أقلام ثقافية
غريب دوحي: في ذكرى رحيل ناظم حكمت

(اجمل القصائد تلك التي لم اكتبها بعد).. ناظم حكمت
الشعر هو قدر الشاعر منذ بداية عمره الى نهايته، فلا يمكنه ان يعيش بلا شعر، قديما كانت الامراض تعالج بالموسيقى فلماذا لا تعالج بالشعر ايضا؟
فقراءة قصيدة تغير احيانا مزاج الانسان وتحوله من الكآبة الى الانشراح وقديما ايضا قال شاعر الغزل قيس ابن الملوح (وما انشد الاشعار الا تداويا) .
ذهب ناظم حكمت في عام 1920 إلى الأناضول بدون إخبار عائلته من أجل المشاركة في النضال الوطني وعمل بالتدريس في مدينة بولو. ذهب ناظم حكمت من أطوسي إلى موسكو ودرس علم الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الشيوعية لكادحي الشرق. تعرف ناظم حكمت على مبادئ الشيوعية وأصبح شاهدا على السنوات الأولى لبداية عهدها في موسكو التي رحل إليها في عام 1921.
كان شاعرًا تركيا شهيرًا ولد لعائلة ثرية ذات نفوذ، عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه أتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950، فر إلى الاتحاد السوفيتي وهو شاعر شيوعي، كانت أشعاره ممنوعة في تركيا إلى أن أعادت له بلده الاعتبار.
توفي في الثالث من حزيران عام 1963. تميز شعره ببساطة ساحرة ومواقف واضحة. جرب ناظم في شعره كل الأشكال الممكنة الحديث منها والموروث وغذى تجربته بكل الثقافات من حوله خاصة أنه له علاقات شخصية مع أبرز الشخصيات الاور الأدبية الروسية والأوروبية والأمريكية وحتى العربية. ولناظم حكمت بصمته في الشعر العربي إذ نجد أصداء من طريقته الشعرية في أثر العديد من الشعراء كعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري ونزار قباني . هو الشاعر التركي الذي يعرف أكثر بالشاعر ناظم حكمت، فهو يعرف ككاتب مسرحي وروائي وهو شاعر اتجه اتجاها رومانسيا.
كما أنه يعد أحد الثوار المدافعين عن مذهب الرومانسية. ولقد ترجمت قصائده الشعرية إلى أكثر من خمسين لغة وحصلت أعماله على العديد من الجوائز. ولقد استخدم ناظم حكمت أسماء مستعارة في السنوات الذي كان ممنوعا فيها من الدخول إلى تركيا. كما أنه قد أصدر كتابا بعنوان (الكلاب تعوي والقافلة تسير).
يعد ناظم حكمت هو المؤسس الأول للنظم الحر في تركيا وواحدا من أهم الأسماء البارزة في الشعر التركي المعاصر. ذاع صيته وأصبحت له شهرة عالمية كما أنه يعتبر من بين شعراء القرن ال 20 الأكثر شعبية في العالم 181 وقد حكم على ناظم حكمت في إحدى عشرة قضيه مختلفة ومكث ناظم حكمت في معتقلات إسطنبول وأنقرة لمدة تتجاوز اثني عشر عاما وتم نفيه من تركيا عام 1951.
بعد ذلك تم إصدار أول ديوان شعري له الذي نشر في موسكو في 28 يناير 1924 . وفي ذلك العام عاد إلى تركيا وبدأ العمل في (مجلة التنوير) ولكن بسبب قصائده الشعرية والمقالات التي كتبها بالمجلة ألقى في السجن لمدة خمسة عشر عاما ذهب مرة أخرى إلى الاتحاد السوفيتي وعاد إلى تركيا في عام 1928 مستفيدا من قانون العفو وبدأ بعد ذلك العمل في جريدة (القمر الساطع) ولكن بعد ذلك في عام 1938 عوقب بالسجن لمدة ثمانية وعشرين عاما بعد إثني عشر عاما من اعتقاله ذهب ناظم حكمت في عام 1950 إلى الاتحاد السوفيتي التي كانت في تلك الفترة برئاسة ستالين حاملا ذلك القلق من أنه سوف يُقتل وسوف يؤخذ إلى الجيش. في يونيو عام 1936وافته المنية عن عمر يناهز واحدا وستين عاما بسبب أزمة قلبية .
اجمل قصائد ناظم حكمت
اجمل الايام تلك التي لم نعشها بعد
اجمل البحار تلك التي تم نبحر فيها بعد
اجمل الاطفال هم الذين لم يولدوا بعد
اجمل الزهور تلك التي لم نراها بعد
اجمل الكلمات تلك التي لم اقلها بعد
اجمل القصائد تلك التي لم اقلها بعد
***
غريب دوحي