آراء
علاء اللامي: آري شافيط توقع أن تلفظ إسرائيل أنفاسها قبل سبع سنوات
قبل سبع سنوات نشر الصحافي الإسرائيلي الصهيوني آري شافيط مقالة متشائمة ويائسة يدعو فيها الى الرحيل من إسرائيل ومراقبتها من الخارج وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وتساؤل ألم يفت الوقت على البدء بتطبيق سياسة سماها "الطريق الثالث" لإنقاذ إسرائيل بوسائل وسطية تقوم على (إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة تأهيل الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الأرض)، ولكن مشكلة شافيط هي أنه يدور في داخل القوقعة الأيديولوجية الصهيونية نفسها، ويريد إنقاذ إسرائيل الصهيونية بوسائل صهيونية فهدفه كما يقول هو قيام (دولة يهودية تعكس حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره. ديمقراطية تحترم جميع حقوق مواطنيها. دولة قوية تعرف كيف تتعامل مع البيئة الوحشية التي نعيش فيها. دولة حديثة ستمكن كل طفل يولد هنا من العيش بكرامة في أمة هي جزء من العالم الحر في القرن الحادي والعشرين)، وهذا هو الهدف الذي فشل في الوصول إليه اليسار واليمين الصهيونيين. وإذن فلا حل إلا بحلها، حل الدولة اليهودية الصهيونية وقيام دولة فلسطين الديموقراطية! إن إسرائيل الصهيونية تعيش منذ يومين تمرينا أوليا صغيرا على الزوال من الأطلس العالمي بعد أن عذبت شعب فلسطين طَوال 75 عاما وحاولت اقتلاعه من وطنه وألقت بنصفه في مخيمات اللجوء، وأقامت دولة توراتية خرافية أيديولوجية مليشياوية مسلحة بقنابل نووية!
نعم، هي دولة مليشياوية مسلحة إذا كان أغبياء الليبرالية العربية يجهلون ذلك، دولة مليشياوية دموية أسستها خمس مليشيات دموية هي:
1-مليشيا هاغاناه (الدفاع)،
2-مليشيا شتيرن (ليحيى) أسسها البولندي أبراهام يائير وكانت تفضل التحالف مع الحركة النازية،
3-منظمة إرغون (المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل)
4- مليشيا بيتار التي تأسست في لاتيفيا ونشطت في فلسطين،
5- سرايا بلماح (سرايا الصاعقة).
إن تنبؤات شافيط بأن تلفظ هذه الدولة أنفاسها ستجد طريقها الى التحقق على أرض الواقع فهذه الدولة المسخ الخرافية لا مستقبل لها، وستزول بل لقد بدأت بالزوال الفعلي ولن ينقذها لا شافيط ولا التطبيع مع دويلات التخلف والاستبداد العربية. أدناه فقرات من مقالة شافيط:
* ربما ضاع كل شيء. ربما تجاوزنا نقطة اللاعودة. وربما لم يعد من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام. وربما لم يعد من الممكن إعادة تأهيل الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الأرض.
* ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلم يعد هناك أي معنى للعيش في هذا البلد. ولم يعد هناك أي معنى للكتابة لصحيفة هآرتس. ولم يعد هناك أي معنى لقراءة صحيفة "هآرتس" أيضًا. ويتعين علينا أن نفعل ما اقترحه روجيل ألفر قبل عامين: مغادرة البلاد. يبتعد.
* إذا لم تكن الإسرائيلية واليهودية عنصرين حيويين في هويتنا، وإذا كان لدينا جواز سفر أجنبي ليس فقط بالمعنى الفني بل بالمعنى الروحي - فهذا كل شيء. يجب أن نقول وداعًا لأصدقائنا، ونحزم حقائبنا وننتقل إلى سان فرانسيسكو أو برلين.
* ومن هناك، من أرض الشوفينية الألمانية الجديدة أو أرض الشوفينية الأميركية الجديدة، علينا أن نراقب بهدوء إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. يجب علينا أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء ونشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية تغرق في غياهب النسيان. ولكن ربما لم نفقد كل شيء. ربما لم نتجاوز بعد نقطة اللاعودة. وربما لا يزال من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة تأهيل الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الأرض.
***
علاء اللامي
.....................
*رابط مقالة آري شافيط هآرتس بتاريخ 8 أيلول 2016: