أقلام حرة
صادق السامرائي: "ما فات مات"!!
قالها قس بن ساعدة قبل بزوغ الإسلام، فهل أدركناها؟.. الواقع المعاصر يشير إلى أننا نتخندق في الفائتات، ولا نأبه للآتيات، ونستلطف الغوص في دياجير الغابرات، فلا ضوء في نهاية أنفاق متاهاتنا الظلماء.
لو تأملنا أية حالة لوجدناها غائرة في الفائتات، وما أكثر القول بالنظام السابق، والنظام البائد، الذي نضع على عاتقه ما نعانيه في حاضرنا، ولا نجرؤ على العمل بموجب "ما فات مات"!!
وإذا تكلمت في أي موضوع تأتيك التبريرات ودواعي المقبولية، لأنه قد حصل في زمن مضى، والمسألة تكرارية .
عالم يسير للأمام ويتسلق سفوح الأمجاد بالإختراع والإبتكار والتنافس الإبداعي المطلق ، ونحن نندحر في نقاط زمنية، ونحسب الأرض متوقفة عن الدوران، فلا جديد، بل إعادة للقديم والعيش في رحم الغابرات، ولا قدرة على التفاعل مع الآتيات.
وكأننا مثل الذي حفر خندقا حول المدينة بعد معركة الخندق بعقود لحمايتها، متوهما بأن ذات الآلية تصلح لحاضره!!
وإياك، إياك أن تردد "ما فات مات"، وعليك أن تؤمن بأن ما فات عاد، ويمكننا أن نعيش ما نتصوره ونتخيله عنه، فالأوائل ما كانوا بشرا بل من جنس الملائكة، أو أصحاب طاقات وقدرات لا مثيل لها فوق التراب.
وما فات عظيم ومقدس ولا يمكنه أن يموت، وعلينا أن نتمسك به وندعي القدرة على إحيائه وتمثله والإنطلاق به.
وما عرفناه، ولا إتخذناه ركيزة إنطلاق نحو إنجازات معاصرة، ذات قيمة حضارية ساطعة.
وما فات ما مات، وهكذا نعمه في قيعان الويلات!!
و"كن مخلصا في عملك تبلغ أقصى أملك"!!
***
د. صادق السامرائي