أقلام حرة
محمد سعد: رسالة من التاريخ إلى بايدن في ذاكرتي كباحث!!
رسالة بعد البيان المشترك أمس من أمريكا والمانيا وفرنسا. وبريطانيا. وإيطاليا. لدعم إسرائيل في الحرب علي غزة. ازدواج المعايير. هذه رسالة لعل درس الحرب الأهلية في لبنان للأمريكان بعيد لهم الذاكرة من الأحداث...
ريجان الرئيس الأمريكي يتحدى ويرسل قوات إلى لبنان، وكذلك فرانسوا ميتران الرئيس الفرنسي...، بعد المؤامرة الكبرى التي اشترك فيها الغرب والخونة من العرب لتصفية المقاومة الفلسطينية في بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 وتشريد المقاومة والفصائل الفلسطينية إلى اليمن والجزائر، وتونس،، منذ أربعين عاما في 18/ من أبريل عام 1983 تم تفجير السفارة الأمريكية في بيروت
وأسفر الانفجار عن مصرع 65 شخصا كان بداية ظهور حزب الله علي مسرح الأحداث...!!
وفي شهر أكتوبر عام 1983 أعلن تنظيم جديد أطلق علي نفسه (الجهاد الإسلامي) عن مسئوليته عن تفجير مقر القوات المارينز الأمريكية والفرنسية التي قتل فيها من قوات المارينز الأمريكان 241 ليعلم القاصي والداني من ساسة الغرب إننا في شهر أكتوبر المجيد شهر الانتصارات.. بعد تفجير مقر القوات المارينز من الأمريكان والإنجليز والفرنسيين... إنهم هم أحفاد صقور الجهاد الإسلامي وحزب الله ينتظر قدومكم علي الأرض. ولكن بعد هزيمتكم في العراق وأفغانستان لا تستطيعوا المواجهة البرية... ازدواج المعايير في الموقف لا يضيف للغرب شيء لم ولن يتعلم الغرب الدرس من أحداث 11من سبتمبر والغطرسة الأمريكية
لو كان كتاب \"جينيس\" للأرقام القياسية عن الولايات المتحدة وحدها، لضموا إليه \"إسماعيل عسكري\" كقاتل أكبر عدد من مواطنيها دفعة واحدة خارج حرب معلنة منذ تأسست الولايات المتحدة حتى هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، فليس في التاريخ زاهق لأرواح الأميركيين بالجملة مثله. مع ذلك، فلا أحد يعرف عنه شيئا سوى الاسم فقط، على افتراض أنه فعلا إسماعيل عسكري.
إسماعيل هو إيراني نفذ عملية انتحارية في بيروت كان التفجير فيها قويا استيقظت بيروت من نومها مذعورة من شدة الانفجار...
وبدأ كل شيء في السادسة و22 دقيقة من صباح الأحد 23 أكتوبر/ 1983 وانتهى للأميركيين بكارثة: القتلى
تفجير \"شاحنة الموت\" كان بقوة 6 أطنان
كتبوا في التقارير الرسمية أن إسماعيل قاد شاحنة مإرسيدس إلى مقر \"المارينز\" المجاور كثكنة عسكرية لمطار بيروت، وكانت من 4 طوابق يقيم فيها 300 من مشاة البحرية البالغ عددهم في العاصمة اللبنانية ذلك الوقت 1600 عنصرا، ممن شكلوا مع نظرائهم من بريطانيا وفرنسا \"قوات حفظ المزعومة السلام الدولية\" التي تمركزت في بيروت منذ انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية بعد الغزو الإسرائيلي في 1982 للبنان.
وعندما اقتربت \"شاحنة الموت\" من مدخل الثكنة اتجه سائقها نحو موقف السيارات، فظنوها صهريجا كانوا ينتظرونه لتزويد المبنى باحتياجاته من الماء. إلا أن إسماعيل كان يقود شيئا مختلفا بالمرة عن أي صهريج ماء، لأن شاحنته الصفراء كانت محملة بما قوته التفجيرية أكثر من 6 أطنان \" تي. إن. تي \" أحدثت عندما صعقها دويا كان أقوى ما سمعه لبنان في حربه الأهلية التي بدأت في 1975 وانتهت بعد 15 سنة.
وبالتزامن مع تلك العملية، دمر انتحاري آخر بشاحنة متفجرات أيضا مبنى مجاور، كان مقرا لقيادة كتيبة المظليين الفرنسية العاملة هي \"المارينز\" الأميركيين في إطار قوات متعددة الجنسيات تم تكليفها بتهدئة الأوضاع في لبنان، فسقط في التفجير 58 جنديا فرنسيا و6 مدنيين.
العام الذي ولد فيه \"جنين\" اسمه حزب الله
في اليوم التالي، قام الرئيس الفرنسي آنذاك، "فرانسوا ميتران"، بزيارة غير رسمية إلى بيروت، وأمضى في موقع الانفجار الفرنسي بضع ساعات، ثم قال: \"إننا سنبقى هنا\" ومثله قام "جورج بوش الأب"، وكان نائبا للرئيس الأميركي رونالد ريجان آنذاك، بزيارة موقع تفجير قوات \"المارينز\" بعد 3 أيام من العملية الانتحارية، ليصرح بأن الولايات المتحدة \"لن يهددها الإرهابيون\" كما قال.
ساعات مرت على تصريحه، وصدر عن \"حركة الجهاد الإسلامي\" بيان أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية المزدوجة، وبعد شهور يهدد رونالد ريجان الجهاد الإسلامي. ففي اليوم التالي يعلن التنظيم عن تفجير شركة آبأن أمريكان للطيران في" مدريد" عن مسئوليته عن التفجير ويتحدى ريجان في خطاب: قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي ليعد ريجان أن يعلم إننا نستطيع أن نصل إلى أي مكان في العالم... ها هم أبناء من وضعوا في قلوب آباؤهم الرعب والخوف وهربوا. ليلا نحو ميناء "جنوة في بيروت " مثل الفئران الزعرانة...!!
***
محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث مصري