أقلام ثقافية
سُوف عبيد: شكرا... للمُنستير
أضحى - الصالون الأدبي الهادي النعمان - بمدينة المنستير ـ تونس ـ منذ سنوات علامة مضيئة في الحياة الثقافية بتونس بفضل اجتماع ثلة من محبي الأدب شعراء وقصاصين ونقاد ومن أساتذة مواكبين لجلساته الأسبوعية عصر كل يوم جمعة بإشراف الشاعر والأديب الحبيب مرموش وبدعم من المركب الثقافي بالمنستير بإدارة السيدة أميرة البكوش.
اسم هذا النادي على اسم الشاعر الهادي نعمان أصيل المنستير هو الشاعر الذي أخلص لموهبته الشعرية منذ منتصف القرن العشرين وباع نصيبه من الزياتين كي يتمكن من إصدار ديوانه وكنت محظوظا فقد عرفته وجلست إليه مرات قليلة في بعض مقاهي العاصمة فلمست فيه شخصية صافية مرهفة ظلت بعيدة عن أدران الحياة ومناكفات أهل الأدب أما الشاعر الثاني الذي عرفته من المنستير فهو محمد الحبيب الزناد حامل لواء التجديد منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين ثم صديقي الأديب محمد البدوي رحمه الله الذي كان منارة للأدب في المنستير خاصة من خلال إذاعتها وبمناسبة تنظيم - أيام أدب التسعينات - التي استمرت على مدى سنوات عديدة
في المنستير كان لي أصدقاء أعزاء عديدون منهم الشاعر محمد بن صالح رحمه الله والفنان الرسام محمود قفصية أطال الله عمره فقد كان يستقبلني بحفاوة وكرم وقد أهداني البعض من لوحاته الجميلة
فالمنستير تمثل في وجداني أجمل الذكريات لذلك سأظل مقصرا في رد الجميل إليها وقد غمرتني صباح السبت 6 ديسمبر 2025 بتكريم باذخ بمناسبة الملتقى الأول لصالون الهادي النعمان حول موضوع - البحر ورهانات الكتابة - ومما زاد في هذه المبادرة اللطيفة بهجة في نفسي حضور عديد الأصدقاء القدامى والجدد فكانت مناسبة لتجديد الصلات وتوثيقها من أجل أن نستمر في مكابدة الأدب وارتكاب معاناته رغم العوائق والتحديات
تحية شكر واعتزاز لصديقي الأديب الحبيب مرموش ولجميع الصامدين معه من أجل الرفع من الشأن الأدبي في تونس وإعلاء راية الثقافة والمثقغين
من القصائد التي قرأتها بهذه المناسبة
غرناطة
أربع رصاصات
وخامسها مسدس
ذلك ما يحتفظ به الجنرال
دائما
لذكرى الحرب الأهلية
الجنرال
للمرة الأولى
إلى بيته عاد باكرا
وعلى مهل
الرصاصة الأولى
في قلب الزوجة المخلصة
الرصاصة الثانية
في صدر الصديق العزيز
الرصاصة الثالثة
في ظهر الخادمة الأمينة
ثم صول نحو الرأس
كلا...كلا
فتح باب الشرفة على مصراعيه
بدا له قرميد غرناطة
أحمر...أحمر
وسط الزياتين
حسنا
غدا
سيطلق النار على المتظاهرين
***
البُرنس
أوصيك
بالبُرنُسِ
فإنّكَ وحيدٌ
ومُقبِلٌ على اِثنين معًا
سَفَرٍ وشِتاءٍ
البُرنُسُ يا وَلَدِي
خفيفٌ جليلٌ
عليكَ منهُ جناحان
مِنَ الرّأس إلى القَدم تَدَّثَرُ
إن شئتَ فراشًا
إن شئتَ غطاء
سَداهُ صُوفٌ
لَحمتُهُ وبَرُ
فلا صقيعٌ ولا أنواءُ
وفي البرنس مُتَّسعٌ
إذ يلوذُ بك الصّديقُ
فَاِمضِ
تَحرُسُكَ عَينُ اللّهِ
وتَشْمَلُكَ العافيةُ
عندمَا لَوَيْتُ طرفَ البُرنُسِ
على العَاتقِ
ورَحلتُ...
كانَ نَجعُ الخِيامِ
بالإبل والأغنامِ
في البُرنُس كانَ
و يَرتحِلُ...
***
البرتقالة
تقشرين برتقالة المساء
لظفرك شبه السكين
للدنيا مثل الدم
ناولتك برجا
ناولتني برجا
فتحنا أبراج الجزيرة
وبايعتك أميرة
من الماء... إلى الماء
قشريني
قشريني
***
سُوف عبيد ـ تونس







