أقلام حرة

علي حسين: الوردي "منزوع" الثقافة في ندوة البيان

بعد مرور ما يقارب الـ " 30 "عاما على رحيله ما يزال علي الوردي يثير الجدل، واذا اضفنا الى الجدل الحسد والضغينة من البعض، واتمنى ان لا يعتقد البعض انني امارس التقديس لشخصية ثقافية، بالعكس فنحن بامس الحاجة لمناقشة افكار علي الوردي وجواد علي ومحسن مهدي وعشرات غيرهم.. منذ سنوات وانا اقرأ ما كتبه علي الوردي وما يكتب عنه، ورغم ان لا ناقة لي ولا جمل في مجال علم الاجتماع، إلا انني وجدت ان علي الوردي حاول أن ينشر ثقافة مضادة لإثنين، وعاظ السلاطين وشيوخ الخرافة.. لكن كلاهما فيما بعد كان وراء محاربته اضيف اليهم في السنوات الاخيرة بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي.. وضمن متابعاتي لما يقال ويكتب عن علي الوردي شاهدت الندوة التي عقدها مركز البيان عن علي الوردي واستضاف فيها الدكتور حيدر سعيد.. ولست في وارد التعليق على الاراء التي طرحت في الندوة وجميعها اراء محترمة بالتاكيد، لكني وانا اتابع الندوة ظهر لي دكتور سمعت من مقدم الجلسة اسمه الدكتور كرار ويعذرني انني اراه او اسمع به من قبل وبالتاكيد هذا قصور مني.. الدكتور كرار اخبرنا بان المرحوم علي الوردي لم يكن مثقفا.. كيف عرف الدكتور كرار لاادري.. هل حاوره هل كانت له جلسات معه وامتحنه في موضوع الثقافة.. لا اعرف؟.. الاجابة عنده بالتاكيد.. لكني حضرت اكثر من ندوة من ندوات الراحل واستمعت اليه وجها لوجه وكان على درجة عالية من التنوع الثقافي واعود الى الدكتور كرار الذي عاب على الوردي اهتمامه بالتاريخ، وقد فات الدكتور كرار ان هناك تقارب ووشائج بين علم الاجتماع والتاريخ.. وفاته ايضا ان اول من اكتشف لنا هذا التداخل هو المرحوم ابن خلدون الذي دعا الى قيام ما اسماه علم العمران البشري والاجتماع الانساني، حتى يتسنى للمؤرخ ان يفحص الروايات والاخبار، ليكتشاف القوانين والانظمة التي تحكم حركة المجتمع، فعلم الاجتماع لا يهتم بالحاضر، بل يهتم كذلك بحوادث الماضي.. ولعل اكبر تقارب حدث بين علم الاجتماع والتاريخ كان على يد ماكس فيبر فوجدنا ما سمي بعلم الاجتماع التاريخي.. طبعا سيقول البعض ما لك وعمل الاجتماع والتاريخ يارجل ولماذا تريد مناطحة اخصائي بهذا العلم؟.. واقول انا متابع ولست متخصصا في هذا المجال، وما اكتبه انطباعات شخصية.. نترك علم التاريخ ونعود للدكتور كرار الذي يعيب على الوردي مناقشته اصل جمال الدين الافغاني.. ولا اعرف ما العيب بمناقشة اصل هذه الشخصية.. واحيل الدكتور كرار اذا سمح له وقته بقراءة كتاب لويس عوض عن جمال الدين الافغاني واصوله ، وبالمناسبة لم يكن الوردي الكاتب الوحيد الذي اثار قضية اصل الافغاني وانما هناك الكثير من الباحثين، وليسمح لي الدكتور كرار ان احيله الى كتاب الدكتور علي شلش بعنوان " جمال الدين الافغاني بين دارسيه وسيجد ان الوردي كان واحدا من عشرات " بحوشوا " في قضية اصلل جمال الدين الافغاني.. بعدها يختم الدكتور كرار حديثه بان علم الاجتماع علم ارشادي.. وهذا الامر اتركه لاصحاب الاختصاص.. فانا لا ناقة لي ولا جمل بعلم الاجتماع باستثناء انني مولع بقراءة ماكس فيبر وتعلمت منه " الشغف بالتفكير " عسى ان يوفقنا الله جميعا في ان نكون شغوفين بالموضوعية ايضا ونحن نضع على مشرحة البحث كتابات المرحوم علي الوردي.

***

علي حسين

 

في المثقف اليوم