشنطن، وجدت أحد الحاضرين طالب دكتوراه ألماني يدرس للتخصص بحضارة سامراء.

والعجيب لا يوجد من أبنائها مَن يتخصص بحضارة مدينته، ويهتم بمسيرتها ويدرس ويبحث ويكشف عن روائع ما قدمته للبشرية عير العصور، وقبل أن تكون عاصمة للدولة العباسية (222) هجرية.

والمدن بأهلها، ورغم المصدات، إذا لم يكن أهل المدينة على قلب رجل واحد، ويعرفون قيمة مدينتهم وضرورة إحياء وجودها الباهي العزيز، فالأيادي المناوئة ستعيث بها وتمحق دورها وتلغي قيمتها.

فالمطلوب توعية ثقافية شاملة بالمدينة التي يجهلها معظم أهلها، ولا يعيرون إهتماما لمجدها الحضاري وقوتها الإبداعية، وما أسهمت بإقامته في ربوع الإنسانية.

المدينة متحف حي يحكي قصصا لا تتكرر لندرتها وأصالتها، وبراعة القائمين بها، وما حصل فيها من أحداث جسام، رسمت خارطة الحياة وأوضحت معالمها، وأسست لتفاعلات ذات نتائج خطيرة، ومحطات إنتقالية كبيرة.

فلا بد من مهرجانات متكررة تشرح مسيرتها وأحداثها للأجيال، وشارع طويل على جانبيه تماثيل للخلفاء والشعراء، والرموز العلمية والمعرفية التي عاشت فيها.

سامراء جدباء وهي منبع الخير والنماء، يُراد لها أن تغطس في رمال النسيان، وتسحقها سنابك العدوان، لأنها أشرقت وقادت الدنيا ورسمت معالم مسيرتها لأكثر من نصف قرن.

فسامراء المعاصرة يجب أن تلد "سرَّ مَنْ رأى" الرائدة الخالدة في وعي البشرية، والقائدة لفنون العمارة السامقة وثوراتها الجمالية الفائقة.

فهل لسامراء أن تكون وتتألق؟!!

***

د. صادق السامرائي

22\6\2023

 

في المثقف اليوم