قراءات نقدية
عدنان عويّد: دراسة نقديّة في قصيدة (هذيان) للشاعر الفراتي "ناظم علوش"

الشاعر المهندس "ناظم عبد الجبار العلوش" من مواليد "دير الزور" عام 1962، عضو اتحاد الكتّاب العرب – جمعية الشعر. حاصل على شهادة الهندسة الإلكترونية من جامعة "حلب". وله أربع مجموعات شعرية، هي: "رحلة العمر"، "أغنيات للحب"، "احتراقات"، "حبة هيل"، وهو إعلامي شغل منصب مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني في "دير الزور" لعدّة سنوات. بدأ الكتابة الشعريّة في نهايات عام 1970، وأخذ ينشر في الصحف والمجلات السوريّة والعربيّة عام 1982، وشارك في مهرجانات شعريّة، وحاز على عدّة جوائز. هو شقيق الشاعر الراحل "جمال علوش" الذي تأثر به كثيراً.
يكتب الشاعر "ناظم علوش" الشعر العمودي وشعر التفعيلة والشعر الشعبي الفراتي، وله نبضات نثريّة، ويكتب المقال الصحفي، وله تجارب في القصة القصيرة.
يقول عنه الشاعر "أبو بكر عزت" : كثيرا ما تناول الشاعر " ناظم علوش" في أشعاره الهمّ الوطني والاجتماعي، إضافة إلى الغزل وقضايا أخرى كثيرة. كتب للأنثى والفرات كثيراً، وارتبط عشقهما بقصائده، ثم تنامى هذا الحب ليصل إلى مرحلة حب الوطن، الحب الذي عاشه في أوجاعه وخيباته ونكساته، فأصبح أبجديّةً له أستمد منها تلك الشحنة، التي أفرغها في قصائده لتسيل نزفاً على صفحات الكتابة التي لم تهدأ منذ عرف وطنه العربي من المحيط إلى الخليج.. لقد كتب في مختلف أصناف الشعر، إلا أنه أميل إلى شعر التفعيلة والشعر العمودي، مع عدم التنكر للنثر والشعر الشعبي.
البنية الدلاليّة للقصيدة:
جاءت سيمائيّة عنوان القصيدة "هذيان" ليس رمزاً لمن أسكره خمر العنب، بل جاء الهذيان في قصيدته رمزاً لمن اتعبهم قهر الواقع وظلمه واستبداده، ففقدوا ملكة الإدراك حتى تلاشت قدراتهم على قول الحقيقة لِمَا أصاب الوطن، الذي تحول نتيجة الخوف من ظلم المستبد الحاكم إلى رمز أيضاً جسده الشاعر في امرأة وجد في عينيها المتعبتين مساحة كبيرة من السكر أو غياب الوعي تأخذه لبلاده التي يحلم أهلها بالخبز والمعبر، بعد أن أحاط بهم الحصار من كل الجهات حصار الظلم والجوع والاستبداد، وحصار أعداء العقل والحرية واحترام المختلف. يقول:
أثمل
حين أصادف في عينيك
مساحة سُكْرٍ
تأخذني
لبلاد تحلم بالخبز وبالمعبرْ
يخاطب الشاعر وطنه المتعب.. هذا الوطن الذي جسده كما قلنا رمزاً في امرأة أصبحت شفاهها مثقلةً وعاجزةً عن الكلام من قهر الواقع ومعاناة أهله ومستبديه، ورغم كل هذا القهر يظل الوطن عند أهله حباً وعشقا كما يقول الشاعر. إن هذا المواطن الذي أثمله أو أسكره واقعه المرير في وطنه، لم ينس هذا الوطن الذي سكن في دفاتر ذاكرته وأصبح جزءاً من كينونته. يقول:
أثمل
حين تصير شفاهك
مُثقلةً بلهيب السكّرْ
وأعلّم أجوائي
كيف يطير السكران
على نسمة عشقٍ
في وطنٍ يسكن في دفترْ
نعم.. إن شاعرنا رغم ما يعانيه من حسرة وألم على معاناة وطنه الصغير سوريا، والكبير عالمه العربي الذي شكلت فلسطين هاجسا عنده وعند كل شرفاء هذه الأمّة، إلا أنه لم يزل يحلم بأمل الخلاص وحصول أهل فلسطين على حقوقهم وحريتهم، فالورد الذي شكّل يوماً أملاً عند الشاعر، يكاد يتحوّل عنده إلى خرافة بعد أن غاب عطره، وغابت معه أحاسيس من يقود البلاد بأوطانهم وشعوبهم، ولكن رغم ما ينال أهل فلسطين من قتل وتدمير وتشريد وتجويع، يظل هناك أمل يَحْمِلُ الشاعر لربيع آخر خارج المحسوس.. ربيع صوفي عانق روحه الهائمة في فضاءات حب الوطن رغم جراحاته حيث يقول:
أثمل
والورد خرافةُ أشعاري
يحملني لربيع صوفيّ النظرةِ
أعشقه
رغم خريف العمر
وقحط بنادقنا
رغم تساقط أزهار اللوز
على أرض (فلسطين)
يعود الشاعر المتعب في واقعه وهواجسه وأحلامه ليخاطب وطنه بصيغة المرأة.. وقد أثقله ما يعانيه وتعانيه بلاده من قهر حتى تحولت مسيرة حياته في هذا الوطن إلى مسيرة جنون، فراح يرسمه رغم هذه المسيرة المشبعة بالجنون، لوحات عشق تظهر فيها مفردات حياته، ويرى دروباً من الأمل ستطرقه خطا عشاق هذا الوطن، وهو أمر ليس مستحيلاً عند الشاعر، حيث يقول:
أثمل يا امرأة
من عمر جنوني
وأصبّ الخمر
كم يرسم لوحة عشقٍ
تتلون أشيائي
في حضرة هيبتها
وأرى كيف يجيء الدرب
على وقع خطانا
ليس غريباً هذا الدرب
مع وجود مساحة من الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل، إلا أن ما يراه في وضع أطفال وطنه الذين فرض عليهم من يحكم هذا الوطن عيش القهر والجوع والاستبداد، فيحزنه حالهم بعد أن زرع مستبدو الوطن في نفوسهم وعقولهم الحزن وغيبوا الفرح. لقد سرقوا أفراحهم ورموها فوق طرقات وطنهم التي لم تعد طرقات.. فوق طرقات وطن لم يعد حكامه يهمهم إن عاش عشاقه أو ماتوا. يقول:
ويحملني القدح الخامس
لبلادٍ
علمت الأطفال الدمع
قبيل البسمات
لبلادٍ
سرقت فرحتنا
ورمتها فوق الطرقاتْ
لبلادِ
لا فرق لديها
إن عاش العاشقُ..
أو ماتْ.
البعد الاجتماعي في النص:
إنّ الأديب الحقيقي الملتزم بواقعه الاجتماعي، شاعراً كان أو قاصاً أو روائيّاً، لا يفصل الحالة الأدبيّة التي يشتغل عليها عن الحالة الاجتماعيّة التي تحيط به أو ينشط داخلها، لما بينهما من ترابط عضوي، وتشابك يصل إلى حدّ التماهي، إنّ الأديب الواقعي يظل جزءاً لا يتجزّأ عن محيطه ممثلاً في أسرته ومجتمعه وأمته ووطنه، فهو في كينونته ظاهرة اجتماعيّة بامتياز، تنطلق من المجتمع لتصبّ فيه، وهو أيضاً جزء من تراث هذه الأمّة في مرحلة اجتماعيّة معيّنة عبر التاريخ، أي هو جزء من ماضيها ومؤسس بالضرورة لمستقبلها أيضاً..هو الطاقة الابداعيّة التي تعكس حال المجتمع في تحوّلاته المستمرّة، وبناءً على كل ذلك هو صورة المجتمع. فليس دوره مقتصراً على تصوير الواقع وقضاياه فحسب، بل عليه أيضاً أن يعمل على تنميته وتطويره من خلال إظهار عوامل تخلفه ورسم الحلول لتجاوز معوقات هذا التخلف.
الصورة في النص الشعري:
تظل اللغة في نحوها وبلاغتها ومحسناتها البديعيّة، كالترادف، والطباق، والمقابلة، والتقديم والتأخير، والتورية، وكثرة الانزياحات اللغويّة، والصور البيانيّة كالتشبيه والاستعارة والكنايّة، وتراكيب جملها، أداةً للتصوير الأدبي في الشعر. والشعر من الفنون الجميلة، له غاية جماليّة وفكريّة هي التأثير في المتلقي. والشاعر يصل لهذه الغاية عند جعل اللغة التي يستخدمها أكثر تأثيراً من خلال استخدامه للمفردات اللغويّة بطريقة خاصة، تختلف عن الاستخدام العادي أو المعياري لها في حالة التداول اليومي المباشر بين الأفراد والجماعات. إن الشعر فن ينتهي إلى غايته الجماليّة والتوصيلية عن طريق اللغة التي يشكل منها الشاعر عالمه الشعري. فالشعر كما يقول أحد النقاد هو (تفكير بالصور). أي إن الصورة هي أساس بناء الشعر.
إن الشاعر بوساطة التصوير الشعري، يقوم بعمليّة التخطي والتجاوز للمعني الإدراكي المباشر للأشياء، أي هو يقوم بإلغاء العلاقة الأصليّة الحقيقيّة الموجودة بين الدال والمدلول، محاولاً خلق علاقة جديدة بصور ذهنيّة، رغم أنها متخيلة ولكنها علاقة تظل مرتبطة في الواقع، فلا شيء يفرخ مجرداً حتى الوهم.
لقد استطاع الشاعر "ناظم علوش"، أن يصور واقعه الاجتماعي عبر صور ذات حمولة فكريّة وعاطفيّة أو وجدانيّة عالية، استطاع أن يجسد المعنى المتخيل في نصه كمصور فوتوغرافي، امتازت صوره بالوضوح أمام المتلقي الذي راح يتمتع بجماليّة هذه الصورة التي اعتمد فيها الشاعر التجسيد أو التشخيص والتجريد والمشابهة. يقول:
(أثمل.. حين أصادف في عينيك مساحة سُكْرٍ..).. (أثمل.. والورد خرافةُ أشعاري.. يحملني لربيع صوفيّ النظرةِ).. (أثمل.. يا امرأة من عمر جنوني.. وأصبّ الخمر كمن يرسم لوحة عشقٍ في وطنٍ يسكن في دفترْ).. (وأرى كيف يجيء الدرب على وقع خطانا).. (لبلاد سرقت فرحتنا.. ورمتها فوق الطرقاتْ).
هكذا نرى أن الصورة الشعرية بكل دلالاتها في هذا النص، لم يأت بها الشاعر " ناظم علوش" للتزيين والزخرفة اللفظيّة، وإنما جاءت تعبيراً أصيلاً أملته ظروف وطنه المأساة التي تركت آثارها على حالته النفسيّة والشعوريّة معاً، لذلك كانت الصور حاملاً أميناً لمشاعر الشاعر وتُرجماناً لنفسه الشاعرة، وترجمةً لصدق أحاسيسه وعواطفه.
اللغة في القصيدة:
لقد جاءت اللغة في القصيدة سهلةً، واضحةً، سمحةً، ناصعةً، وفصيحة، ومسبوكة الألفاظ، منسجمة مع بعضها في بنية القصيدة وخالية من البشاعة. فجودة السبك وبراعة صياغته وتسلسل عبارته وتخير ألفاظه وإصابتها لمعناها، كانت وراء سر فن التعبير في هذا النص الشعري. هكذا تتجلى رهافة وجمالية لغة الشاعر "ناظم" في قوله:
(أثمل.. حين أصادف في عينيك مساحة سُكْرٍ.. تأخذني لبلاد تحلم بالخبز وبالمعبرْ.) أو في قوله: ( والورد خرافةُ أشعاري.. يحملني لربيع صوفيّ النظرةِ.. أعشقه رغم خريف العمر.). وفي قوله:
(لبلادِ لا فرق لديها إن عاش العاشقُ.. أو ماتْ.).
التكرار في القصيدة:
التكرار في الشعر:
إن ورود التكرار في النص عند الشاعر يشير إلى محتوى معين يريد إظهاره والتأكيد عليه. فهو الحاح على فكرة هامة من النص الشعري يعني بها الشاعر أكثر من عنايته بسواها، وهو بذلك ذو دلالة نفسيّة قيمة، كما يعد التكرار أحد العوامل التي ترتبط بالقدرة على الفهم؛ فالفهم يكون أسرع في حالة استخدام التكرار وخاصة في القصيدة الحديثة، والتكرار هو أحد مفردات الإيقاع بجميع صوره، قد نجده بالقافية، أو في تكرا الحرف أو اللفظ أو العبارة أو الصورة، وله دور جمالي في النص مثل كل الأساليب البلاغية الأخرى، بشرط أن يأتي التكرار في مكانه داخل النص.
لقد تكرر في النص الشعري "هذيان" تكرار لفظة (أَثْمَلُ). هذه اللفظة التي تحمل دلالات غياب الوعي، وهي هنا لا تعبر عن حالة سكر سببه الخمر كما أشرنا سابقا، وإنما حالة فرضتها كثرة المصائب وشدّتها على الشاعر لِمَا رآه من أهوالٍ حلت بشعبه ووطنه. وكذا الحال في تكرار لفظة (الْسُكْرُ). (حين أصادف في عينيك مساحة سُكْرٍ تأخذني لبلاد تحلم بالخبز وبالمعبرْ). أو في قوله: (حين تصير شفاهك مُثقلةً بلهيب السكّرْ.. وأعلّم أجوائي.. كيف يطير السكران على نسمة عشقٍ.. في وطنٍ يسكن في دفترْ).
فمفردتا (السكر والثمل) جاءتا عند الشاعر هنا تعبيراً للتأكيد عن تعب وطنه وشعبه الذين فقدا قدرتهما على تأمين الخبز أو الهروب من مجازر المستبد. أو للتعبير عن الصمت الذي حل بشفاه الوطن وأهله بسبب كثرة مآسيهم، ومع كل ذلك يظل الوطن عند أهله حتى لو شُرّدوا، حاضرا في ضمائرهم وعشقهم، كمذكرات سجلت في دفتر كي لا تغيب عن الروح والعقل معاً.
إن استخدام مفردتي "الْثَمِلُ" و "الْسُكْرُ" جاءت في القصيدة أيضاً كشكل من أشكال القناع، إن للقناع معنىً خفيّاً وايحاءً، يحاول الشاعر عكس ما يدور في خلده عن طريق تقنيع ما يريد البوح به. وفي الشعر العربي الحديث بشكل عام، يعتبر القناع الوليد الشرعي لظروف القمع السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري، فالشاعر غير قادر تحت مظلة القوى المستبدة القول بأن هذه القوى المستبدة هي من أتعبت الإنسان وأفقدته وعييه وأحاسيسه من شدّة القهر والظلم والجوع، فعبر عن حالة فقدان الوعي هذا، بقناع "الْثَمِلُ" و "الْسُكْرُ". فنتيجة لعجز الشاعر عن إطلاق أفكاره بحريّة تامة وبصورة مباشرة بسبب خوف الشاعر من سطوة الحاكم المستبد، دفعته الى توظيف القناع. وهذه التقنية نجدها أيضاً عند تكلمه عن خذلان الحكام العرب لنصرة فلسطين بقول: (رغم خريف العمر.. وقحط بنادقنا..رغم تساقط أزهار اللوز على أرض "فلسطين".. أثمل يا امرأة).
الموسيقى في القصيدة:
رغم وجود فرق بسيط بين وزن القصيدة المتعلق بعروضها وقافيتها، وهو ما يسمى بالموسيقى الخارجية، وبين الايقاع في القصيدة الذي يسمى بالموسيقى الداخليّة، التي تتجلى في ذلك التناغم الداخلي الحاصل من النبر أو الصوت الداخلي للنص الناجم عن الحالة النفسية والشعورية وحتى الحالة الفيزيولوجيّة للشاعر التي تتطابق وتتناغم الحروف والكلمات وتنسجم مع الوحدة الموسيقيّة العامة، ومع تأكيدنا على هذا الفرق بين موسيقى الخارج والداخل، إلا أن الشاعر الحديث المتمكن من حرفته يستطيع أن يلغي تلك الفروقات الطفيفة ليجعل من موسيقى قصيدته رتماً واحداً متجانساً في مكوناته.
إن الشعر الحديث والمعاصر، القائم على التفعيلة، وتناغم الحروف، وبراعة اختيار الكلمات وتراكيبها وصورها، والترابط ما بين المعنى والمبنى، يأتي الصوت أخيرا يحمل أهميّة كبيرة في التأثير على المتلقي، وهذا ما تجلى في قصيدة الشاعر ناظم علوش" (الهذيان). حيث تجلت موسيقى النص في تفعيلته (فعل) من البحر المتدارك مع تناغم الحروف، وبراعة اختيار الكلمات وتراكيبها وصورها، والترابط ما بين المعنى والمبنى. يقول:
(حين أصادف في عينيك.. مساحة سُكْرٍ.. تأخذني.. لبلاد تحلم بالخبز وبالمعبرْ).
أو في بوح رتمه الحزين:
(لبلادٍ.. علمت الأطفال الدمع.. قبيل البسمات.. لبلاد.. سرقت فرحتنا.. ورمتها فوق الطرقاتْ.. لبلادِ.. لا فرق لديها إن عاش العاشقُ..أو ماتْ.).
***
د. عدنان عويّد
كاتب وباحث وناقد من سوريا.
.................
هذيان / ناظم علوش
أثمل
حين أصادف في عينيك
مساحة سُكْرٍ
تأخذني
لبلاد تحلم بالخبز وبالمعبرْ
أثمل
حين تصير شفاهك
مُثقلةً بلهيب السكّرْ
وأعلّم أجوائي
كيف يطير السكران
على نسمة عشقٍ
في وطنٍ يسكن في دفترْ
أثمل
والورد خرافةُ أشعاري
يحملني لربيع صوفيّ النظرةِ
أعشقه
رغم خريف العمر
وقحط بنادقنا
رغم تساقط أزهار اللوز
على أرض (فلسطين)
أثمل يا امرأة
من عمر جنوني
وأصبّ الخمر
كم يرسم لوحة عشقٍ
تتلون أشيائي
في حضرة هيبتها
وأرى كيف يجيء الدرب
على وقع خطانا
ليس غريباً هذا الدرب
ويحملني القدح الخامس
لبلادٍ
علمت الأطفال الدمع
قبيل البسمات
لبلادٍ
سرقت فرحتنا
ورمتها فوق الطرقاتْ
لبلادِ
لا فرق لديها
إن عاش العاشقُ..
أو ماتْ.