أقلام حرة
الطيب النقر: الطوفان المبارك
يقيني الذي لا يعتريني فيه شك أن حماس قد سعت أن تجنب قاطني غزة الأبية ويلات هذه الحرب.. نعم سعت حماس أن تتجنبها بكل السبل ولكن أحفاد القردة والخنازير أرغموها عليها بتنكيلهم بالشعب الفلسطيني ولاستباحتهم لعرصات الأقصى ولغيرها من الفظائع التي يرتكبها جرذان جيشها المنخوب في الضفة والقطاع.. حماس تدرك أن يد الصهاينة باطشة وأن الغرب سيطربه وقع الصواريخ على مباني غزة وبيوتها ولكن الحر لا يستطيع أن يعنو لقهر أو يستكين لغضاضة.. ورغم المرارات ستسامى غزة على الجراح وستنتصر على عدوها رغم يقين الكل بأن البون شاسع في العدة والعتاد بين مقاتلي حماس وبين جيش الكيان الغاصب.. قوة حماس تنبع من قوة إيمانها بدينها ولأنها متذرعة بالصبر ومتحصنة بالورع ولأنها ماضية في طريق وعر سلكته قبلها خيول الصبر في مهد الإسلام.. فأنضاء الفاقة ورهائن الفقر انتصرت على أهل البشم والتخمة في بدر العزة وفي غيرها من غزوات كفلت لصفحة الضلال أن تنطوي ولعهود الجهل أن تندثر ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم من بعده شاهدنا عبر منصات التاريخ انتصارات قادتها أمة كانت ضعيفة هشة تكاد تفني بعضها من أجل واد مخضر ترعى فيه أنعامها.. ولأنها أمة تمسكت بعرى الإسلام وحرصت على الأخذ بسنامه نصرها الله في مواطن كثيرة وما زال ذلك النصر هو حليفها الذي لا يصد عنها حتى ازورت هي عن الدين ولم تعد كما كانت حفية به حريصة عليه فأذاقها الله لباس الخوف والجوع وجعل الهوان والضعف والشتات هو طابعها فتكالب عليها العدى فساموها بخسف واستباحوا حتى مقدساتها فلم يتمعر وجهها أو تسعى للثأر لكرامتها يحدث هذا ودولها تملك من العتاد ما هو كفيل بأن ينهي جرثومة اسرائيل من الوجود.. غزة وحدها هي التي انتصرت لكرامة هذه الأمة وسعت أن تطرح الواغش عن صفحتها لأنها سيدي موقنة بأن فئتهم القليلة تلك هي التي تنتزع أرواح الصهاينة الصدئة كما نشاهد الآن.. جيش اسرائيل العرمرم يترنح الآن أمام ضربات مقاتلي حماس الموجعة الآن يتهاوى هذا الجيش الذي كان وما زال دوما متعطشا لدماء أطفال غزة وشيوخها.. ووسط كل هذا الركام الذي خلفته غارات العدو الصهيوني على غزة الصامدة تلوح تباشير النصر الذي نرجوه والذي نسأل الله أن يتحفنا به في القريب العاجل فاسرائيل مهما امتدت واستطالت فهي إلى زوال هذا هو الواقع الذي يتحقق على يد مجاهدي حماس وغيرهم من حركات الكفاح المسلح في فلسطين الشامخة
***
الطيب النقر