قراءات نقدية

كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (الأحجار) لابن الحاضر

الأسلوب والصورة الشعرية: القصيدة تعتمد على أسلوب سردي تأملي يحمل طابعًا فلسفيًا، إذ يستخدم الشاعر الصور الشعرية العميقة مثل (ذاكرة توشحت بالصمت) و(شعاع الشمس الموبوء بالرحيل) لتعبير عن حالة من الرفض والتمرد على الزوال. الصورة هنا تستخدم التناقض بين الصمت والصوت، مما يعكس حالة من الوعي والانتقاد.

الرمزية والمفردات:

الرمزية في النص تتجلى في إشارة (الأحجار) التي قد تمثل الثبات أو العجز أمام العواطف والزمن. كما أن (الصمت) و(الشعاع الموبوء) يعكسان مشاعر الانغلاق والنقد السلبي للواقع الاجتماعي أو التاريخي، حيث الصمت يصبح سلاحًا يواجه (الطغاة).

التكرار والمبالغة:

تكرار فعل (تحفظ) في القصيدة يسلط الضوء على استمرارية الذكريات والمواقف الثابتة في ذاكرة الشاعر. كما أن (تسخر) و(تقهقه) تضيفان طابعًا ساخرًا يحاول تحدي الواقع المفروض، وهو ما يعزز من طبيعة القصيدة التي تحمل مسحة من الانتقاد.

اللغة والمفردات:

اللغة في القصيدة تحمل ثقلًا شعوريًا باستخدام مفردات مثل (الغضاضة) و(العواطف) و(الطغاة)، التي تثير مشاعر من التمرد والاحتجاج على الزمن والمجتمع. هذه المفردات تُبنى بطريقة تجعلها تعكس رفضًا حاسمًا لما هو عاطفي أو عابر.

الزمن والمكان:

الزمن في القصيدة يتأرجح بين الماضي (الذاكرة) والحاضر (الصمت)، في حين أن المكان يُختزل في مفهوم داخلي متمثل في (ذاكرة) الشاعر التي تحكم على الماضي والحاضر معًا.

الخلاصة:

قصيدة (الأحجار) لابن الحاضر تستكشف تعبيرًا شعريًا فلسفيًا حول الذاكرة والرفض، حيث تمثل الأحجار رمزًا للثبات في مواجهة العواطف الزائلة والواقع القاسي. الأسلوب الرمزي والتعبير عن الصمت كأداة مقاومة يعكسان رؤية نقدية للمجتمع والزمن.

***

بقلم: كريم عبدالله - العراق

.......................

الأحجار..

ذاكرة توشحت بالصمت منذ الغضاضة، رفضت الإنجرار وراء العواطف ولذة المواقف الحميمة، كنبؤة صامتة تسخر من شعاع الشمس الموبوء بالرحيل، تقهقه سرا من حتمية الزوال، تحفظ كل الأغاني عن ظهر قلب وترفع عقيرة الصمت في وجه الطغاة.

***

ابن الحاضر

 

في المثقف اليوم