أقلام حرة

صادق السامرائي: مدينة يعاديها الزمن!!

أستاذ لامع في إحدى الجامعات العريقة، متخصص بحضارة سامراء، إنتحى بي جانبا، عندما كنت أحضر مؤتمرا عن حضارات العراق، ولم تُذكَر فيه سامراء، فاعترضت معاتبا ومفندا الميل اللاموضوعي، نحو طروحات لا وطنية لا حضارية بل ولا إنسانية.

قال لي ذلك الأستاذ الأجنبي، أن سامراء أغنى بقعة حضارية آثارية فوق الأرض!!

إنهم يعرفونها أكثر مما نعرفها!!

وذات مرة وبعد إلقائي محاضرة في تجمع ثقافي عن حضارة سامراء، وإذا بطالب دكتوراه ألماني يقترب مني، ويحدثني على أنه يعمل رسالته عنها، وجاء ليتابع ما إكتشفه إرنست هرتسفيلد (1879 - 1948) فيها.

تعجبت من أمرنا وكيف نبخس أشياءنا، والآخرون يدركون قيمتها وثروتها المعرفية ، ففي واقعنا التعليمي لا نتعلم ثقافة المدينة، وكانوا يدرسوننا في الجغرافية مدن الدول الغربية، وما وجدنا مادة عن مدينة سامراء في مدارسها، وبغداد وبيت الحكمة، والإبداعات العلمية لأبناء الأمة عبر العصور، بل الثقافة سلبية، تعزز الدونية والذل والهوان والتبعية.

وتجدنا اليوم أمام أقوام تعادي سامراء، وفقا لتطلعات الضلال والبهتان وروح الإنتقام والعدوان!!

فإلى متى ستبقى المدينة في خندق "ساء مَن رأى"؟!!

وتحية لأبي تمام والبحتري وعلي بن الجهم ولإبن المعتز، الذين كانوا في ربوع قصورها ينشدون!!

***

د. صادق السامرائي

29\6\2024

في المثقف اليوم