أقلام ثقافية
المولدي فرّوج: كيف تكون ورشة الشعر
تنظم بعض الملتقيات التي تعنى بالأدب ورشات في كتابة الشعر. وقد لاحظنا انها لا تختلف عن ورشة النقد في شيء إذ يقرا خلالها الشاعر قصيدته ثم يفتحها أمام أنظار الحضور، وعادة ما يكونون من المشاركين أمثاله، فيتناولونها بالنّقد الانطباعي السّريع الذي يكون اما محبطا او مجاملا. فلا يفيد صاحب النص ولا يرضي السامع. وقد رأينا ان نقدم طريقة جديدة جرّبناها فأثبتت جديتها وجدواها غايتنا من وراء ذلك تعميم الفائدة والجدّية في العمل.
يعرف المبدعون والنّقّاد أن للنص لغة خفية يتكلم بها وسمات ظاهرة يعبّر بها عن دواخله وما على القارئ أو النّاقد الا أن يحسنا استنطاقه وترويضه ليخرج ما فيه من دمالية وابداع.
تقوم الطريقة أساسا على استنطاق النص وفسح المجال أمامه للتّعبير عن جنسه أولا قبل أن يبوح بخفاياه سواء تلك التي استطاع صاحبه أن يصرّح بها أو التي ظلت عصيّة عليه.لأن النّص يترجم نفسه بأكثر صدق ممّا يترجمه صاحبه أحيانا.
إضافة إلى وضع النّّص على طاولة السّؤال فإنّ الطريقة تختبر القارئ نفسه وتقدّر درجة تمكنه من قراءة الشعر قراءة صحيحة. هي تشبه امتحان قراءة.
تعتمد الطريقة على تعرية النّص مجرّدا وكشف تفاصيله أمام القارئ وإخراجه خاليا من كل تأثيرات مركّبة أو مضافة كالتّوزيع على الورق أو الفصل بين الكلمات أو نقط التّوقف وإشارات نهاية المعنى.بحيث لا يتبقّى من النّص غير الصّورة المختفية وراء المعاني والالفاظ، ونحن نعتقد أنها عمود الشّعر وهي أداته.
الشعر لا يمكن تعريفه مفردا ومجردا فالشّعر جامع لعناصر عديدة منها الذاتية ومنها الموضوعية. وقد سبق أن شرحنا في موضع آخر كلمة شعر كما يلي: شعر= ش+ ع +ر
أي شعور وعبارة ورؤية. ويكون الإيقاع كالعصب الذي يشد العناصر إلى بعضها فتكون الصّورة الشّعرية الجميلة ترجمة سيميائية لكيمياء الكلمة.
عمل الورشة
هو اختبار تطبيقي حقيقي للنّصوص المنشورة فقط لأنها أصبحت ملكا للقرّاء.
1 ــ تكتب النّصوص أفقيّا بطريقة متواصلة بدون فواصل ولا نقاط بين الكلمات ويسند رقم إلى كلّ نصّ.
2 ــ توزّع الّنصوص على المشاركين في الورشة ويطلب منهم تصنيف النّصوص: شعرا أو نثرا أو خبرا تقريريا.ووضع علامة في خانة أمام كلّ نصّ.
3 ــ تجمع العلامات التي تسند للنّص ونقيس من خلالها نسبة الشّعرية فيه ودرجة التمكن من فرز النّصوص عند القارئ المشارك.
4ــ تسند نسبة مائوية للنّص. تحدّد نجاحه أو فشله. وتسند أيضا لكل مشارك نسبة مائوية لقدرته على تمييز وقراءتها.
لقد جرّبنا هذه الطريقة فأدركنا جودتها وأهمّيتها. لكنّها تشترط الاعداد الجيّد وحسن اختيار النصوص التي ينبغي أن تكون مختلفة في الشكل والموضوع وغير ذلك.
***
إعداد المولدي فرّوج