أقلام حرة
الحضور الخليجي في البصرة.. مقدمة عامة
البصرة مدينة متنوعة ثقافيا، وفي الوقت نفسه هي مدينة مهاجرين، تحتوي اديانا ومذاهبا متعددة، وقوميات متعددة ، لا نريد الرجوع الى مرحلةتأسيسها في القرن الاول الهجري. او كما تُعرف بالبصرة الاولى، انما هنا الحديث سيقتصر على تنوع البصرة ثقافيا في القرون الاخيرة،ولاسيما الحضور الخليجي فيها.
في البصرة لدينا البحارنة، وهم المهاجرون من البحرين -تقريبا في القرن التاسع عشر الميلادي- اغلبيتهم، من اتباع مدرسة الشيعةالاخبارية، مع تأكيد القول ان هذه التصنيفات المعتمدة من اجل بيان قوة التنوع في المدينة، ولعله ابرز وجهاء البحارنة الاوائل هو السيد ناصر البحراني رحمه الله - من علماء مدرسة الشيعة الاصولية - ويوجد مسجد باسمه تم بناؤه سنة ١٨٧٨م في منطقة الفرسي -حاليا ُيعرف بمسجد العلامة مير محمد القزويني- الذي بدوره هاجر من الكويت الى البصرة في ثلاثينيات القرن العشرين، كذلك هناك العديد منالعوائل البحرينية سواء الدينية ام التجارية التي هاجرت الى البصرة واندمجت في مجتمعها.
ويوجد في البصرة من امتداده لمدينة الاحساء او كما يعرفون بالحساوية واغلبيتهم اتباع مدرسة الشيعة الشيخية، ولا سيما مدرسة كرمان، الذين هاجروا الى البصرة في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي اثناء زعامة الشيخ حسين المزيدي رحمه الله، ولهم دور في تاريخ البصرةالمعاصر بدءا من هجرتهم حتى وقتنا الراهن .
وفي البصرة حاليا بيوتات معدودة ممن امتدادهم من نجد، وكما يعرفون بالنجادة، الذين اعادوا تأسيس مدينة كاملة في البصرة وهي مدينة الزبير قبل اربعة قرون، ولا تزال اثارهم عامرة من مساجد، لعل ابرزها مسجد النجادة الذي يرجع بناؤه الى سنة ١٠٠٣ هجرية ومساجداخرى، فضلا عن اعمال عديدة بعضها لا يزال شاخصًا الى الان، وعلى الرغم ان اغلبيتهم رجع الى موطنهم الاصلي منذ ستينيات القرنالعشرين وحتى التسعينيات من القرن نفسه، الا انهم اكتسبوا من هذه المدينة عادات وتقاليد وبات بعضهم يُعرف الان بالزبيري وليس النجدي .
وبعض المؤرخين يذكرون ان عشيرة القطارنة من أهل البصرة ينسبون إلى قطر، فضلا عن ذلك توجد عوائل بصرية معدودة امتدادها الىالقطيف.
البصرة تمنح الخصوصية لمن يهاجر اليها، ولا تضع القيود على المهاجرين اليها سوى الالتزام بطيبة اهلها وتسامحهم. هذه المقدمة ربما تكون قاصرة عن الحضور الخليجي في البصرة، وبالاحرى هي شكل من الاحتفاء والفخر بالمدينة التي انتمي اليها .
***
د. قيس ناصر
مركز دراسات البصرة والخليج العربي