أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (93): سياسة إلياهو ساسون، هل نجحت؟
كان الدور الرئيسي لليهودي المولود في سوريا "إلياهو ساسون" في بداية أربعينيات القرن العشرين ،التحريض على اتباع سياسة "فرق تسد" داخل المجتمع الفلسطيني. غير أنه وعندما انتهجت القيادات الصهيونية بقيادة "دافيد بن غوريون" سياسة التطهير العرقي لم يعد لسياسة "ساسون" أهمية.
إلا أن هذه السياسة "فرق تسد" أصبحت إرثا مهما لها تأثيرها القوي في سياسة دولة الاحتلال فيما بعد.
فها هو "آرئيل شارون" عندما كان وزيرا للدفاع استعاد هذا الإرث عندما حاول تقويض المقاومة الفلسطينية بإنشاء ما يسمى "روابط القرى" كجزء من الجماعة المؤيدة لدولة الاحتلال في الضفة الغربية.
غير أنها كانت محاولة فاشلة، نجحت فقط نسبيا مع الأقليات، مثلما حصل على سبيل المثال عندما تم دمج الأقلية الدرزية عام ١٩٤٨ في الجيش اليهودي مقابل عدم المساس بقراهم. وأصبحت لاحقا أداة رئيسية لقمع الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة.
واليوم في حربها على غزة وبعد فشلها الذريع في تحقيق أي هدف من أهدافها التي حددتها في بداية الحرب، تحاول دولة الاحتلال تحريض العشائر والمخاتير من أجل تولي قيادة الأوضاع الداخلية في غزة عبر إحياء "روابط القرى" وتفتيت الوحدة الوطنية وتأليب السكان على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وتحميلهما ذنب ما حصل من مجازر ودمار. غير أن هذه المحاولة وهذا المشروع الذي بات مكشوفا قد فشل في غزة.
واتضح هذا الفشل عندما قام رئيس جمعية مخاتير فلسطين 'سيف الدين أبو رمضان' بالتأكيد على أن مشروع "روابط القرى" لن ينجح في قطاع غزة وأن العشائر الفلسطينية ترفض التعامل مع الاحتلال وأنها تقف جنبا إلى جنب مع مقاومتها التي تبذل الغالي في الدفاع عن غزة وأهلها.
***
بديعة النعيمي