أقلام حرة
محسن الأكرمين: أكتب لأقوض النقص الذي تسببه المشاهد المتفحمة بالمدينة
يقولون: أن مكناس قد تم استغلال مناصبها السياسية (الريعية) بدون أثر تنموي صعودي. يقولون: أن مكناس نالت من عقوق أبنائها مثل ما ناله (الطبل يوم العيد). يقولون: أن مكناس لم تستفد من تمثيليتها السياسية الوطنية ولا الجهوية في ترافع الإقلاع التنموي العادل، ولا التحفيز الاستثماري المتحرك. يقولون: أن مكناس تمضغ الحسرة عن الماضي (مسألة التراث في ملابسات سياسية وفكرية: التراث حاضر زمنيا وغائب في الوعي) ولم تستطع صناعة رؤية بديلة للحاضر (النظر إلى الماضي على أنه ما ينفك يمضي والى الحاضر على أنه ما يفتأ يحضر). يقولون أن مكناس أخفقت شعاع التوهج بتصدر قائمة مدن التاريخ (بهذا لا يكون التراث من ورائنا، ولا نحن يسرقنا الحاضر بالتطويح في المستقبل). يقولون: أن ساكنة مكناس تتحدث عن حب المدينة مثل نيرون حارق روما، ثم يقولون (ومن الحب ما قتل).
يقولون أن: مكناس افتقدت ساكنتها الثقة في السياسيين، وباتت الثقة في موضع التدني (إقامة ذاكرة مضادة). يقولون: أن الرمز السياسي للمدينة يحمل معادلة (طَايَحْ من السمَاء...). يقولون: أن بيانات السجل الاجتماعي ستضع مكناس على رأس قائمة تنقيط الحاجة والفاقة، ودون معدل النجاح !! يقولون: أن مكناس تعيش فائض حديث الانتقادات البلهاء، ومن وراء حجاب الشاشة الزرقاء، ومن تحت الجلباب، ويغيب الحوار المديني (الإصغاء للأصوات المتعددة). يقولون: أن مكناس يعيش مجتمعها المدني تحت وطأت خلافات الانتماء السياسي والتبعية والنفعية، إلا من رحم ربك من الثلث الناجي. يقولون: أن مكناس يمكن أن تبحث عنها في التراث المادي واللامادي وهي لا تقدر على توظيف تثمين الحاضر ولا المستقبل (التاريخ موشوم على جسم الساكنة، عالق بأذانهم، منقوش على جدرانهم، مكبوت في اللاوعي... مسألة التراث في ملابسات سياسية وفكرية)، وحتى الماضي (الهوية والتطابق) يمكن أن يضيع جزء منه غير موجود في الواجهة (تقوية الوهم بالخلود ).
يقولون: أن مكناس يتساءل فيها الجميع، أين مدينتي؟ سؤال ماكر يبحث عن كسب البراءة من المسؤولية (بسبق الإصرار والترصد) ويعلقها لزاما على عنق (السياسي/ المدني/ الاقتصادي/الثقافي/ الرياضي...). يقولون: أن هذا السؤال لن نجد له جوابا موحدا، حين نجده يتردد مرات عديدة وبالتكرار المُمِلِّ. سؤال نجده بالقسوة والتحسر حتى عند من دبر أمر المدينة غير ما مرة، فهو يتسلح بنفس السؤال !!! ويطرحه بصيغة الاستنكار وبلا أجوبة حارقة !!!
يقولون: أن عجينة مكناس السياسية غير باردة في بؤرة وسطها (ولي قال سياسة عجينة مجلس جماعة مكناس باردة يدير يديه فيها)!!! يقولون: أن مكناس خرجت من اتفاقيات قطاع الشباب والثقافة والتواصل (بخفي حُنَيِن) مكسورة الترافع، وباتت تنال حصصها في (برامج تأهيل المراكز الحضرية والمراكز الصاعدة... للتقليص من العجز الاجتماعي والتفاوتات الترابية الداخلية). يقولون: ألا مناص لمكناس من بناء تنمية محلية بدل تأثيث اللامركزية الترابية الجهوية، والتي باتت تخلق الفرص التنموية فقط للقطب الأول بالجهة. يقولون: أن مكناس تكتسي دورا أساسيا في مكونات رجال ونساء مجلس الجهة، ولا تنال حقها العادل في تنظيم بيئتها وتهيئة مجالها الترابي، وتحقيق جاذبية ترابية تنافسية. يقولون والعهدة على القائل: أني أكتب لأقوض النقص الذي تسببه الكتابة من المشاهد المتفحمة.
***
محسن الأكرمين