آراء

غريب دوحي: ماذا تبقى من ديمقراطية الرئيس بو رقيبه..؟

اسفرت الانتخابات الرئأسية في تونس والتي جرت في شهر تشرين الأول من عام 2024م والتي صاحبتها أجواء سياسية عاصفه عن فوز الرئيس المنتهيه ولايته قيس سعيد بنسبه %90.69 من الأصوات أما منافسه العياش زمّال فقد حصل على المركز الثاني بنسبه7.35% وقد علل المراقبون فوز قيس سعيد الى أسباب ابرزها: مقاطعه الأحزاب التونسيه فهذه الانتخابات فقد قاطعت (5) احزاب يسارية الانتخابات ,وكذلك ازدياد شعبيه سعيد في الاونه الاخيره بالاضافه الى ان حزب النهضه الاسلاميه اوعز الى انصاره بالعزوف عن التصويت لصالح منافسي سعيد.

تونس: نبذة تاريخية

احتلت قوات الحلفاء تونس عام 1943 لكي تتخذها قاعدة انطلاق نحو الشمال الافريقي الأ ان الشعب التونسي لم يرتضى هذا الاحتلال فأعلن عن قيام المقاومة المسلحة في المدن والساحل وقد تهيأ لهذه المقاومة رجل قيادي قادها من مدينه الى أخرى وهو الحبيب بورقيبه الذي تزعم كذلك الحزب الدستوري التونسي ،وفي عام 1946 غادر بورقيبه بلاده الى مصر ليعرض قضيه بلاده على الجامعه العربية حيث اعلن ان هدف المقاومة هو تحرير تونس واستقلالها والانضمام الى جامعه الدول العربية.واستجدت المقاومة حتى اضطرت فرنسا الى الاعتراف بأستقلال تونس عام 1956 وفي عام 1957 انتخب الحبيب بورقيبه رئيسا للجمهورية وقد استمر في منصب الرئاسه اكثر من 30 عاما حقق خلالها الكثير من المنجزات التي شملت معظم نواحي الحياة في تونس واتخذ عدة قرارات ثورية.

قرارات الرئس بورقيبه

اصدر الرئيس بورقيبه عده قرارات ابرزها:

1- منع تعدد الزوجات ورفع سن الزواج الى 20 سنة للرجل و 17 سنة للمرأة وقرر مساواة المرأة بالرجل امام القانون

2- سمحت هذه القرارات بالتبني وسمحت للمرأة بالأجهاض

3- اصدر امراً بمنع ارتداء النساء للحجاب بأعتبارة مظهراً من مظاهر التخلف ويتنافى مع روح العصر وقد ظهر الرئيس بورقيبه في احتفال شعبي على التلفاز وهو ينزع الحجاب عن النساء وهو يقول ..(انظري الى الدنيا بغير حجاب ..)

4- حاول بورقيبه الغاء شهر الصيام (رمضان) كما انه جعل الغاء الصيام عن العمال لانه يقلل من الإنتاج ويؤثر على الاقتصاد في تونس الا ان محاولاته هذه فشلت بسبب موقف الأحزاب الدينية

5- حاول منع التونسيين من الذهاب الى مكه لأغراض الحج والعمرة لان هذه الأمور تسبب هدراً للعملات الصعبة

ان معظم هذه القرارات تتعلق بالاحوال الشخصية وقد وافق البرلمان التونسي عليها ورفضتها الأحزاب الإسلامية

وقد حاول بعض الزعماء العرب تقليد مسيرة بورقيبه فالرئيس المصري جمال عبد الناصر حاول الغاء شهر رمضان لكونه يؤثر سلباً على الاقتصاد المصري وحاول الرئيس الجزائري احمد بن بله  الغاء عيد الأضحى عام1964 الا ان محاولاتهم هذه باءت بالفشل لوقوف القوى الأسلامية ضدهم.

ان قرارات الرئيس بورقيبه اثارت موجه من الاعتراضات ضده الامر الذي مهد الطريق للإطاحة به في انقلاب عسكري قاده زين العابدين بن علي عام 1987 حيث نصب نفسه رئيساً للجمهوريه وفرض على بورقيبه الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 2000م.

*** 

غريب دوحي

 

في المثقف اليوم