قضايا
محمد حسين الداغستاني: مقومات المقابلة الصحفية واهميتها
في ضوء التطورات المتلاحقة التي تشهدها وسائل الاعلام وخاصة في المجال التقني وتعدد الادوات المستخدمة في عالم الصحافة والاعلام، وسيل المعلومات والاخبار التي تشهدها الساحة واهمية ايصال المعلومة بدقة ووضوح الى المتلقي، وفي خضم المعلومات المظللة التي تسوق للقارئ والمستمع والمشاهد وضرورة الحرص على تأمين بيئة نظيفة لإنتقال الخبر والمعلومة أضحت المقابلة الصحفية واحدة من اهم الفنون الصحفية التي تؤمن صلة المتلقي او المواطن بمصدر الخبر او المعلومة واطلاعه المباشر على صحة وحقيقة الحدث بتجرد ونزاهة، وهذه بلا شك من اهم واجبات الصحفي المحايد.
لكن المقابلة الصحفية ذاتها تطورت بشكل كبير وبات اعتماد الصيغ القديمة و البالية والقاء الاسئلة التقليدية، المعروفة سلفا اجابتها والتي لا تسبر غور الحدث، وتحويل موضوع المقابلة الى مجرد تفصيل ممل للخبر، شكلا غادرته الصحافة ونحن على اعتاب الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين لهذا فإن الالمام بالمقومات الناجحة للمقابلة الصحفية في محتلف الوسائل المتاحة (الصحف، القنوات التلفازية، الاذاعات، ومنصات السوشيال ميديا وغيرها) يكتسب أهمية بالغة لتقديم المعلومة الخالية من الزيف والتضليل والتشويش على قيم المجتمع وقناعات الناس.
أسس المقابلة الناجحة
من هذا المنطلق فإن على المقابلة الصحفية أن تحقق الامور الاساسية التالية لتكون فعالة وناجحة:
أولا – ابتداء وقبل إجراء المقابلة علينا ان نحدد الهدف منها هل هي مقابلة الوصول الى المعلومات والحقائق العامة لحدث ما من الضيف، أو التحقق من صدقيتها بعد ان تناولتها الاخبار بطرق مختلفة ومتناقضة .
ثانيا - يجب اشعار الضيف قبل البدء بالمقابلة بالحيادية والابتعاد عن اسلوب الاستفزاز والاستجواب وكأن المحاور يضع الضيف في موضع الاتهام المسبق وهناك البعض من الصحفيين او معدي البرامج يتجاوزون على الضيف ياسلوب بعيد عن اللياقة والاحترام، ولا شك ان هذا الاسلوب يفقد المقابلة الحياد ولا يمكن تحقيق الهدف منها.
ثالثا - يجب احترام وقت الضيف والمتلقي من خلال اعداد اسئلة ذات علاقة مباشرة بالموضوع وعدم تشتيت الموضوع من خلال طرح قضايا لا تمس المحور الرئيسي للمقابلة او احراج الضيف باسئلة لا تخص اختصاصه وعلاقته بالحدث الاساسي للمقابلة ويفضل ان تكون الاسئلة قصيرة وهادفة.
رابعا - لكي تكتسب المقابلة اسسها الصحيحة يجب الحرص على الاعداد المسبق لها ومن ثم اختيار الضيف ذو الاختصاص المباشر بالحدث ومن ثم التنفيذ الجيد الذي يعكس موهبة وقدرة المحاور والمامه بحيثيات الموضوع.وهذا يدعو المحاور الى استضافة اشخاص قد لا يكون المسؤول الاول في المؤسسة او الدائرة ذات العلاقة.
خامسا: من الضروري الاهتمام بالمظهر الملائم لكل مقابلة واعطاء الموضوع العناية التامة
سادسا - من اسرار المقابلة الناجحة اكمال الاسس الاتية:
1. توفير خزين جيد من المعلومات حول موضوع المقابلة.
2. المعرفة التامة بالشخصية التي سيتم اجراء المقابلة معها ومدى تخصصها في الموضوع.
3. التأكد إن كانت هناك مقابلات سابقة اجريت حول الموضوع وما المسائل التي تجاهلتها وتخطي هذا النقص في المقابلة الجديدة.
4. ضرورة انتقاء الوقت المناسب لأجراء المقابلة وخاصة فيما يتعلق بأحداث الساعة وعدم مرور وقت طويل عليها بحيث لا تنال الاهتمام والمتابعة من الناس .
5. اشعار المتلقي والضيف معا بالاهتمام والجدية بموضوع المقابلة من خلال الاعداد الجيد لها وامتلاك المحاور لفيض من المعلومات المتعلقة بالموضوع المستهدف بحيث لا يمرر الضيف معلومات مضللة او ناقصة او اخفاء حقائق متصلة بالحدث..
6. الانصات الجيد للضيف واستنتاج اسئلة جديدة من خلال النقاش لالقاء المزيد من الضوء على موضوع المقابلة ومحاولة عدم قطع حديث المحاور قبل انتهائه من الجواب الا اذا خرج عن موضوع المقابلة وحاول توظيف المقابلة لاغراض دعائية او استعراضية
7. لكي يؤكد الصحفي الجيد إلمامه الجيد بالموضوع وجديته ومتابعته فعليه تذكيرالضيف بما قاله سابقا عن الموضوع حتى يستطيع ترتيب سلسلة افكاره.هذا ما قلته في مقابلة سابقة لك فماذا تغير؟”.
نقاط يجب اخذها بنظر الاعتبار
من الضروري ان يأخذ الصحفي بنظر الاعتبار النقاط التالية خلال المباشرة بالمقابلة:
1. عدم تقديم اجوبة ضمنية مع الاسئلة لان ذلك يؤدي الى الغاء اهمية ودور المحاور بل ويشعر الضيف بأن مشاركته صورية وغير ذات جدوى.
2. ضرورة اعتماد لغة مفهومة بعيدة عن المصطلحات المعقدة وغير المعروفة لدى عامة الناس وتوضيح معان ودلالات بعض المصطلحات التي لابد منها لهم لشدهم الى المقابلة .
3. الاهتمام بوحدة الموضوع ومحاولة تكثيف السؤال والجواب بدقة بحيث لا يترك مجالا للاافة او التلاعب عند تجزئة المقابلة ونشر محاور منها في وسائل السوشيال ميديا مثلا.
4. الاهتمام التام بمنطوق الايات القرانية او احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم او الاشارة الى التواريخ والاحداث المهمة واسماء الشخصيات وغيرها.
بعد نشر المقابلة
يجب ان لا ينتهي مهمة الصحفي مع انتهاء نشر المقابلة فهناك اسس عليه متابعتها للارتقاء بأدائه الصحفي وسمعته ومكانته لدى متابعيه ومنها
1. اهمية مراجعة نص المقابلة المحاور – الاسئلة – الارقام – المفاهيم والمصطلحات الوثائق والمصادر التي تم الاستناد اليها لضمان عدم تكرار الخطأ إن وجد.
2. متابعة صدى المقابلة وردود الفعل على الاصعدة كافة والاستفادة من الانطباع الايجابي الذي حققته لخلق قرص مقابلات ناجحة اخرى .
***
محمد حسين الداغستاني