أقلام ثقافية
شدري معمر: الشاعر عبد القادر بوشامة وجمالية القصيدة العمودية

من الشعراء الشباب الذين برزوا في السنوات الأخيرة و تركوا بصمتهم الشعرية هو الشاعر عبد القادر بوشامة ابن ولاية تسمسيلت، ما فتئ هذا الشاعر المتالق العاشق للقصيدة العمودية والمنافح عنها يخوض المعارك من أجلها و كثيرا ما فتح نقاشات و أثار جدلا برفضه لقصيدة النثر فهو يرى الشعر شعر والنثر نثر وهناك مسافة بينهما ولكل فن ميزاته و خصائصه...
قصائد الشاعر القدير عبد القادر بوشامة تتجلى فيها الصور الفنية البديعة فهو يرسم بالكلمات ويعبر عن أحاسيسه الملتهبة بلغة شاعرية شفافة مضمخة بعطر التجربة الشعورية التي تختلف حسب الحالة النفسية للشاعر
قد تأخذ هذه التجربة حالة صوفية روحية ففي قصيدة " كأنه هو البحر " نجد. هذا القانوس الروحي فكلمات " جبة، الرؤى، الصوء، اسجد، خلواني، القباب ، المعراج "..مما يدل على ارتواء الشاعر من التراث الإسلامي ومن قراءات عميقة لتاريخ التصوف وقصة الخلاج ظاهرة في هذه القصيدة العميقة..
يقول في هذه القصية وهو متجه إل البحر "كأنه هو.. البحر"، ولكنه ليس البحر الذي نعرفه بل هو بحر الشاعر الذي يلبسه رؤاه و أحاسيسه ويبث له أشجان القلب المعنى المسكون بالفقد والرحيل والسفر ...
"للبحر هدأته ولي أمواجي
متخفيا في جبة الحلاج
*
أسري بما تسع الجراح قصائدا
ملح الرؤى وأغيب في الأدراج
*
يا بحر كنت الضوء أسجد حاضرا
في الغيب رغم مشانق الحجاج
*
وأطوف ما صمت المساء ورهبة
بيضاء بين عمائم الحجاج
*
وأنا بإسم الله أنثر خلوتي
بين القباب لرحلة المعراج
*
وأنا و روح البحر كنا واحدا
نتلو المدائح أول الأفواج
*
قبل الوصول احمل إليك وصيتي
فيها و فيها عزة المحتاج "
اما في قصيدة "اعتراف" تتلبس الشاعر حالة نفسية أخرى حالة العاشق الولهان الذي تمزقه الاوجاع ويتعبه صد الحبيب الذي لا يأبه بزفرات النفس ومواجع الذات يقول:
"عانقت نبض الآه من لذاتى
ورميته إسما في حنايا الذات
كم تهت في دنياه حلما كلما
ناجيته أنقصت من يقضاتى
ورميتني نايا أزيد به غبار
الهم والأوجاع في سنواتى
القلب أعيته التى جفت دمى
عبثا لتحيى زلتى آهاتى
*
من عادتى أن أستمد مواجعى
من أعجب الرؤيا وقرب مماتى
من عادتي يصغى الهواء لحكمتى
فأرى تنهده انحنى لصفاتى
من عادتي زمن المساء يلمنى
وردا لينثرني على أناتى
والآن من وجع القصيدة أرتمى
أعجوبة في نكهة الحلمات
سيري عروسا فوق جسر أناملى
والتف ليلا حول صمت رفاتى"
إننا أمام تجربة شعرية متفردة مع ديوانين من الشعر آخره ديوان " اناشيد للموت والاتثى" وحصور إبداعي فاعل يرسم الشاعر عبد القادر بوشامة طريقه نحو مستقبل شعري متألق وبخطوات طموحة لا تعرف المستحيل يعانق القصيدة الحلم ااموشحة بصدق التجربة وبعمق المعنى..
***
الكاتب : شدري معمر علي