أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (20): مجزرة دير ياسين تعيد نفسها في غزة
تعتبر مجزرة دير ياسين في ٩ نيسان ٤٨ رمزا لمخططات الاقتلاع والتهجير بحق الشعب الفلسطيني من قراهم ومدنهم. وكانت القرية من ضمن القرى التي شملتها خطة "دالت" والتي كان من أهدافها احتلال رقعة الدولة اليهودية وفق قرار التقسيم بقوة السلاح وفتح الطريق بين القدس وتل الربيع عن طريق تطهيرها عرقيا بواسطة عصابتي إرغون وشتيرن بدعم من الهاجاناه. حيث تحركت نحو القرية من أربعة محاور، قوة من أشرس وأخطر مقاتلي هاتين المنظمتين الإرهابيتين فجر الجمعة ٩ نيسان. والجدير بالذكر ان اهل قرية دير ياسين كانوا في حالة تأهب شديد حيث كانوا يتناوبون الحراسة مسلحين ببنادق قديمة من مخلفات الحرب العالمية الثانية. وعندما وقعت الواقعة أذاق مقاتلي القرية العصابتين الويلات وكادوا ينتصرون لولا تدخل الهاجاناه التي قلبت موازين القتال. وبعدها تم تنفيذ مجزرة بحق الأهالي بأشد الأساليب وحشية فقاموا بقتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ كما مثلوا بجثامين الشهداء. وقد اتبعوا تكتيك إلقاء القنابل على أبواب البيوت وتدميرها ثم اقتحام المنازل وإطلاق النار على من فيها والإجهاز عليهم بالسكاكين والحراب. كما قاموا بعمليات اغتصاب وتحرش بالنساء.قاموا بقتل عائلات بأكملها.أما الأسرى فقد تم تجميعهم من شيوخ وأطفال ونساء ورجال وتحميلهم في شاحنات طافت بهم أحياء القدس احتفالا بنصرهم المزعوم. وبعد انتهاء العرض أطلقت عليهم النيران بدم بارد.
والآن في الحرب على غزة ٢٠٢٣ يعيد التاريخ نفسه من خلال إعادة تلك الأعمال الوحشية التي ارتكبت أثناء مجزرة دير ياسين على يد عصابات جيش الاحتلال حيث تم ارتكاب مئات المجازر وأعمال أخرى لا تمت للإنسانية بصلة بل تعدتها إلى أعمال شيطانية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الشيطان ففي تاريخ ٢٦ ديسمبر اقتادت قوات الاحتلال المعتقلة هديل يوسف الدحدوح داخل شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة في مشهد غير إنساني. وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان طالب المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال للكشف عن مصير عشرات النساء اللواتي تم اعتقالهن من منازلهن ومن مراكز الإيواء وإنهاء حالة الإخفاء القسري لقرابة ٣ آلاف من المعتقلين الفلسطينيين في غزة من ضمنهم أطفال قصّر.
كما قام جنود الاحتلال بنزع الحجاب عن رؤوس النساء والتحرش الصريح بالعديد منهن والضرب والتنكيل.
كما أكد ذات المرصد أن قوات الاحتلال انتهجت خلال مداهمة المنازل ومراكز الإيواء تفجير الأبواب وإلقاء القنابل عبرها ثم اقتحامها وإطلاق النار وإعدام وتصفية الموجودين. ثم اقتياد البقية خارج المنازل وإجبار الذكور على التعري مع تفتيش النساء والتحرش بهن وتهديدهن بالاغتصاب.
ما حصل في قرية دير ياسين أثناء ارتكاب المجزرة يعاد اليوم في غزة لكن الفارق أن تلك التي تمت في ٤٨ كانت واحدة، أما اليوم فقد تكاثرت وولدت مئات المجازر نفذتها من الجو طائرات وأسلحة أميركية غادرة ومباركة الدول العظمى وسط تواطئ وصمت عربي مخز.
غير أن بن غوريون ٢٠٢٣ "نتنياهو " لن تسعفه ٧٥ عاما أخرى، فالوقت ينفد من بين يديه بأسرع ما يمكن له النفاد.
***
بديعة النعيمي