أقلام فكرية

صباح شاكر العكام: الفلسفة الرواقية

هي مذهب فلسفي أسسه الفيلسوف اليوناني "زينون"، عند قدومه من قبرص الى أثينا في مدرسة في رواق "ستُوي" الذي كان محل اجتماع الادباء والفنانين، فدُعي وأصحابه بالرواقيين، والتي انتشرت في إطار الثقافة اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد، تحت تأثير الأفكار التي تدعو إلى المواطنة العالمية، وتحت تأثير الأفكار التي تدعو إلى النزعة الفردية، وتأثير التطورات التقنية التي نتجت عن تطور المعرفة الرياضية، وقد تحدد دور المنطق والفيزياء والأخلاق عند الرواقيين بأن المنطق هو السور، والفيزياء هي التربة الخصبة، والأخلاق هي ثمرة لهما، وهي المهمة الرئيسة للفلسفة.

أكد الرواقيون على أن الحياة يجب أن تُعاش وفق الطبيعة، وهذا أنموذج الإنسان، فما يميز الإنسان هو العقل الذي يجعله قادرًا على التحكم في انفعالاته وتصرفاته، وتقوم السعادة على التحرر الانفعالي تجاه الأمور التي لا تقع ضمن سيطرة الإنسان، فلا حكم على أمر لا يمتلك سلطة تجاهه، أما مفهوم السلام فيعد مبدأ من أهم المبادئ الرواقية، فالإنسان يجب أن يعيش في حالة سلام عقلي، وداخلي، كنوع من التصالح مع الذات، فالقدر هو الذي يحدد كل شيء في الحياة، وعلى الإنسان أن يتقبله وإلا سيشقى.

إن أصحاب المذهب الرواقي يدعون الى الاندماج بالطبيعة، والتناغم معها والسير وفق قوانينها والانسان لا يستطيع ان يقدم شيئا للمجتمع الا إذا تخلص من عواطفه، والعمل هو الفيصل وهم يعتقدون ان الفلسفة ليست الا طريقة وأسلوب لفهم الحياة، وان حرية الانسان مرهونة بأدائه لواجباته في اقتفاء آثار الطبيعة وقوانينها، وهم اول من تحدث عن الإخاء الانساني العالمي، وعن القانون العالمي للطبيعة وقالوا ان القانون هو الحاكم على جميع اعمال الانسان. ونشرت الرواقية فكرة العدالة الطبيعية التي هي التعبير عن (العقل الطبيعي) وقالوا ان الناس – بحكم الطبيعة – متساوون بالرغم من الفروق في اللغة، او العنصر، او الدين، او المذهب، او المرتبة الاجتماعية.

الرواقيون يقولون ان العلم والفضيلة شيء واحد، إذا علم الانسان شيئاً، فهو بالضرورة مؤثر لهذا الشيء وفاعل له، واما الشر فمصدره الجهل، فالحكيم هو من يعرف قوانين الوجود، ويلائم شعوره الداخلي مع القوانين الطبيعية، اما الجاهل فهو لا يستطيع ان يدرك القوانين الطبيعية، فيضطرب متعارضاً في حساسيته مع ما تقتضيه القوانين العقلية، وبالتالي فهو مع القوانين الطبيعية.

يمتاز مذهب الرواقية بثلاثة مسائل رئيسية: الأولى أن الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة العملية. والثانية أن الفلسفة العملية هي التي تقوم على العمل المطابق للعقل. والثالثة أن العمل المطابق للعقل يجري بمقتضى قوانين الطبيعة،

يقّسم مذهب الرواقية الى ثلاثة عصور:

1- الرواقية القديمة: تمتد من سنة 322ق .م الى سنة 204 ق .م ومن اقطابها : زينون وكليانتس وكروسبوس.

2- الرواقية الوسطى: انتشرت في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، ومن اقطابها: بانيتوس وبويتوس و بوزيدونيوس، وقد تسربت الى رواقية ذلك العصر آراء مشتتة من مدارس أخرى، على انها تقترب من مذهبي افلاطون (1) وارسطو(2) بوجه عام .

3- الرواقية الحديثة: تمتد من القرن الأول بعد الميلاد حتى الوقت الذي أغلقت فيه المدارس اليونانية عام 529 بعد الميلاد، ومن اقطابه من الرومان سِنِكا وإيكوتيتوس ومرقس أوربليوس، وهم يمثلون رواقية صبغت صبغة دينية ظاهرة.

من اهم رواد مذهب الرواقية:

1- زينون: ولد في كتيوم في قبرص سنة 336 ق.م، وكان ابوه تاجراً بين قبرص واثينا، فكان يحمل منها كتب السقراطيين الى قبرص، فكان يقرأها ابنه. قدم زينون سنة 312 ق.م الى أثينا التي كانت الفلسفة مزدهرة فيها واستمع الى ثاوراسطس(3) والى أقراطيس(4) تلميذ ديوجانس الكلبي(5) والى استلبون(6)، وكان ينتقل من مدرسة الى أخرى، تتلمذ على "أقراطيس" الكلبي وهو الذي أثر فيه أثراً عميقاً، الف فيه كتاباً سماه "مذكرات أقراطيس"  . أسس مدرسة في رواق "ستُوري" ذو الاعمدة الذي كان منتدى للأدباء والفنانين. كان زينون على خلق عظيم، وان حياته على بساطتها كانت دائماً قدوة طيبة ومثالاً أخلاقياً عالياً. توفي سنة 264ق.م، ودفن في مدفن العظماء.

2- كليانتس: ولد في مدينة "أسوس" سنة 331 ق.م، قدم الى أثينا لطلب المعرفة والانكباب على الفلسفة، فبدأ يحضر دروس زينون، لكونه فقير الحال فكان يعمل بالليل بأشق الاعمال لكي يكسب أجور رسوم التعليم. أوصى زينون عند وفاته ان يخلفه كليانتس في ادارة المدرسة الرواقية، فبقي في ادارتها من سنة 264 ق.م الى سنة 232 ق.م . أخذ نفوذ الرواقية يضعف في عهده لعدم امتلاكه اللباقة والمهارة في الجدل ما يمكنه إفحام الخصوم، فكان تفكيره بطيئاً وحجته غير بارعة، فكان عرضة لسخرية المشككين. ألف كليانتس نحو 50 كتاباً عن طبيعيات زينون وهرقليدس(7)ومصنفاته في المنطق الاخلاق، لم يبق من مصنفاته إلا مقتطفات صغيرة، من أهمها قصيدة "الأنشودة الى زيوس" مناجياً "زيوس" رب اليونان.

3- كروسبوس: لد في مدينة "صول" بجزيرة قبرص سنة 277 ق.م، كان تلميذ "كليانتس" وآخر ممثلي الرواقية القديمة وأكبرهم انتاجاً عقلياً. كان له قوه جدل عظيمة، وقد جعل من التعليم شغله الشاغل حين تولى الاشراف على الرواق، فأحسن ادارته وانتظام سير التدريس فيه. ان ما يميز منهج التعليم عند كروسبوس هو النظري التقريري، فكان يخالف طريقة التدريب على الخطابة وان المدرسة تتحول الى تخريج الخطباء، ولكنه لم يستنكر طريقة عرض الآراء المخالفة، إلا انه يرى فساد هذا المنهج ما دام الباحث لا يريد فناً عملياً بل علماً أخلاقياً. ألف كروسبوس في المنطق والطبيعيات، فقد ألف 119 مصنفاً في المنطق، وألف 43كتاباً في الاخلاق.

4- بنايطيوس: ولد بجزيرة "روكانس" اليونانية سنة 180 ق.م، يعد أول ممثلي الرواقية الوسطى، كان صديقاً للكثير من مشاهير الرومان، تأثر بآراء "أفلاطون" و"أرسطو"، فانحرف عن تعاليم الرواقية القديمة التي تذهب ان الألم في عداد الأشياء التي لا يؤبه لها، مال الى طلب الخيرات الخارجية كالثراء والجاه، ولم يكن من رأيه أن يخل الانسان من الانفعالات، خلافاً لما كان يريده الرواقيون الاقدمون. وقد عمد الى تزيين مصنفاته بشيء من الفصاحة والسلاسة، كان في رواقيته من اللين والعاطفة ما بعُدَ بها عن صلابة الرواقية القديمة.

5- بوزيدونيس: مؤرخ وفيلسوف سوري الأصل، عاش من سنة 153 ق.م الى سنة 51 ق.م ، سخط على تقاليد بلاده السورية حمل على عاداتها، جاب أقطاراً عديدة واستقر في "جزيرة رودس" اليونانية حيث اصبح رئيس مدرسة فلسفية، صادق الكثير من عظماء الرومان مثل "شيشرون"(8). كان مؤرخاً نابهاً وعالماً طبيعياً مرموقاً وفيلسوفاً لاهوتياً واسعاً. كان بوزيدونيس فلكياً كبيراً، أقر بالنظرية التي تذهب ان الشمس هي مركز الكون وان الأرض تدور حولها، ولكنه عارضها لأسباب دينية.

6- سنكا: ولد سنة 4 ق.م في قرطبة، وكان ابوه من سراة الرومان محباً للأدب، ذهب الى روما وحضر دروس فلاسفتها ومنهم "أطالوس"(9)الرواقي، تعلم منه الاخلاق الرواقية، فزهد في الدنيا وعاش عيشة الفيلسوف. أصدر إمبراطور الرومان "طيبروس" (42 ق .م – 37م)أمراً بحظر ممارسة الشعائر الأجنبية، فخاف والد سنكا على ابنه والح عليه ان يترك الفلسفة وان ينصرف الى الخطابة والكتابة، فاتجه الى المحاماة. حنق عليه طاغية روما "قالغولا"(37م- 41م) وأمر بقتله، ولكنه نجا من القتل بفضل امرأة، ترك المحاماة ورجع الى الفلسفة. اتهم بالزنا مع فتاة ونفي عن روما سنة 41م .

7- ابكتيتوس: ولد سنة 50م في "هيرابوليس" (في آسيا الصغرى)، وأرسل الى روما وأصبح عبداً هناك (ابكتيتوس معناها عبداً في اليونانية)، شغف بالفلسفة شغفاً كبيراً واستطاع ان يحقق: "ان يدرك المرء الخير أولاً بنوع من الحدس الفطري، ثم يسعى الى فعل ذلك الخير وتحقيقه، وبعد ذلك يعمد الى الاستدلال ليبين لم كان الخير خيراً". لما اُعتق من العبودية وأصبح حراً، عاش في روما في منزل صغير متهدم بلا باب، فعاش عيشة بسيطة وحيداً من غير اسرة حتى وجد طفلاً متروكاً، واستخدم امرأة فقيرة للعناية بالطفل. انصرف ابكتيتوس الى الفلسفة بعقله وقلبه وروحه، وتعليمها للناس. عندما تولى الامبراطور "دومتيانوس" (81م – 96م) أصدر أمره بإخراج الفلاسفة من ايطاليا سنة 91م، هاجر من روما واستقر في "نيقوبولس" ببلاد اليونان وفتح فيها مدرسة، وقد وفد اليها الشبيبة الرومانية للاستماع الى دروسه، فعلى شانه لدى رجال البلاط في روما. كان ايكتيتوس رواقياً في حياته، كما كان رواقياً في أقواله ودروسه، لم يدون آراءه الفلسفية بنفسه بل دونها تلاميذه.

8- مرقس أوريليوس: ولد سنة 121م في روما، مات ابوه وهو صبي، تعلم في صباه البلاغة والآداب والرياضيات والحقوق والفلسفة، تبناه الامبراطور "أنطونينوس" (138م – 161م). بأمر الامبراطور "ادريانوس"(96م – 138م) أصبح من امراء الرومان. ولما مات الامبراطور "أنطونينوس" (138م – 161م) سنة 161م أصبح امبراطور على الدولة الرومانية، وله من العمر 40عاماً. كانت أيام حكم الامبراطور مرقس اوريليوس (161م – 180م) مملوءة بالاضطرابات والفتن، وكانت الدولة الرومانية مهددة بالغزو فاضطر الى تعبئة الجيش الروماني، وكان على رأس الجيش لصد هجمات البرابرة الذين قدموا من جهة نهر الدانوب، كان لا يحب الحرب ولكنه اضطر الى خوض غمارها. مات بالطاعون سنة 180م وخلف بضع رسائل باللغة اللاتينية، وترك مجموعة من التأملات الفلسفية اسمها "خواطر" كتبها باللغة اليونانية اثناء حملاته الحربية بين سنتي 166م و174م.

***

صباح عكام

.....................

الهوامش:

(1) افلاطون: (427 ق.م - 347 ق.م) هو فيلسوف يوناني كلاسيكي، كاتب لعدد من الحوارات الفلسفية، ويعد مؤسس لأكاديمية أثينا التي هي أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي، معلمه سقراط وتلميذه أرسطو. وضع أفلاطون الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم، أوجد ما عُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار الافلاطوني، ظهر نبوغ أفلاطون وأسلوبه ككاتب واضح في محاوراته السقراطية (نحو ثلاثين محاورة) التي تتناول مواضيع فلسفية مختلفة، نظرية المعرفة، المنطق، اللغة، الرياضيات ، الميتافيزيقا ، الأخلاق والسياسة . (احمد أمين وزكي نجيب محمود ، قصة الفلسفة اليونانية ص137)

(2) ارسطو: هو فيلسوف يوناني، ولد سنة 384 ق.م وتوفي سنة 347 ق.م ، تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، وواحد من عظماء المفكرين، تغطي كتاباته مجالات عدة، منها الفيزياء والميتافيزيقيا والشعر والمسرح والموسيقى والمنطق والبلاغة واللغويات والسياسة والأخلاقيات وعلم الأحياء وعلم الحيوان. (ألمصدر نفسه ص212)

(3) ثاوراسطس: (372 – 288 ق.م) كاتب وفيلسوف يوناني، ولد في إرازوس (جزيرة ليسبوس) في اليونان، كان ينتمي الى الجيل الأول من المشائين، الجيل الذي عاش في ركاب ارسطو ، تولى قيادة اللقيون سنة 322ق .م بعد وفاة ارسطو . (جورج طرابيشي، معجم الفلاسفة ، ص252) .

(4) اقراطيس: فيلسوف ونحوي يوناني من المدرسة الرواقية.، ولد في مالوس بكيليكيا في القرن الثاني قبل الميلاد، إفتتح مدرسة للفلسفة في برغاما بآسيا الصغرى، وبعث سفيرا إلى روما عام 168 ق.م. (المصدر نفسه ص80) .

(5) ديوجانس الكلبي: (421 - 323 ق م) فَيلسوف يونانِي، وأحد مؤسسي المدرسة الكلبيّة الأوائل. ولدَ في سينوب بتركيا، ودَرسَ في أثينا على يد ارسطو، عاصر الاسكندر المقدوني، نفي من سينوب عندما شارك وساعد على تدهور العملة. انتقل بعد نفيه إلى أثينا وانتقد العديد من المواثيق الثقافية للمدينة. قبض القراصنة على ديوجانس وباعوه كعبد، واستقر في نهاية المطاف في كورنثوس. هناك مرر فلسفته إلى أقراطس، والذي درسها لزينون الرواقي الذي أسس المدرسة الرواقية.  (المصدر نفسه ص309)

(6) استلبون : أحد فلاسفة المدرسة الميغارية التي أسسها "اقليدس" والتي اشتهرت بالجدل، نهج مجابهة فلسفة أفلاطون، ونقد نظرية المُثُل عن طريق برهان الخُلف، فقد عدد الحجج في أن المثال واحد لا يتعدد، نقد الحكم على الأشياء بمعانٍ محدودة ثابتة على طريقة أفلاطون وأرسطو، وذلك لأنه يرى أن ذلك يؤدي إلى تطابق ماهيتين متمايزتين، إذ بهذا يمتنع الحكم من الأساس .  (يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة اليونانية ص167)

(7)هرقليدس: (535 – 475 ق.م) فيلسوف يوناني ولد في مدينة "أفسوس" في آسيا الصغرى في عصر ما قبل سقراط، كتب بأسلوب غامض يغلب طابع الحزن على كتاباته، ولذا عُرف بالفيلسوف الباكي، تأثر بأفكاره كل من سقراط وأفلاطون وأرسطو. قال بأن النار هي الجوهر الأول، ومنها نشأ الكون. وقال أيضاً بالتغيّر الدائم للوجود ،  باعتبار التغير هو الجوهر الأساسي في الكون . (جورج طرابيشي ، مصدر سابق ص697) .

(8) شيشرون : خطيب ومحامي روماني ولد سنة 106 ق .م ، اشترك بالحياة السياسية في بلاده، أصابه الاضطهاد في عهد الحكم الثلاثي الثاني في روما، فارسل اليه انطونيوس جماعة قتلوه سنة 43 ق.م. يعد شيشرون أفصح خطباء الرومان، لا يشق له غبار في البلاغة القانونية والسياسية. اما مذهبه الفلسفي فهو الأقرب الى التوفيق بين مختلف الآراء. كان لمؤلفات شيشرون الفضل في تعريف الأوربيين بتاريخ المذاهب اليونانية بعد ارسطو. (عثمان أمين ، الفلسفة الرواقية ص45)

(9) أطالوس الرواقي: فيلسوف روماني من فرغاموس، عاش في القرن الأول الميلادي، ودرس الرواقية كما كان يتناولها "بوزيدونيوس"، تتلمذ عليه سنيكا وعلمه ان الحكيم وجد ليكون مستشاراً للملك، وكان يعد نفسه ملكاً، لأنه ما كان يعوزه شيء، نفي في عهد طيباريوس بدون ان يعلم السبب . (جورج طرابيشي ، مصدر سابق ص43) .

المصادر:

1- أحمد امين وزكي نجيب محمود - قصة الفلسفة اليونانية – دار الكتب المصرية / القاهرة ط2 ، 1935م.

2- جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة / بيروت، ط3، 2006م .

3- عبد الرحمن بدوي – موسوعة الفلسفة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت، 1984م.

4- عثمان أمين – الفلسفة الرواقية – مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر / القاهرة، 1945م.

5- يوسف كرم – تاريخ الفلسفة اليونانية – مؤسسة هنداوي / القاهرة، 2021م.

في المثقف اليوم