أقلام حرة

ثامر الحاج امين: للإنصاف ليس إلاّ

تتعرض السياسة في هذه الايام من بعض شرائح المجتمع الى حملة غير منصفة من الهجوم والنقد والسخرية التي وصلت اقصاها في قول الكاتب المصري الساخر" جلال عــامر (اصبحت مهمة المواطن صعبة، فعليه ان يحافظ على حياته من البلطجية، وان يحافظ على عقله من السياسيين) وذلك بسبب دخول الساحة السياسية عدد كبير من الطارئين والوصوليين واصحاب المنافع الشخصية، فبعدما كانت السياسة وعالمها الى وقت قريب فن ادارة صراع الطبقات وانقاذ الشعوب من الفقر والأزمات الأخرى ولنا خير دليل في  تجارب بلدان عديدة ومنها ماليزيا وسنغافورة اللذان بفضل السياسة الحكيمة تعيشان اليوم مستوى عال من الرقي والتطور اصبحت السياسة اليوم متهمة بأنها وراء خراب البلدان وزعزعة استقرارها، ربما نعذر البعض من الأجيال الجديدة في اتهامها هذا وتحاملها على السياسة واحزابها وذلك بسبب قلة التجربة وابتعادها عن قراءة التاريخ،  فالأحزاب التي تمثل عصب السياسة كانت في الماضي مدارس للتربية الوطنية والاجتماعية وميادين للتنافس الفكري والثقافي نجد اليوم العديد من الأحزاب اصبحت ملاذا للسراق وحاضنات للإرهاب وورش لتعليم فنون النهب والفساد وسلوكيات شاذة لا تمت للسياسة بصلة تمارسها أغلبية طارئة على العمل السياسي والحزبي الأمر الذي دفع البعض الى تعميم هذا السلوك على جميع مرافق السياسة وواجهاتها ودون الرجوع الى تاريخ الحزبية في العراق ليرى ما قدمته الأحزاب للحياة المدنية العراقية فقد خرج من عباءة الاحزاب كبار المفكرين والأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين كما قدمت الأحزاب صورة ناصعة للوطنية الحقة من خلال عدد كبير من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل حرية اوطانهم، وبالتالي ليس من الانصاف ان نظلم السياسة بسبب سلوكيات البعض الذي ارتدى ثوبها زوراً وبهتانا .

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم