قضايا
سراب سعدي: اللامسؤولية الالكترونية للابوين.. أسباب ومعالجة
كما هو معروف فإن الأطفال بحاجة إلى عناية واهتمام للوصول بهم إلى بر الأمان ومع التطور الكبير الحاصل في وسائل الاتصال جعل الأمور تأخذ أبعادا كثيرة، يجب الانتباه لها وعدم التهاون معها، خاصة فيما يتعلق بالأطفال وعلاقتهم بهذا التطور، ومن المعروف أن لكل عصر خصائص معينة ولعل عصرنا هذا هو عصر الإنترنت والتواصل السريع لهذا خصصت هذه السطور من أجل الالتفاتة إلى شريحة مهمة في المجتمع ألا وهي شريحة الأطفال وعلاقتهم بالأنترنت، كان للأطفال في السابق اهتمامات مختلفة كثيراً عن ما هو موجود في وقتنا الحاضر فكانوا يقضون اوقاتهم في اللعب مع بعضهم البعض فيلعبون الألعاب الشعبية ويمارسون الرياضات المختلفة والهوايات النافعة ويستمتعون بمشاهدة الرسوم المتحركة فهي فترة مهمة وبالرغم من قلة الوقت الذي كان مخصص لعرض الرسوم المتحركة لكن كان يتم اختيارها بعناية وعليها رقابة خاصة لتجنب نشر الرذيلة أو نشر اي أمور مرفوضة من قبل المجتمع. وكان الأطفال أكثر تفاعلا فيما مضى في النشاطات الاجتماعية وتواصلهم سهلاً مع الآخرين ويستطيعون بسهولة التعرف على أصدقاء على أرض الواقع...، ومن المعروف أن لكل أمر سلبيات وإيجابيات فالإنترنت مشمول بذلك أيضاً له إيجابيات كثيرة لكن سلبياته موجودة وتأثيره على الأطفال واضح وخاصة ما يحصل في الوقت الحاضر من قلة وعي وادراك من قبل بعض الاهالي في إهمال تربية أطفالهم وجعلهم يفقدون روح الطفولة والاهتمام بالحياة بصورة عامة وهذا الأمر ليس مبالغ فيه وانما جاء بعد دراسات وبحوث أُجريت من قبل المهتمين بالجانب الإنساني للأطفال ومنظمات المجتمع المدني وكذلك منظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف) التي تهتم بهذا الجانب وهي مستمرة في حث الشركات التقنية العالمية من أجل إتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية مستخدمي الإنترنت من الأطفال، ويمكن توضيح الأضرار التي تواجه الأطفال في ظل استخدامهم للإنترنيت بما يالي:
أولاً: التحرش الإلكتروني وذلك عن طريق استغلال براءة الأطفال واستدراجهم وقد يتطور الأمر الى لقاءات على أرض الواقع وما يترتب عليه من أمور قد تخرج عن السيطرة .
ثانيا: التنمر الإلكتروني وهذا ما يحدث في أكثر الأحيان عند مشاركة الأطفال في الالعاب الإلكترونية التفاعلية وما يسببه هذا التنمر اللفظي من اذية لنفسية الأطفال وتدمير للروح المعنوية.
ثالثا: النصب والإحتيال وذلك عن طريق إستغلال الأطفال في ترغيبهم لشراء سلعة ما قد تكون رديئة أو غير موجودة أو المشاركة في الألعاب الإلكترونية باشتراكات مالية ضخمة !.
رابعا: الإدمان وهذا الأمر من المسائل الخطيرة خاصة إذا كان الطفل بعمر الثلاث سنوات فيصبح مدمن من الصعب التعامل معه فيصعب على الأبوين بعدها دمج الطفل مع المجتمع ويتصرف الطفل بعدوانية في حال لم يستجب الأبوين لإشباع رغبته في تصفح الإنترنت .
خامسا: مشاهدة المشاهد غير اللائقة والعدوانية والعنيفة وقد تحتوي أحيانا على المشاهد الاباحية ! .
سادسا: الأمراض النفسية والشعور بالوحدة أو الإصابة بالتوحد الإلكتروني والذي له علاقة بطيف التوحد حيث أظهرت الدراسات الأمريكية أن طيف التوحد ليس هو السبب الرئيسي لهذا المرض ولكن قد يكون عاملاً مساعداً في حال وجود الأعراض!.
بعد أن اطلعنا على كل تلك السلبيات هل من الممكن تلافيها أو معالجتها؟ من الممكن ذلك في بادئ الأمر على الأهل مراقبة أبناءهم والانتباه لكل ما يدور حولهم ويكونون على دراية في البرامج والمواقع التي يتصفحها أبناءهم، وكذلك وضع توقيتات معينة لاستخدام الهواتف الذكية وعدم ترك الهواتف طوال النهار بأيدي الأطفال وبذلك ينظم الطفل وقته بين لعب وبين ممارسة هواية وبين مقابلة أصدقاءه على أرض الواقع، محاورة الأطفال بصورة مستمرة والإطلاع على أفكارهم ومشاركتهم في الأنشطة المختلفة، تفعيل نظام الحماية للأطفال حتى لا يتم عرض الأمور غير اللائقة والمحتويات الهابطة.. بعد ذكر كل ما سبق من إيجابيات وسلبيات ومعالجات؛ فأن الأطفال هم بوابة المستقبل وصنّاع التطور وهم مخزون الأمم لصنع الحضارات والتقدم لمستقبل آمن ويجب الحفاظ عليهم وتطوير عقولهم بشكل يخدم الإنسانية جمعاء.
***
الكاتبة سراب سعدي