أقلام حرة
الجنون العلمي!!
ما يجري في أروقة المختبرات العلمية، وما يتوصل إليه الباحثون من مكتشفات ومخترعات يفوق التصورات، ولا يمكن لخيال أن يستحضره، فالبشر صار يتدخل في خلق البشر!!
فالنانو تكنولوجي وما قبلها وما بعدها وحولها، والتعامل مع الشفرات الجينية في الحوامض الأمينية، والسرعة الهائلة في تطور علوم الكوبيوترات والتواصلات الرقائقية وغيرها من المبتكرات المذهلة، المتفاعلة مع المستقبل المتخيل، جعل الواقع المعاش أغرب من أي خيال.
وما تحلم به العقول الفائقة القدرات المحركة للحياة فوق التراب، ستساهم في صيرورات مرعبة قد تدفع إلى القضاء على الموجودات الحية وتمحق الحياة.
فكل شيئ يتغير، وما عاد البشر آدمي المواصفات، بل ستتدخل التكنولوجيا، وسيكون بشر المستقبل مجموعة من الرقائق الإليكترونية المتفاعلة في بدنه، والمقررة لمصيره اليومي.
البعض يتحدث عن صناعة البشر بمواصفات مطلوبة، ويُقال أن الدول القوية تسعى لتخليق بشر بمواصفات خارقة وقدرات قتالية فائقة، وأنه لا يمكن قتله أو إفناءه بل يفني ولا يُفنى، وكأن المعارف لا بد لها أن تكون أكثر تقدما وإقتدارا في الميادين العسكرية.
فالمستقبل يشير إلى أن البشر سيقاتل ما يبدو بشرا وهو أعظم من البشر بقدراته المتنوعة، وأن الموجودات التكنولوجية ستكون فاعلة في الميدان، فبعد المسيّرات، سيتم صناعة الفراشات التي ستغزوا الأوطان، وربما الجراد الصناعي المحوّر بايولوجيا ليفتك بالزرع والضرع، فالإبتكارات الخارقة تأتي بما لا يخطر على بال.
ومن أرعب ما توصلت إليه العقول العلمية أنها راحت تتعامل مع الشفرات الجينية وكأنها أرقام حسابية، وكل رقم يمثل حالة ما، ويُقال أن البشر تعلم هذا السر من البكتريا التي تحتفض بالحوامض الأمينية والشفرات الجينية للفايروسات التي تصيبها، لكي تتعرف عليها وتتوقى منها وتعمل على إنتاج أجيال لا تتأثر بها.
فإلى أين ستصل البشرية؟
وهل ستجني على نفسها وأهلها براقش؟
فهل صار العلم أخطر التحديات التي تواجهنا؟!!
***
د. صادق السامرائي