أقلام حرة

صادق السامرائي: أين الوطن؟!!

المجتمعات المؤدينة بالطائفية والمذهبية والعقائدية، لا تعترف بوطن، فذلك من صميم رؤيتها وما تؤمن به وتتصرف بموجبه، ولهذا لن تجد خطابا وطنيا في أدبياتها.

تفحصوا كتب الأحزاب القومية والتي تسمي نفسها دينية، فلن تجدوا عبارة تشير لوطن ومواطنة، وإنما لعقيدة وإنتماء أعمى مطلق متطرف بها.

العالم تجاوز مراحل وعي وإدراك فائقة، وصار متبصرا ومستشرفاً لمستقبل مطلق المبتكرات، وبعض المجتمعات تندس في الغابرات.

الماضي حياتها وعنوان وجودها، ومادة تجارية مربحة للكراسي الفاعلة فيها.

إندساس مروع وتدحرج مرعب نحو قيعان التلاشي والإندثار، وفقا لنشاطات تناهض إرادة الدوران، وتعارض قوانين الأكوان، وبديهيات العصور والأزمان.

أ يصح في الأفهام أن نتجاهل الحاضر وتستحضر الماضي، وكأننا نضعه في غرف الإنعاش ونحاول نفخ الحياة فيه، وهو جثة هامدة متفسخة رائحتها تزكم الأنوف؟

العالم يتطلع للتوطن في المريخ، وبعض المجتمعات منهمكة بالتوطن في ظلمات الأجداث!!

مجتمعات تحلق فوق الثريا وحولها، وأخرى تدفن رأسها في الثرى، وتهيل على رأسها رماد ورمال وغبار العاديات الباليات.

فإلى متى يبقى بعير الغفلة والسذاجة  على تل الويلات الكئيب؟!!

و" كش مات الوطن"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم