أقلام حرة

صادق السامرائي: إبداع الأترفة!!

الترف: إشباع حاجات غير ضرورية

ترِف: تنعم وعاش برفاهية، تعوّد على عيشة الترف.

الإبداعات الكبرى نتاج حالات ترفية عالية، ولهذا فمعظم الشعراء الذين برزوا في مسيرة الإبداع العربي  كانوا من نتاج الترف الباذخ والتفاعلات التسولية المجزية العطاء.

إبتداءً من زهير بن أبي سُلمى، والبحتري من بعده، وما بينهما، ويُعد البحتري من أثرى الشعراء في التأريخ لمرافقته خلفاء بني العباس في سامراء على مدى (59) سنة، فنال المزيد من العطايا والأموال، وهو يتاجر بشعره ويتسول بقدرات خداعية نادرة.

والشعراء الذين نقرأ لهم كجرير، مثلا، وهو من فحول الشعراء، كان شديد التسول والسعي لحياة الترف والثراء الفاحش، لكن مدائحه أنتجت شعرا أصيلا خالدا، وغيره العديد من الشعراء حتى عصرنا الحالي.

فالشعر صنعة، حرفة، تجارة، تسويق كلمات في مزادات التقرب للكراسي الفاعلة في الحياة، ولا يهم ما تقوم به، وكيف تجور وتصول، المهم كيف يتم إستدرارها والتمتع بما ستجود به على المادح الكذاب المخادع الذي يريد ما ستعطيه ولا يريدها.

وكم كذب الشعراء ولو صدقوا!!

ويبدو أن العطايا تشحذ في الشعراء طاقات إبداعية نائمة، فقوة الكلام تتناسب طرديا مع حجم العطاء، ولهذا فأن أقوى الشعر ما قيل في حضرة سلطان يعطي بلا حدود، ولنا في المتنبي أكبر مثال.

و"الشاعر الحق مَن يجلو الشعورُ له.. شمسا من الحق في داجٍ من الظُّلمِ"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم