أقلام فكرية
حاتم حميد محسن: في العودة الى الله.. نقد الإلحادية الصرفة
ان مسألة إثبات او نفي وجود الله هي في الغالب مسألة عقل وغرض وليست مسألة تحقيق علمي. ما مطلوب هو منطق استنتاجي يحاول توضيح الله من خلال الاستدلال المنطقي، وعلاقة الله بالعالم. سيكون من الخطأ ان يقتصر البحث عن الحقيقة فقط بالوسائل التجريبية (العلم). ان الالحادية الحديثة حينما تصر على استخدام التجريبية كأداة في جميع أغراض المعرفة، فهي تمارس نفس القضية التي تتجاوز التجريبية طالما ان الله خارج الكون وليس فيه. وهذا يعني ان ذكاء الله ينعكس في خلقه لكنه لا يُدرك دائما او ممكن استعماله كدليل قابل للاثبات. ان ما قيل من جانب العديد من الثيولوجيين ايضا بحاجة لكي يُفهم جيدا: ان الله متميز كليا عن أي شيء يُستخدم لتصنيفه. في الحقيقة، يصف توما الاكويني الله في اللغة اللاتينية" totalliter aliter" بمعنى خارج قدرتنا على الفهم الكامل له. من الواضح ان محدوديات الانسان تجعل من الصعب اثبات او فهم الحقائق العليا. لحسن الحظ يمكننا البدء بوصف مظاهر الله القابلة للفهم بواسطة قدرات الانسان. على سبيل المثال، الله ذكاء تام خالص، لأنه اذا كان فقط ذكاء دون المستوى الأمثل، عندئذ سوف يكون متناهي وبالتالي ليس إلها، على الاقل في المعنى التقليدي التوحيدي.
بما ان الله ليس مجرد عقل خالص وانما هو اساس الوجود ذاته (وهو لا يمكن بالطبع تحليله كميا) وليس شيئا ماديا ضمن الكون، فان البحث عن دليل علمي مادي سيضر في نقاش وجود الله. عند التحقيق بوجوده، علينا ان ندع انفسنا نُقاد بالعقل والتفكير النقدي، ولا نُخدع باولئك الذين يرتكبون خطأ التصنيف في محاولة وضع الله في بيانات تجريبية.
لذلك، فان الغرض الرئيسي في هذا المقال هو بيان لماذا يجب ان نقبل الحجج العقلانية لوجود الله بدون أدلة تجريبية صارمة: اثبات وجود الله ليس من خلال عرض دليل علمي وانما من خلال اظهار وجوده عبر طرق مثل الحجج الاخلاقية والكونية والانطولوجية (1).
عندما يفشل العلم في إعطاء جواب قاطع لسؤال الله، عندئذ فان الملحدين الواثقين بالعلم عادة يتبنون الايمان الأعمى في موقفهم. وبما ان الاختبار العلمي هو الطريقة الخاطئة لمعالجة مسألة وجود الله او عدم وجوده، ومع اعطاء العقلانية حقها، فان التمسك بالايمان بعدم وجود الله هو عمل ارادي خالص. نوع من ايمان أعمى في تحدي المنطق والعقل. لكن عندما تُستعمل التحليلات العقلانية بدلا من ذلك، فان الملحد سيجد نفسه يعمل ضد الدليل الفلسفي والتاريخي الساحق لوجود الله. الناس احيانا يدّعون ان الفلسفة حقل دراسة "ميّت" تُعاد فيه المسائل القديمة بلا نهاية. وهذا الادّعاء خاطئ تماما.
مع تطور العلم والانسانيات، تطورت ايضا الفلسفة التي دمجت ما اشتقته من تلك التطورات. وعلى الرغم من ان البعض لايزال يعتبر الفلسفة مسعى بلا قيمة، فهي تبقى تنظر في سبب اهمية الاشياء. هناك قول قديم : العالِم يسأل الفيلسوف لماذا الفلسفة تهم. يجيب الفيلسوف بتوجيه سؤال للعالِم لماذا العلم يهم. وعندما يبدأ العالم بالإجابة، يقاطعه الفيلسوف بالقول "والآن نحن نعمل فلسفة".
منذ التنوير، بدأ الفلاسفة بتفكيك الاشياء التي كانت في السابق اما يقينية او على الاقل نُظر اليها بنوع من الشك. هذا ليس تشويها لسمعة التنوير او للفترات المشابهة، والتي تستحق الثناء حقا لأنها أنتجت أساليب رائعة من التفكير النقدي. وكما في كل العصور، لم يكن ذلك بدون عيوب. التنوير في تعبيراته الراديكالية أنتج شكا متطرفا. هذه الممارسة المبالغ بها مترافقة مع التأكيد على الدليل التجريبي، قاد الى التخلي عن الايمان بالله وهو ما يمكن ان يسمى سبب غير كافي، لأن استعمال الشك المفرط لإثبات عدم وجود الله يجب ايضا ان يدحض التفكير الذي يصل بواسطته المرء لذلك الاستنتاج.
هذه الطرق المتطرفة والاستنتاجات اللاحقة أثارت مشكلة، لأن الله يمكن الجدال فيه بعقلانية وبشكل مقنع. لكن نتيجة لتغلغل العلموية الاحادية النظرة في الثقافة الغربية، فان احدى القضايا الكبرى التي يواجهها المؤمن اليوم هي ان الناس يبدو غير قادرين على قبول أي شيء لا ينطوي على برهان تجريبي على وجود الله. من المفارقة هنا انهم سوف يقبلون مثلا بحقائق الجمال او الاخلاق او بكلمات مثل "انا احبك" رغم ان هذه الاشياء لم يتم اثباتها تجريبيا ابدا.
الإلحاد ام اللاادرية؟
كل من ارسطو وافلاطون وبقية اليونانيين القدماء الذين وضعوا حجر الاساس للفلسفة اتخذوا اتجاها مختلفا، البعض كانوا اكثر شكا، آخرون اكثر تجريبية، ولايزال آخرون يهتمون بموضوعات عقلانية مثل الاخلاق او أشكال المعرفة. ولو تقدمنا الى العصور الوسطى سنجد شخصية مثل القديس توما الاكويني في الخلاصة اللاهوتية (1274)، والتي كانت رسالة فلسفية بقدر ما هي ثيولوجية. هو ربما كان ابرز شخصية مؤثرة في استخدام حجج مقنعة في وجود الله.
اللاادرية تبدو موقفا اكثر معقولية بالنظر الى ان عبء البرهان يقع على الملحد وليس على اللاادري. في بعض السيناريوهات، يقع عبء البرهان ايضا على المؤمن، ولكن على الاقل المؤمن لديه حجج ايجابية تُظهر وجود الله، بينما الملحد عليه مهمة يستحيل التعامل معها بنجاح في اتخاذ موقف ايجابي في عدم وجود شيء، ولهذا يتضح انه قادر فقط على الجدال ضد وجود الله المفترض سلفا. لكن يجب التوضيح ان الجدال ضد حجج وجود الله هي ليست نفس الشيء كاظهار عدم وجوده. الاخيرة حالة يكون تبنّيها أصعب بكثير طالما انها تتضمن على الاقل مهمة التصدي لكل حجة تُظهر وجوده بشكل معقول. رؤية الملحد الراسخة تتطلب دحضا صارما وهي رؤية يصعب فهمها بالنظر الى قرون من الادب حول هذا الموضوع. لكن اذا لم ينجح الملحد في تقديم هذا الدحض، عندئذ هو حقا لا يمكنه اعتبار نفسه ملحدا صادقا – أي، شخص ليس لديه ايمان قوي وظاهر. بل، هو لا ادري (والذي يعني شخص بدون معرفة بوجود او عدم وجود الله) – مالم يكن لديه استعداد لإتخاذ قفزة الايمان (ايمان بشيء يصعب الايمان به، ليس على اساس المنطق) للوصول الى إلحاده، الامر الذي يبدو مناقضا واكثر خطورة من قفزة الايمان للوصول الى موقف مضاد. في الحقيقة، يبدو ان الالحاد الايجابي يتطلب ايمان اكثر مما يتطلبه المؤمن بعقيدته. الالحاد الحقيقي او العقيدة الايجابية بعدم وجود إله (بمعنى، عقيدة بعدم وجود اله، مقابل عدم امتلاك عقيدة بان هناك اله) يفترض سلفا ان يعتبر المرء نفسه غير مقتنع وبشكل لا يقبل الجدل، بينما الايمان يتطلب فقط عقيدة بـ "حجم حبة خردل" (لوك 17:5-6).
لذا، فان المؤمن ليس لانه لديه برهان تجريبي او منطقي لوجود الله وانما هو اتخذ قفزة عقلانية نحو تلك العقيدة بالارتكاز على حجج ايجابية لله، وبهذا هو يعطي موافقة على الافتراض الذي هو في موقف جيد من الناحية الابستيمولوجية مقابل اولئك الذين لا يؤمنون فقط وبشكل أعمى.
وكملاحظة جانبية، نعتقد ان الناس يفضلون اعتبار انفسهم ملحدين عندما يميلون نحو عدم وجود الله، ويعتبرون انفسهم لاادريين عندما يكونون أقرب الى منتصف الطريق او لا قرار لديهم ولكن ليسو لا ادريين تجاه الحجج المؤيدة لله. هذا القرار في تسمية اولئك الذين ينقصهم فقط الايمان بالله كـ "ملحدين" بدلا من "لاادريين" هو ببساطة امر خاطئ. اذا كان شخص ما ليس لديه كفر ايجابي، اي، تجاهل و ترك الحجج المؤيدة لله بلا جواب، عندئذ عندما يهتم شخص ما بما يكفي ليكون صادق فكريا، فان الخيار الوحيد المتبقي هو الاعتراف على الأقل باحتمالية وجود إله – الامر الذي يضع الشخص في معسكر اللاادريين.
الحل
العقلانية هي الطريق الذي نقترب به من سؤال وجود الله من خلال عملية التساؤل والاستدلال. التجريبية ليست نفس الطريقة ويجب ان لا تُطبق عند محاولة اثبات او نفي وجود الله، طالما ان تصورا صادقا فكريا وشاملا لله يعرّفه كمتعالي على النظام الطبيعي، ينطلق منه بدلا من ان ينطلق هو منه، والتجريبية سوف دائما تأتي ناقصة عندما تسعى لنفي وجود كائن متجاوز، لأنها مقيدة بشكل صارم بدراسة النظام الطبيعي. لذلك، فان البرهان الايجابي على عدم وجود الله لا يمكن انجازه من خلال الطريقة العلمية. وجود الله او عدم وجوده يتم فحصه بدلا من ذلك من خلال مجال عقلاني خالص، او من خلال النظر في الدليل التاريخي – على سبيل المثال قيامة المسيح.
في كثير من الأحيان يقفز الباحثون – وربما عن طريق الخطأ وليس عبر اللانزاهة الفكرية – من التجريبية الى العقلانية، محاولين استعمال طريقة تجريبية للوصول الى استنتاج عقلاني خالص. وبينما التجريبية يمكن ان تخدم العملية العقلانية الى نقطة ما، مثل قفزة من الطريقة التجريبية الى استنتاج عقلاني خالص، فهي مشابهة لمحاولة استعمال الطحين والزبدة والسكر والبيض لبناء كومبيوتر. لكن عندما يعترف المرء بالنهاية بإلغاء التجريبية، فان اثبات عدم وجود الله من خلال العقلانية يمثل عبئا لا يطاق. وفي ضوء الدليل العقلاني، سيكون لدينا سؤال جديد: تؤمن ام لا تؤمن؟
يُعتقد ان الامر يتعلق بما اذا كان ينبغي لنا ان نؤمن او لا نؤمن بأهمية الاسباب المعطاة للايمان بالله. ولكن كما ذكر كيركيجارد، نحن مسموح لنا في استشارة ليس فقط الرأس وانما القلب ايضا.
يمكن القول ان جوزيف بريبر Josef Preper وهو من أبرز الثيولوجيين في القرن العشرين الذي قال "ان الحب هو الحقيقة المبسطة"، التي ليس فيها توضيح اساسي اكثر من الفكرة ذاتها. ان محاولة وصف خصائص كلمة "حب" يعني تعقيدها، لكن ماذا يعني الحب، ببساطة هو "انا اعتقد من الجيد انك موجود". الحب يراه معظم الناس انه يعطي معنى جوهري لحياتهم. الله وُصف كـ "حب" في 1 John 4:8:.
الكاردينال نيومان كتب رسالة سُميت مقالة في مساعدة قواعد الموافقة (1870) (2). هذه المقالة وصفت كيف يقوم الذهن طبيعيا بتجميع مذهل لكمية كبيرة من البيانات كل يوم، ويصل الى استنتاج عقلاني بدقة وفورية لا حاجة فيه لجهد فكري منسق من جانب الفرد. انها وسيلة كشفية مساعدة مفيدة وضرورية لبقائنا. مثلا: لو ان شخص ما يتلقى مكالمة اثناء العمل من رقم مجهول، والمتكلم يعرّف نفسه كضابط شرطة يعلن عن حصول مداهمة لمنزله ويذكر عنوانه، فان ذلك الشخص سيثق فورا بان المتصل هو حقا ضابط شرطة وانه يقول الحقيقة بدون أي برهان ايجابي لأي من هذه الاشياء. نيومان يسمي هذه الظاهرة من التوليف العقلاني الفوري بـ "حس استدلالي". Illative sense. انها عملية ننخرط بها يوميا. لماذا يكون الايمان بالله جسرا بعيد جدا في هذا الشأن، بينما نحن في الحقيقة نمارس هذا السلوك الفطري دائما وبانتظام؟.
السؤال هو حول ما اذا كنا سنسمح بالحقائق الواضحة للحب لتتردد فينا وتغمرنا بفهم مشابه لما نسميه "تبرير" لوجودنا – والذي في كثير من الاحيان هو ما نبحث عنه بقوة، سواء بمعرفة او بدون معرفة. انه استطلاع حقيقي هنا – فيما اذا كنا نعترف بحقيقة الحب العابرة – والخيار متروك لكل فرد لإعطاء جواب له. هل نؤمن بـ "الحب غير القابل للاثبات" او هل سنستمر في البحث عن جواب يمكن التحقق منه تجريبيا لسؤال لم يُطرح ابتداءً من جانب الرأس العقلاني بل بطريقة غير عقلانية احيانا او ما يمكن تسميته قلب فائق العقلانية super rational؟
***
حاتم حميد محسن
..............................
The return of God? A critique of pure Atheism, philosophy Now, Dec/Jan2025
(الكاتب الدكتور اندرو ليكودس، رئيس مؤسسة ليكودس للبحوث الثيولوجية، وهو محرر لستة كتب ومحاضر في جامعة توسون)
الهوامش
(1) الحجج الفلسفية الثلاث لإثبات وجود الله
1- الحجة الأخلاقية The moral Argument
هذه الحجة تؤكد ان الله هو التوضيح الأبرز الوحيد للاخلاق الموضوعية. تذهب الحجة كالتالي:
2- بدون إله لن يكون هناك اساس للاخلاق الموضوعية او للالتزامات الاخلاقية.2- لكن الاخلاق هي موضوعية – الاغتصاب والقتل والتعذيب جميعها خاطئة موضوعيا.3- لذلك لابد ان يكون هناك إله.
هذه الحجة تعتمد على كون الاخلاق صادقة موضوعيا وهو ما يعارضه الان العديد من الناس. انها ايضا عليها ان تبيّن كيف ان الله هو اساس للاخلاق. كذلك، انها تعتمد على عدم وجود اسس اخرى حيوية للموضوعية الاخلاقية. بدلا من ذلك، يمكن تحقيق نفس الدور بواسطة المثالية الافلاطونية. وهي الفكرة بان هناك وجود مستقل للمفاهيم الاخلاقية. لكن المثالية الافلاطونية فيها عدة مشاكل ايضا.
الحجة الكوزمولوجية The cosmological Argument
وهذه الحجة تسأل لماذا شيء ما يوجد بدلا من ان لا يوجد. انها تعالج وجود كائن هو ذاته سبب وراء الكون وهو الله. نسخة علم الكلام لهذه الحجة تذهب كالتالي: 1- كل شيء يأتي الى الوجود له سبب. 2- الكون جاء الى الوجود 3- لذلك فان الكون له سبب 4- لكي نتجنب العود اللانهائي فان هذا السبب يجب ان يكون كائنا موجودا بالضرورة 5- ذلك السبب يجب ان يكون الله 6- لذا فان الله موجود. المشكلة الرئيسية في الحجة الكونية هي اظهار لماذا يوجد الله بالضرورة. لماذا لايكون الكون صدفة اي غير ضروري.
3- الحجة الانطولوجية The ontological Argument
اول حجة انطولوجية في الغرب صاغها القديس انسلم عام 1078 حيث يعرّف الله "كائن لا يمكن تصوّر أعظم منه" ويجادل بان هذا الكائن يجب ان يوجد في الذهن، حتى لدى الشخص الذي ينكر وجود الله. ومن هنا هو يقترح بان الكائن الأعظم الموجود في الذهن يجب ان يكون ايضا موجود في الواقع، وبالتالي يكون الله موجودا.الحجج الانطولوجية تثق بفكرة مشكوك فيها بان تعريف الله ذاته يثبت انه موجود. لكن من الصعب تحديد الخطأ في هذا الاتجاه ان كان هناك خطأ.
(2) مقال في المساعدة في قواعد الموافقة هو الكتاب الشهير للثيولوجي نيومان John Henry Newman حول فلسفة الايمان والذي اكتمل العمل به عام 1870 بعد 20 عاما من العمل. كان هدف الكاتب بيان ان المعايير العلمية للدليل والموافقة هي ضيقة جدا ولا يمكن تطبيقها في الحياة الملموسة. هو جادل بان المنطق واستنتاجاته لايمكن نقلها لميدان القرارات في الحياة الواقعية. وبالتالي، من غير الملائم الحكم على صلاحية الموافقة على الايمان الملموس من خلال معايير المنطق التقليدية لأن منطق الورق لايتساوى مع المهمة. "المنطق فضفاض في كلا الطرفين"، بما يعني ان جميع عمليات المنطق في الاساس تعتمد على افتراضات مقيّدة وبهذا تكون غير قادرة على موائمة استنتاجاتها بدقة مع ظروف العالم الواقعي. هو كان مهتما بالدفاع عن الايمان كنتاج شرعي لفعالية الانسان العقلية – بمعنى ان الموافقة ليست معاكسة لطبيعة الانسان. هو كتب هذا الكتاب بالضد من التجريبية البريطانية التي قيّدت قوة وشرعية الموافقة فقط بالدليل المعروض. جون لوك وديفد هيوم وجون ستيوارت مل كانوا من أشهر التجريبيين الذين اشتبك نيومان معهم فلسفيا.