أقلام حرة
مزهر جبر الساعدي: اجتياح مدينة رفح.. المحطة الأخيرة لحرب اسرائيل على غزة
تدخل حرب الكيان الاسرائيلي على غزة، الشهر الخامس، ولا تزال المجازر الاسرائيلية على اشدها بحق الشعب الفلسطيني في غزة؛ ولا تلوح في الافق اي بارقة امل في ايقاف هذه المذبحة؛ سوى مفاوضات متعثرة لم ينتج حتى اللحظة منها؛ ما يؤكد على قرب انهاء هذه المحرقة. إنما العكس يحصل تماما في كل يوم يمر على هذه المجازر على الشعب الفلسطيني؛ من انها تزداد شدة وسعة مع الايام. أذ،. في ظل هذه المذابح؛ يواصل بضوء اخضر مستتر من العراب الامريكي والغربي معا، بصرف النظر عن الشجب والتحذير الامريكي والغربي؛ هذا الكيان المجرم جرائمه، بقياداته الصهيونية والمجرمة والعنصرية والمتطرفة جدا. في أتون نار ومحارق هذه الحرب؛ يشدد نتنياهو وطاقم حكومته الحربية العنصرية؛ من ان هذه الحرب سوف لن تتوقف الا بتحقيق كل اهدافها، او بعبارة اخرى وكما قال نتنياهو؛ بانتصار مطلق وساحق. يهدد نتنياهو باجتياح رفح على الرغم من التحذير الامريكي له؛ الذي يتمحور حول ضرورة حماية المدنيين وتوفير ممرات امنة، قبل البدء بالهجوم على مدينة رفح. في هذا الصدد مع ان رأيي الشخصي؛ ان هذا التحذير الامريكي ما هو الا خدعة وكذب واضح وفاضح؛ فأمريكا ربما ومن تحت الطاولة وفي العتمة؛ قد منحته اي نتنياهو الضوء الاخضر لهذه الجريمة الصهيونية المرتقبة كما اسلفت القول في السطور السابقة من هذا المقال. ان ما يؤكد هذا الرأي؛ هو استمرار امريكا في دعم، بل في مشاركة فعالة لحرب هذا الكيان على المقاومة الفلسطينية في غزة وحتى في الضفة الغربية؛ عبر الدعم السياسي والمعنوي والتسليحي والذي هو واقعيا؛ مفتوح بلا حدود، وايضا في شن ضربات امريكية وبريطانية على محاور المقاومة التي تدعم ولم تزل تدعم صمود وقوة مواجهة المقاومة الفلسطينية لهذا التوحش الاسرائيلي؛ لتحييدها واجبارها على اسكات مسيراتها وصواريخها في البر والبحر. لكن في المقابل ان محاور المقاومة لم تسكت لا مسيراتها ولا صواريخها في دعم صمود المقاومة الفلسطينية. ان مجازفة الكيان الاسرائيلي في اجتياح رفح؛ سوف تكون المحطة الأخيرة في الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني. لذا؛ فان كل من يصبر ويصمد في هذه المواجهة التاريخية؛ سوف يكون هو المنتصر. ان المقاومة الفلسطينية التي هي حتى اللحظة؛ قدمت اكثر من 28 شهيدا واضعاف هذه العدد من الجرحى والمصابين، واصاب ما اصاب بنيتها التحتية من دمار وخراب؛ لا يمكن ان تنهار وتنهزم ابدا، بل ان الانتصار سوف يكون حليفها. أذ؛ ليس من طريق اخر امامها الا طريق الانتصار ولا طريق غيره؛ كي يكون لها في الوجود وجود مادي على الارض، وليس المقصود هنا هو الوجود الفكري؛ فهو موجود وجودا كليا في نفوس وعقول الشعب العربي الفلسطيني، مهما كانت نتيجة هذه المنازلة التاريخية؛ والتي سوف تكون بالرأي الشخصي؛ انتصارا مدويا. القيادات الصهيونية تقول وتؤكد بخلاف ما هو موجود على ارض الواقع؛ من انها سوف تواصل هجوماتها بعد وسط وشمال غزة الى جنوب غزة، الى مدينة رفح، حتى يتم لها كما تقول على عكس الحقيقة والواقع المعيش على الارض؛ تصفية حركة المقاومة الفلسطينية في رفح كما تم لها تصفيتها في الوسط والشمال من غزة. ان هذه القيادات تناست او هي تريد ان تخاطب الراي العام داخل الكيان الصهيوني؛ من انها او ان جيشها قد تمكن من القضاء على المقاومة الفلسطينية في امكنة القطاع الاخرى. إنما الحقيقة ان المقاومة لم تزل على اشدها في الوسط والشمال وفي خانيونس. ففي كل يوم او لا يكاد يمر يوما من دون ان نقرأ او نشاهد؛ عمليات قتل واقتناص جنود الاحتلال والجريمة الصهيونية في غزة. ان نتنياهو والطغمة المجرمة المحيطة به والداعمة له؛ يريد مواصلة جريمته هذه على الرغم من اصوات كل شرفاء العالم بضرورة ايقافها؛ ليس من اجل امن دولة الاحتلال الاسرائيلي فحسب؛ بل بدرجة اكثر ارجحية وضرورة ملزمة له؛ من اجله هو شخصيا؛ للنجاة من المحاكمة، وانقاذ مستقبله السياسي. ان هذا كله سوف يتحدد برأيي في القليل من الزمن المقبل. عندما يهاجم الجيش الصهيوني مدينة رفح، والتي فيها اكثر من مليون واربعمائة من الفلسطينيين واغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن في حيز جغرافي محدود المساحة اي انه مكتظ بالناس؛ سوف تكون هناك مجزرة في الفلسطينيين العزل من السلاح؛ اكثر كثيرا مما هو حاصل في الاشهر الاربعة التي مضت، على ما جرى فيها؛ من مذابح، والتي ندد بها كل الشرفاء في العالم؛ ادت الى عزل اسرائيل دوليا على الرغم من الحماية الامريكية والغربية له في المحافل الدولية، واجبرت بطلب من جمهورية جنوب افريقيا؛ على وقوف ممثلها امام محكمة جرائم الحرب بتهمة ارتكابها جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني. من الجانب الثاني ان هذه المساحة المحدودة؛ سوف تتيح او تمنح مرونة للمقاومة الفلسطينية في المواجهة الفعالة والمؤثرة جدا، مع جيش الصهاينة المجرم؛ وسوف تكون التكلفة اكثر كثيرا مما هو قد جرى في الاشهر الاربعة المنقضية من دون ان يصل نتنياهو الى مبتغاه؛ فالمقاومة صامدة وتزداد قوة وقدرة مع كل يوم يمر او كان آنيا حتى اللحظة؛ قد مر عليها، ويزداد التأييد الشعبي لها. ان هذه التكلفة والتي سوف تكون باهظة؛ هي من سوف تكسر عنق هذا المتطرف العنصري الصهيوني، والثلة المجرمة الداعمة له والمحيطة به. اضافة الى التكلفة البشرية وايضا لناحية الخسارات من ألة حربها المصنوعة في جلها؛ في المجمع الصناعي العسكري الامريكي وايضا الغربي. هناك جانب أخر الا وهو موقف مصر من هذه المذبحة على حافة حدودها، في معبر رفح، ومعبر صلاح الدين (فيلادلفيا) وما سوف ينتج عنها من نزوح لأكثر من مليون واربعمائة من الفلسطينيين من الاطفال والنساء وكبار السن وغيرهم؛ الأكيد ان مصر سوف يكون عندها؛ لها موقف غير موقفها حتى اللحظة؛ لأسباب تتعلق كما هي او مسؤولوها يقولون؛ بأمن سيناء. هنا تكون المواجهة او الاصدق والادق عمليا وواقعيا المحرقة الصهيونية؛ قد اقتربت جدا، من حد الاحتكاك مع الجيش المصري المرابط او الذي رابط منذ تفجير الاوضاع؛ بصاعق طوفان الاقصى الاسطورة؛ على حدود غزة. عندها سوف تكون حرب الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة؛ على حافة الهاوية، التي في قاعها سوف تقود الي توسيع الحرب؛ التي تفضي كضرورة حاكمة او لابد منها، وربما مخطط لها سلفا، بين الحكومة الصهيونية العنصرية وحماتها الامريكيون والغربيون؛ الى ان يتمظهر تمظهرا كليا وواضحا وبإرادة قصدية؛ الضغط الدولي الفعال والمنتج على العكس مما كان عليه، في الذي سبق من الاشهر الاربعة المنصرمة (امريكا والغرب وربما غيرهما) على الكيان الاسرائيلي وقياداته العنصرية المجرمة؛ بإيقاف هذه المذابح الصهيونية. في رأيي المتواضع وكي تخرج اسرائيل وكأنها منتصرة وغير مهزومة؛ سوف يجري بجدية وبسرعة تنشيط المفاوضات، لإيجاد مخارج تحفظ ماء وجه اسرائيل وحكومتها العنصرية؛ في ابرام هدنة مستدامة. في هذا الوقت يبدأ؛ الاخطر.. الذي فيه، في زمنه؛ تكون للمساومات والدوران حول المحور المفاوضات المرتقبة، بقصدية واهداف مبطنة غير معلن عنها، تستتر بأثواب عربية وامريكية وغربية براقة اخرى معلنة لجهة الانسانية وحفظ السلام المستدام والاعمار، وإدارة غزة تحت مقولة كلمة حق يراد بها باطل.. اعتقد ان قيادة المقاومة واعية تماما الى هكذا لعبة. عليه سوف يكون الانتصار واضحا تماما وكامل الاركان.
***
مزهر جبر الساعدي