آراء
الذكرى الحاديةِ عشرةَ "ليلةَ سقوطِ جنرالٍ"!!
"مبارك منْ المنصةِ إلى القصرِ، ومنْ القصرِ إلى السجنِ؛ ومنْ السجنِ إلى المستشفى ومنْ المستشفى إلى القبرِ؛ أوراقٍ مبعثرةٍ منْ حياةِ جنرالِ حكمِ مصرَ 30 عاما!!
ولدَ مباركٌ في إحدى قرى محافظةٍ المنوفية وسطَ دلتا مصرَ منْ أصولٍ ريفيةٍ وتلقي تعليمهِ اَلْأَسَاسِيّ في القريةِ ثُمَّ تلقي تعليمهِ اَلثَّانَوِيّ في المدينةِ. ثُمَّ التحقَ بالكليةِ الحربيةِ، وتَمَّ اختيارهُ للالتحاقِ بالكليةِ الجويةِ بعدَ عامِ منْ دراستهِ في الكليةِ الحربيةِ، عرفَ عنهُ الانضباطُ اَلْعَسْكَرِيّ وممارسةُ الرياضةِ والالتزامِ.؛ عينَ معلما بالكليةِ الجويةِ ثُمَّ قائدٍ سربَ في قاعدةِ بني سويفْ الجويةِ حتى نكسةِ يُونْيَة (حُزَيْرَان) عامُ 1967 أصدرَ الزعيمُ/ جَمَال عبدِ اَلنَّاصِر قرارُ بتعيينِ العقيدِ طيار/ مُحَمَّد حسني مُبَارَك بتعيينهِ مديرا/ للكليةِ الجويةِ وبعد وفاةِ عبدِ اَلنَّاصِر تَمَّ تعينهُ رئيسُ أركانِ سلاحِ القواتِ الجويةِ ثُمَّ مديرِ سلاحِ القواتِ الجويةِ، وخاضَ حربُ أُكْتُوبَر وَتَمَّ تكريمهُ منْ ضمنِ قادةِ حربِ أُكْتُوبَر" تشرينَ "عامَ 1973 م / برتبةِ فريقٍ ثُمَّ فريقِ أولِ وحصلَ على وسامِ نجمةِ" سيناءَ "، كانَ حلم مبارك قبلَ تقاعدهِ منْ الخدمةِ أنْ يعينهُ اَلسَّادَات سفيرا لمصر. وكانتْ المفاجئةُ غيرَ المتوقعةِ تعينهُ " نائبا لرئيسِ الجمهوريةِ" رغمَ كُلّ التوقعاتِ كانتْ تشيرُ بتعيينِ السيدِ/ مَنْصُور حسنْ أمينِ ديوانِ رئاسةِ الجمهوريةِ، والمقربِ منْ السيدةِ" جِيهَان اَلسَّادَات " عندما سئلَ اَلسَّادَات منْ المقربينَ لهُ لماذا اخترتُ مبارك نائبا لكَ قالَ إنهُ "موظفٌ جيدٌ"
مباركٌ منْ المنصةِ إلى القصرِ
كانتْ مصرُ بعدَ حربِ أُكْتُوبَر "تشرينَ" عامَ 1973 م تحتفلُ بذكرى انتصاريها في الحربِ بعرضٍ عسكريٍّ كُلّ عامِ بحضورِ رئيسِ الجمهوريةِ وقادةِ الجيشِ والأفرعِ وتشكيلاتِ عسكريةٍ. وفي يومِ/ 6 أُكْتُوبَر عامَ 1981 م وأثناءُ العرضِ قامتْ مجموعةٌ منْ الأفرادِ بإطلاقِ النارِ باتجاهِ المنصةِ وترتبَ على ذلكَ مصرعُ اَلسَّادَات وبعضَ ضيوفِ العرضِ منْ الأجانبِ وكبيرٍ الياوران اللواءِ حسنْ اَلْأَخْرَس وسكرتيرِ اَلسَّادَات شوقي عبدِ اَلْحَفِيظ. ونجا مباركٌ والقادةُ العسكريون منْ محاولةِ الاغتيالِ... بعدُ الحادثِ مباشرةً توجهَ اَلرَّئِيس مُبَارَك إلى مستشفى المعادي اَلْعَسْكَرِيّ حيثُ وصلَ جثمانُ اَلسَّادَات للمستشفى لمحاولةِ إنقاذهِ ولكنهُ فارقَ الحياةَ.؛
مبارك منْ داخلِ المستشفى اَلْعَسْكَرِيّ عقدَ اجتماعا مصغرا، لنقلِ السلطةِ بسرعةٍ... أصدرَ مباركٌ تعليماتٍ منْ داخلِ المستشفى بتحركِ قواتٍ بالسيطرةِ على مباني الوزاراتِ ومبنيٍّ اتحادِ الإذاعةِ والتلفزيونِ. وهذهِ الخطةُ السريعةُ هيَ التي أفشلتْ خطةَ الضابطِ الهاربِ/ مقدم/ عَبُّود اَلزُّمَر قائدِ الجناحِ اَلْعَسْكَرِيّ لتنظيمِ الجهادِ اَلْإِسْلَامِيّ. منْ الوصولِ لوزارةِ الدفاعِ والسيطرةِ عليها وعلي مبني التلفزيونِ... كما جاءَ في التحقيقاتِ معهُ في المحكمةِ العسكريةِ.؛
قاتل اَلسَّادَات يطلبُ منْ المحكمةِ شهادةَ مباركٍ... ؟!
طالبُ الملازمِ أول/ خَالِد شوقي الإسلامبولي المتهمِ بقتلِ اَلسَّادَات أنهُ يطلبُ منْ المحكمةِ شهادةَ مباركٍ بقتلِ اَلسَّادَات وانهَ كانَ في استطاعتهِ قتلَ كلٌّ منْ في المنصةِ وكانَ يقصدُ اَلسَّادَات فقطْ، ونفى اتهامهُ بقلبِ نظامِ الحكمِ...؟!
تَمَّ ترتيبُ مراسمِ تشييعِ جنازةِ اَلسَّادَات بحضورَ اَلرَّئِيس الأمريكي" كارترْ وَمَنَاحِم بِيجِين رئيسُ وزراءَ إسرائيلَ" وبعضِ الوفودِ الأوروبيةِ في غيابٍ تامٍّ منْ زعماءِ العربِ. وَتَمَّ الإعلانُ عنْ حالةِ الطوارئِ والأحكامِ العرفيةِ.، حاولَ المقدمُ/ عَبُّود اَلزُّمَر وابنَ عمهِ/ طَارِق اَلزُّمَر نسفِ الموكبِ اَلْجَنَائِزِيّ. ولكنهمْ لمْ يتمكنوا كما جاءَ في محاضرِ الاعترافِ في المحكمةِ... في صباحِ يومِ عيدِ إلاضحى بعدَ أيامِ منْ اغتيالِ اَلسَّادَات قامتْ مجموعةٌ منْ الجماعةِ الإسلاميةِ والجهادِوكانَ اَلْقِيَادِيّ المهندسُ عَاصِم عبدِ اَلْمَاجِد منْ ضمنِ المجموعةِ
باقتحامِ مَقَرّ مديريةِ أمنِ أسيوط جنوبَ البلاد؛ وترتبَ على ذلكَ قتلَ أعدادَ منْ الضباطِ وأفرادِ الخدمةِ...
مبارك رئيسا لمصر..!!
في مساءِ يومِ / 6 أكتوبرَ "تشرينَ" عامَ 1981 م تمَ الإعلانُ عنْ مصرعِ الساداتْ رغمَ التأخيرِ منْ الإعلامِ المصريِ عنْ مصرعِ الساداتْ وتعينَ الدكتورُ/ صوفي حسنْ أبو طالبْ؛ رئيسِ مجلسِ الشعبِ رئيسا مؤقتا للجمهوريةِ. كما ينصُ عليهِ الدستورُ المصريُ عامُ 1971 م في حالةِ فراغِ منصبِ الرئيسِ يتولى رئيسَ مجلسِ الشعبِ مؤقتا لمدةَ 60 يوما وتجري عمليةُ استفتاءٍ في البلادِ لنقلِ السلطةِ لنائبِ الرئيسِ... تولي مباركٌ الحكمِ وقدْ بلعِ منْ العمرِ 52 عاما في بدايةِ عامِ 1982 م. ففي خلالٍ العشرِ سنواتِ الأولى كانَ هناكَ شبه ارتياحٍ لحكمةٍ؛- وبدأَ مباركٌ حكمةً بالإفراجِ عنْ المعتقلينَ السياسيينَ التي تمَ التحفظُ عليهمْ السادات، في الفترةِ منْ يومٍ/ 3 إلى 6/ منْ سبتمبرَ "أيلولَ" عامَ 1981 في الاعتقالاتِ الكبرى منْ كلِ التياراتِ السياسيةِ وقدْ شملَ العفوُ الرئاسيُ كلا منْ؛- البابا شنودة الثاني بابا الإسكندريةِ والكرازةِ المرقسيةِ، والكاتبُ الصحفيُ/ محمد حسنينْ هيكلُ "ورئيسُ حزبِ الوفدِ وأساتذةِ الجامعاتِ وطلبةٍ وصحفيينَ وكتابٍ. وأعضاءٌ منْ الحركاتِ النقابيةِ وغيرهمْ وفتحَ حوار معَ الجماعاتِ الإسلاميةِ الأصوليةِ بحواراتٍ متلفزةٍ قادها علماءُ منْ الأزهرِ الشريفِ منْ مراجعاتٍ عنْ الأفكارِ التكفيريةِ والريديكالية... كما أطلقَ سجناءُ منْ رجالِ حكمِ الزعيمِ/ جمالْ عبدِ الناصرْ الذي أطلقَ عليهمْ الساداتْ/ مراكز القوى ثورةَ التصحيحِ" 15 مايو 1971 "ومنهمْ/ الفريقُ محمدْ فوزي وزيرِ الحربيةِ والسيدُ/ علي صبري نائبُ الجمهوريةِ/ والسيدُ شعراوي جمعة وزيرَ الداخليةِ والسيدُ/ سامي شرفُ مديرِ مكتبِ جمالْ عبدِ الناصرْ وأمينِ الاتحادِ الاشتراكيِ فريد عبد الكريم؛وغيرهمْ ممنْ حكمَ عليهمْ بالسجنِ في عهدِ الساداتْ وبدأَ يفتحُ خطوطا دبلوماسيةً في عودةِ مصرَ إلى الصفِ العربيِ؛ وعودةُ مقرِ" جامعةِ الدولِ العربيةِ "إلى مقرها في القاهرةِ " بعد قراراتِ جبهةِ الصمودِ والتصدي ضد الساداتْ بعد اتفاقيةِ السلامِ معَ إسرائيلَ، بنقلِ مقرِ جامعةِ الدولِ العربيةِ إلى تونسِ العاصمةِ... في منتصفِ الثمانينياتِ منْ القرنِ المنصرمِ...
الجبهة الداخليةِ ونشوبِ صراعاتٍ دمويةٍ بعدَ السنواتِ الأولى منْ حكمٍ مباركٍ...
شهدتْ البلادُ في بدايةِ عهدٍ مباركٍ شبهٌ استقرارٍ أمنيٍّ حتى حدثَ تمردٌ لقواتٍ (الأمنُ اَلْمَرْكَزِيّ) أدتْ الأحداثُ إلى نزولِ القواتِ المسلحةِ لإخمادِ التمردِ؛ وتمتْ إقالةُ وزيرِ الداخليةِ اللواءُ/ أحمدْ رشدي رغمَ أنها كانتْ عمليةٌ مدبرةٌ منْ مافيا المخدراتِ ضِدّ الوزيرِ رغمَ ذلكَ ضحى مباركٌ بالوزيرِ؛ ثُمَّ مظاهراتُ عامٍ/ 1986 م/ في مقتلِ المجندِ سَلِيمَانِ خَاطَرَ في محبسهِ واشتعلتْ المظاهراتُ في الجامعاتِ المصريةِ. وبعدٌ عودةِ العلاقاتِ المصريةِ معَ الدولِ العربيةِ وفتحِ صفحةٍ جديدةٍ. حتى اجتياحِ العراقِ للكويتِ في أواخرِ عامِ 1989 م.، وقفتْ مصرُ مباركٌ معَ مطالبَ الكويتِ ودولِ الخليجِ وأمريكا، وظهرَ ذلكَ في قراراتِ القمةِ الطارئةِ لجامعةِ الدولِ العربيةِ في القاهرةِ بالوقوفِ معَ تحريرِ الكويتِ والتحالفِ معَ الدولِ الغربيةِ وأمريكا وفي إرسالِ قواتٍ مصريةٍ لتحريرِ الكويتِ وعلى الصعيدِ اَلدَّاخِلِيّ نشطَ التيارُ اَلْجِهَادِيّ منْ جماعاتِ الجهادِ والجماعاتِ الأصوليةِ ضِدّ النظامِ. بضربِ السياحةِ وتصفيةِ بعضِ ضباطِ الشرطةِ ورجالِ الدولةِ والدخولِ في مواجهاتٍ دمويةٍ مثلٍ عملياتِ تفجيراتٍ عنْ بعدَ في سياراتِ مواكبِ الوزراءِ ومنهمْ، رئيسُ الوزراءِ عَاطِف صدقي ووزيرِ الداخليةِ السابقِ/ ذكي بدرٍ، وعمليةُ إطلاقِ النارِ وإصابةِ السيدِ اللواءِ/ حسنْ أبو باشا وزيرِ الداخليةِ السابقِ ومقتلِ رئيسِ مجلسِ الشعبِ الدكتورِ/ رفعتْ اَلْمَحْجُوب وطقمُ حراستهِ الخاصةِ، ودخلتْ البلادُ في دائرةٍ منْ العنفِ والعنفِ اَلْمُضَادّ ظلتْ الأوضاعُ بعدَ ذلكَ حتى يومٍ/ 2 منْ أُغُسْطُس عامَ 1995 م حيثُ تعرضَ موكبُ اَلرَّئِيس مُبَارَك في العاصمةِ الإثيوبيةِ أثناءَ خروجهِ منْ مطارِ أديسْ أبابا لحضورِ القمةِ الأفريقيةِ لعمليةِ اغتيالِ منْ قبلُ الجماعةِ الإسلاميةِ ونجا مباركٌ منْ العمليةِ التي أدتْ إلى توترِ العلاقاتِ المصريةِ السودانيةِ على خلفيةِ تهريبِ المتهمينَ المشاركينَ في عمليةِ الاغتيالِ الهاربينَ داخلَ الأراضي السودانيةِ بعدَ فشلِ محاولةِ الاغتيالِ. منْ قبلِ مسؤولينَ كبار في حكومةِ اَلْبَشِير حيثُ تَمَّ دفعُ مبلغِ 5 ملايينَ لعدمِ تسليمهمْ لمصر لكبارِ مسؤولينَ سودانيينَ؛- وكانتْ نتيجةُ العمليةِ إهمالَ مصرَ وإعطاءِ ظهرها لافريفيا ودولِ حوضِ النيلِ...
تنظيمُ ثورةِ مصرَ الناصريةِ... في ظِلّ الأوضاعِ المضطربةِ ظهرَ تنظيمٍ غامضٍ في تصفيةِ وضربِ أعضاءِ البعثةِ الدبلوماسيةِ الإسرائيليةِ في القاهرةِ ومقتلِ دبلوماسيٍّ إسرائيليٍّ في منطقةٍ المعادي وملاحقةُ البعثةِ في محاولةِ اغتيالٍ دبلوماسيٍّ آخرَ وعملاء الموساد في القاهرةِ حسبَ زعمِ رئيسِ التنظيمِ مَحْمُود نُور اَلدِّين رغمَ حدوثِ عمليتينِ لمْ يكشفْ التنظيمُ عنْ هويتهِ الأيدولوجيةِ. حتى العمليةِ الكبرى في اغتيالِ أربعةِ دبلوماسيينَ في زيارتهمْ لمعرضِ القاهرةِ للكتابِ. وقامَ بها التنظيمُ بعد حادثٍ إجبارِ هبوطِ طائرةٍ مصريةٍ منْ قبلُ الولاياتِ المتحدةِ بعدَ تدخلِ مصرَ بتسليمِ رهائنَ منْ عمليةٍ قامَ بها اَلْقِيَادِيّ اَلْفِلَسْطِينِيّ أبو اَلْعَبَّاس وإجبارِ قائدِ الطائرةِ بالهبوطِ في مطارِ روما في إيطاليا فاعتبرَ التنظيمُ إهانةً لمصر وقامتْ المجموعةُ بالثأرِ وبالانتقامِ منْ الولاياتِ المتحدةِ في ضربِ وتصفيةِ دبلوماسيينَ أمريكانٍ... وبعدُ الخلافِ بينَ قائدِ التنظيمِ/ مَحْمُود نُور اَلدِّين اَلدِّبْلُومَاسِيّ ورجلِ المخابراتِ السابقِ في لندن معَ شقيقهِ الذي أبلغَ وأرشدَ على التنظيمِ في اتصالٍ هاتفيٍّ معَ السفارةِ الأمريكيةِ بالقاهرةِ التي أعلنتْ عنْ مكافأةٍ عنْ أَيّ معلوماتٍ عنْ مرتكبي الحادثِ وَتَمَّ القبضُ على تنظيمِ ثورةِ مصرَ واتهامِ نجلِ الزعيمِ/ جَمَال عبدِ اَلنَّاصِر الدكتورِ/ خَالِد عبدَ اَلنَّاصِر وابنِ أَخ جَمَال عبدِ اَلنَّاصِر. منْ ضمنِ التنظيمِ. وَتَمَّ تقديمهمْ للمحاكمةِ... وترددَ أَنَّ الدكتورَ مصطفى الفقي تَمَّ إعفاؤهُ منْ منصبهِ مديرَ مكتبٍ مباركٍ للمعلوماتِ عنْ تسريبِ موعدِ زيارةِ الوفدِ اَلْأَمْرِيكِيّ لمعرضِ الكتابِ اَلدَّوْلِيّ بالقاهرةِ، بسببَ علاقتهِ بنجلِ الزعيمِ عبدَ اَلنَّاصِر المتهمِ في القضيةِ
المواجهات الدمويةِ بينَ الجماعاتِ الأصوليةِ المسلحةِ والحكومةِ المصريةِ... اغتيالُ المتحدثِ اَلْإِعْلَامِيّ للجماعةِ الإسلاميةِ اَلْقِيَادِيّ/ عَلَاء محيي اَلدِّين. في شارعِ الهرمِ بمدينةِ الجيزةَ... أصدرتْ الجماعةُ الإسلاميةُ بيانا قالتْ فيهِ إِنَّ دمَ الدكتورِ/ عَلَاء "لنْ يضيعَ هدرٌ.". فقامتْ الجماعةُ بنشاطها في عملياتٍ انتقاميةٍ في القاهرةِ وصعيدِ مصرَ. منْ ضربِ واقتحامِ فنادقَ سياحيةٍ... في نهايةِ عامٍ/ 1997 م قامَ مجموعةً منْ تنظيمِ الجماعةِ الإسلاميةِ جنوبَ البلادِ في مدينةِ الأقصرِ السياحيةِ بمقتلِ أعدادٍ كبيرةٍ منْ السياحِ الأجانبِ وَتَمَّ إقالةَ وزيرِ الداخليةِ/ اللواءُ حسنْ الألفي... ثُمَّ استقرتْ الأوضاعُ الأمنيةُ بعدَ اتفاقِ داخلَ قيادةِ الجماعةِ في السجونِ والحكومةِ المصريةِ بوقفِ العملياتِ ونزيفِ الدمِ... ظهورُ جمالٍ مُبَارَك علي مسرحِ الأحداثِ... كانَ اَلصَّحَفِيّ "رضا هِلَال" اَلصَّحَفِيّ في جريدةِ الأهرامِ المص منْ ضمنِ المقربينَ للسفارةِ الأمريكيةِ بالقاهرةِ، ومقربَ النائبِ "دِيك تشيني" وكانتْ لهُ زياراتٌ متعددةٌ إلى أمريكا. بعدُ عودتهُ منْ زيارةٍ قامَ بها إلى أمريكا عامَ 2003 كشوفٍ عنْ شخصيةِ جَمَال مُبَارَك وعلاقتهِ برجالِ أعمالٍ يهودٌ في لندن وهوَ أولُ منْ أدلى بتصريحِ عنْ عمليةِ التوريثِ، الذي سببَ في إحراجٍ لرئيسِ مجلسِ إدارةِ الأهرامِ. لدى الجهاتِ العليا وتحذيرهُ منْ هذهِ التصريحاتِ... وأثناءَ خروجهِ منْ مبنى الأهرامِ وعودتهِ إلى منزلهِ قالَ شهودُ عيانٍ إنهُ دخلَ المنزلُ... ومازالَ مختفيا حتى هذهِ اللحظةِ ولمْ يعرفْ مصيرهُ حتى كتابةِ هذهِ السطورِ... هلْ تَمَّ اغتيالهُ...؟
الحياةُ السياسيةُ والبرلمانيةُ في مصرَ...
سمحَ مباركٌ بهامشٍ منْ ممارسةِ الحياةِ السياسيةِ والحزبيةِ وسمحَ لجماعةِ الإخوانِ المسلمونَ في خوضِ العمليةِ الانتخابيةِ تحتَ عباءةِ تحالفٍ حزبيٍ فمثلاً تحالفُ حزبِ الوفدِ معَ جماعةِ الإخوانِ في الانتخاباتِ البرلمانيةِ عامَ 1985. ثمَ تحالفِ حزبِ العملِ معَ الإخوانِ. في مجلسيْ الشعبِ والشورى... وسمحَ للصحفِ الحزبيةِ بحريةِ الرأيِ والتعبيرِ في حدودٍ معينةٍ... في انتخاباتِ عامِ 2005 م. تمَ التنسيقُ العلنيُ بينَ الإخوانِ والحكومةِ في تنسيقٍ في بعضِ الدوائرِ للسماحِ لهمْ بالتمثيلِ داخلِ البرلمانِ بصفتهمْ وليسَ تحتَ حزبٍ معينٍ كما حدثَ منْ قبلٌ، وكانَ مهندسُ العمليةِ؛ السيدُ/ كمالْ الشاذلي زعيمُ الأغلبيةِ في المجلسِ وممثلاً للحكومةِ والسيدُ/ المهندسُ خيرتْ الشاطرْ ممثلاً لجماعةِ الإخوانِ وقدْ فازَ الإخوانَ بحواليْ 80/ مقعدٌ في المجلسِ التشريعيِ لمجلسِ الشعبِ... ومعَ الألفيةِ الجديدةِ وحربِ الخليجِ الأولى والثانيةِ كانتْ مصرُ لديها علاقاتٌ قويةٌ معَ الولاياتِ المتحدةِ والغربِ وتعاونٍ أمنيٍ بعدَ حادثِ برجيْ التجارةِ العالميِ... ومعَ صعودِ باراكْ أوباما لسدةِ الحكمِ. كانتْ الإدارةُ الأمريكيةُ لها حساباتٌ أخرى في تحفظها عنْ نظمِ الحكمِ في الشرقِ الأوسطِ. ومطالبةُ مصرَ بمسارٍ جديدٍ للديمقراطيةِ بديلاً عنْ "الفوضى الخلاقةِ" ما بعد مباركٍ كما جاءَ في تصريحِ الوزيرةِ "كوندليزا ريسْ" الولاياتِ المتحدةِ تبحثُ لها عنْ بديلِ لمباركْ...؟ بعدٌ انتخاباتِ 2005 تمتْ محاكمةَ مديرِ مركزِ ابنْ خلدونْ بالقاهرةِ/ الدكتورُ سعدْ الدينْ إبراهيمْ بتلقي أموالِ منْ الاتحادِ الأوروبيِ ومنظماتُ حقوقيةٌ بمراقبةِ العمليةِ الانتخابيةِ. وتمتْ محاكمتهُ وإيداعهُ في السجنِ تدخلتْ السفارةُ الأمريكيةُ للافراجْ عنهُ بصفتهِ يحمل الجنسيةَ الأمريكيةَ. وفي أثناءِ الزياراتِ للسفارةِ الأمريكيةِ لهُ وجدَ بعضُ قادةِ الإخوانِ معهُ في محبسهِ وكانَ المهندسُ/ خيرتْ الشاطرْ يقضي تنفيذَ حكمٍ عليهِ فطلبَ منْ الدكتورِ سعدْ أنْ يفتحَ خطوطا وقنواتِ معَ جماعةِ الإخوانِ معَ الأمريكا ن وبعيدا عنْ إحراجِ الأمريكانِ تمَ التنسيقُ برعايةٍ كنديةٍ. في أحدِ فنادقَ القاهرةِ تحتَ سمعِ وبصرِ الجهاتِ الأمنيةِ عنْ البديلِ لمباركْ...
في السنواتِ الأخيرةِ كانَ الحاكمُ اَلْفِعْلِيّ في كُلّ الملفاتِ جَمَال مُبَارَك وحاشيتهِ منْ رجالِ الأعمالِ حتى انتشرَ الفسادُ والمحسوبيةُ باعترافٍ تحتَ قبةِ البرلمانِ منْ/ الدكتورُ زكريا عزمي أمينِ ديوانِ رئاسةِ الجمهوريةِ وعضوِ مجلسِ الشعبِ والمقربِ منْ مباركٍ وعائلتهِ في "الفسادِ أصبحَ للركبِ" وكانتْ الجلسةُ علنيةً وتنقلَ عبرِ شاشاتِ التلفزيونِ اَلْمِصْرِيّ وكانتْ هناكَ صراعاتٌ خفيةٌ بينَ الحرسِ القديمِ منْ صقورِ الحزبِ اَلْوَطَنِيّ ومجموعةِ لجنةٍ اَلسِّيَاسَات الجديدةَ... وفي صيفِ عامِ 2010 م بدأتْ الأمورُ تأخذُ منعطفا آخرَ عنْ حديثِ التوريثِ والانتخاباتِ التشريعيةِ... كانتْ الحدودُ المصريةُ الشرقيةُ غيرَ مستقرةٍ في قطاعِ غزةَ. غابَ عنْ المشهدِ كَمَال الشاذلي ممثلاً للحكومةِ والمهندسُ/ خيرتْ اَلشَّاطِر ممثلاً للإخوانِ المسلمينَ داخلَ السجنِ لتنفيذِ حكمٍ قضائيٍّ ضدهُ... وَمِنْ صعودُ لجنةِ السياساتِ في السياسةِ العامةِ التي ليسَ لديها خبرةٌ في التنسيقِ معَ التياراتِ السياسيةِ والحزبيةِ،،- "القشةُ التي قصمتْ ظهرَ البعيرِ ومعَ صعودِ جَمَال مُبَارَك أمينِ الحزبِ اَلْوَطَنِيّ ومجموعةِ لجنةِ السياساتِ منْ المقربينَ منْ جَمَال مُبَارَك منْ رجالِ الأعمالِ وتولي رجلِ الأعمالِ المهندسُ/ أحمدْ عَزَّ أمينِ التنظيمِ دور/ الوزيرُ المخضرمُ/ كَمَال الشاذلي في اختيارِ الأعضاءِ المرشحينَ للمجلسِ ورسمِ السياساتِ للحزبِ الحاكمِ دونَ خبرةٍ كانتْ بدايةِ سقوطٍ مباركٍ والقشةِ التي قصمتْ ظهرَ البعيرِ... كانتْ الولاياتُ المتحدةُ تبحثُ عنْ البديلِ لها في مصرَ ما بعد مباركٍ... وكانتْ لجنةُ السياساتِ بالحزبِ الحاكمِ تَسْتَعِدّ لعمليةِ توريثِ الحكمِ للسيدِ/ جَمَال مُبَارَك بعدَ الانتهاءِ منْ عمليةِ الانتخاباتِ التشريعيةِ بمجلسيْ الشعبِ والشورى واستبعادِ أَيّ تياراتٍ أخرى للوصولِ إلى المجلسِ بدأتْ توزعُ منشوراتٍ سريةً في القاهرةِ وبعضِ المدنِ عنْ التوقيعِ لترشيحِ اَلسَّيِّد جَمَال مُبَارَك ووضعِ ملصقاتٍ على الحوائطِ والمباني الحكوميةِ سرا في الليلِ كذلكَ ظهرَ صورَ تأييدٍ أخرى للسيدِ/ عمرْ سَلِيمَانِ...مديرُ جهازِ المخابراتِ العامةِ كمرشحِ الآخر للرئاسةِ وكانتْ تختفي هذهِ الملصقاتِ بعدَ قليلٍ. أجريتْ الانتخاباتُ في أُكْتُوبَر "تشرينَ" عتمَ 2010 وَتَمَّ استبعادُ كُلّ المرشحينَ منْ المعارضةِ والتدخلِ اَلْعَلَنِيّ في عدمِ فوزهمْ. فكونتْ مجموعةً منهمْ مجلسا موازيا فكانَ ردا مباركا عليهمْ " خَيْلهمْ يسلو" وأتذكرُ مقالةً قرأتها في جريدةِ "الحياةِ اللندنيةِ" حوار معَ الدكتورِ/ مجمد بَدِيع "مرشدَ جماعةِ الإخوانِ" بعد عمليةِ الانتخاباتِ وعنْ التوريثِ قالَ بالحرفِ الواحدِ لنْ نسمحَ بالتوريثِ والمهزلةِ التي أجريتْ فيها الانتخاباتُ التشريعيةُ وسوفَ تشتعلُ النارُ في مصرَ في حالةِ التوريثِ "كانتْ مصرُ مقبلةً على أخطرِ ملفٍّ ولكنَ العنايةَ الإلهيةَ تدخلتْ حيثُ تَمَّ تفجيرُ كنائسَ في أعيادِ الميلادِ. ونشطَ أقباطُ المهجرِ في وقفاتٍ احتجاجيةٍ في معظمِ المدنِ الأوروبيةِ. 25 منْ يَنَايِر عامَ 2012 م ورحيلٌ مباركٌ عنْ المشهدِ اَلسِّيَاسِيّ الإعلامِ اَلْعَالَمِيّ وشاشاتُ الميديا تنقلُ الأحداثُ في مصرَ لحظةً بلحظةٍ تترقبُ. مجرياتُ الأحداثِ وارتفاعٍ في الإصاباتِ وأعدادِ القتلى وارتفاعِ سقفِ الطلباتِ." ارحلْ يا مباركٌ "حناجر المتظاهرينَ تعلو في كُلّ ميادينَ وشوارعَ المحروسةِ، جمعة الحسمُ وجمعة الرحيلِ والغضبِ بعدَ الانتهاءِ منْ صلاةِ الجمعةِ جمعة الغضبَ، أثناءَ إقامتي في مدينةِ ميلانو. في إيطاليا. خرجتْ مسرعا إلى مقهى. لمتابعةِ تطوراتِ الأحداثِ وكانتْ شبكاتُ التلفزةِ الإيطاليةِ تنقلَ الحدثِ. وظهورَ طائرةِ مروحيةٍ في سماءِ القصرِ اَلْجُمْهُورِيّ كانَ إعلانا برحيلٍ مباركٍ، حقا إِنَّ يومَ الجمعةِ (11 منْ فَبْرَايِر عامَ 2011 م) كانَ يومٌ مشهودٌ في الربعِ الأولِ منْ الألفيةِ الجديدةِ في تاريخِ مصرَ الحديثُ، ففي هذا اليومِ خرجَ السيدُ/ عمرْ سَلِيمَانِ نائب الرئيسِ اَلْمِصْرِيّ ومديرِ جهازِ الاستخباراتِ السابقِ؛ في بيانٍ مقتضبٍ تنحي الرئيسِ" حسني مُبَارَك "عنْ الحكمِ وتسليمهِ مقاليدَ السلطةِ والبلادِ" للمجلسِ الأعلى للقواتِ المسلحةِ ". بالطبعِ لمْ يأتِ هذا القرارِ منْ فراغِ أوْ بينَ عشيةٍ وضحاها، فقدْ كانَ تتويجا لسلسلةٍ طويلةٍ منْ الأحداثِ استمرتْ لثلاثةِ أسابيعَ وبدأتْ في صباحِ يومٍ/ 25 منْ يَنَايِر/ 2011 م/ وبعدَ ظهورٍ مباركٍ في خطابٍ متلفزٍ إلى الشعبِ أثناءَ الأحداثِ وقالَ إنهُ يريدُ أنْ يموتَ على أرضِ مصرَ ولا يهربُ خارجها ونفيُ عمليةِ التوريثِ وطلبَ منْ المتظاهرينَ مدةَ 6 أشهرٍ للانتهاءِ منْ فترةِ حكمهِ. وتجري انتخاباتٌ. كانَ هناكَ تعاطفٌ بعدَ الخطابِ ولكنْ حدثَ حادثُ المعروفِ بموقعةِ الجملِ فارتفعَ سقفُ الطلباتِ بالرحيلِ... كانتْ الشرطةُ وجهازُ مباحثِ أمنِ الدولةِ تتوغلُ في كلٍّ كبيرةٍ وصغيرةٍ، وانحطاطَ الأوضاعِ الاقتصاديةِ وسيطرةُ الحزبِ الواحدِ ورجالِ أعمالهِ على مقدراتِ البلادِ في السنواتِ الأخيرةِ. وبعدُ ثلاثينَ عاما منْ الحكمِ أصبحَ فيها مباركٌ الحاكمِ بأمرهِ، بدأَ في إعدادِ العدةِ والخططِ لتمريرِ الحكمِ إلى" نجلهِ جمال "، وهيَ" القشةُ التي قصمتْ ظهرَ البعيرِ....
كانتْ الشعلةُ الأولى في جسدٍ (مُحَمَّد بوعزيزي) الشرارةِ الأولى لإشعالِ الثورةِ في مصرَ تحتَ كلنا "خَالِد سَعِيد وجماعةُ كفايةِ وجماعةِ 6 إِبْرِيل وجماعةِ الإخوانِ التي انضمتْ بعدَ اشتعالِ المظاهراتِ في الأيامِ الأولى" لتأخذ منعطفا آخرا بعدَ تصعيدِ المظاهراتِ وإقالةِ حكومةِ الدكتورِ/ أحمدْ نَظِيف وتعينَ حكومةَ أحمدْ شَفِيق وزيرَ الطيرانِ رئيسا للوزراءِ وتعينَ نائبُ لِمُبَارَك اللواءِ/ عمرْ سَلِيمَانِ. وكانتْ مطالبُ المتظاهرينَ أولاً: رحيلٌ مباركٌ عنْ الحكمِ وتقديمهِ للمحاكمةِ، ومحاسبتهُ عنْ مصادرِ ثروتهِ وأسرتهِ ومجموعةَ رجالِ الأعمالِ المقربينَ منْ نجلهِ جَمَال مُبَارَك منْ رجالِ الأعمالِ وعلي رأسِ القائمةِ رجلَ الأعمالِ المهندسُ/ أحمدْ عَزَّ وزكريا عزمي ومعظمَ منْ شملهمْ التحفظُ على أموالهمْ وقياداتِ الداخليةِ وللأسفِ كُلّ الفاعلينَ في الميدانِ ساسةٌ ونخبٌ وتياراتٌ منْ الأحزابِ والمجتمعِ اَلْمَدَنِيّ ضلوا الطريقُ عنْ العدلِ والمساواةِ فرفعَ شعارِ حريةٍ- عدالةٌ اجتماعيةٌ للآنِ "منْ يحكمُ بالعدلِ على منْ همْ دونهُ، يحكمَ عليهِ أيضا بالعدلِ ممنْ همْ فوقَ لِأَنَّ العدالةَ هيَ القانونُ اَلْإِلَهِيّ، وهيَ ضميرُ البشريةِ جمعاءَ". ومنْ وجهِ نظري البسيطةَ كانَ يجبُ علي الفاعلونَ؛- أولاً؛- كانَ يجبُ محاكمةَ مُبَارَك علي 30 عاما منْ الفسادِ اَلسِّيَاسِيّ وليسَ قصرُ هنا وهناكَ. ثانيا؛- إعادةُ هيكلةِ بعضِ الوزاراتِ وعلى رأسها وزارةَ الداخليةِ... ثالثا:- العدالةُ الانتقاليةُ بديلاً عنْ مهزلةِ المحاكماتِ ومنها محاكمةُ القرنِ وهناكَ منْ سبقنا في ذلكَ مثلٌ جنوبِ افريفبا. رابعا؛- تكوينُ مجلسٍ رئاسيٍّ منْ مدنيينَ وعسكريينَ للإدارةِ شئونُ البلادِ لمدةٍ انتقاليةٍ لا تزيدُ عنْ 5 سنواتٍ. خامسا؛- تفعيلُ قانونِ العزلِ اَلسِّيَاسِيّ لرجالِ النظامِ لمدةٍ لا تتجاوزُ 10 سنواتٍ، وللأسفِ اَلْكُلّ يبحثُ عنْ اَلْكَرَاسِيّ والمناصبِ والغنائمِ وخرجوا جميعا عنْ المسارِ الصحيحِ للثورةِ ووقعوا في فَخّ الدولةِ العميقةِ التي جاءتْ لها الفرصةُ منْ الصراعِ على السلطةِ وأخيرٍ؛. سوفَ يكتبُ التاريخُ يوما عنْ مباركٍ لهُ وماعليهِ بعدَ الغيابِ المفاجئِ لرجلِ معهُ كَلَّ الملفاتِ السريةِ الصندوقَ الأسودَ وعمليةَ وأسرارِ استبعادهِ منْ الترشحِ بعد مباركٍ ومحاولةِ اغتيالهِ ووفاتهِ السريعَ أنهُ اللواءُ/ عمرْ سَلِيمَانِ. وفي ظِلّ الأزمةِ الطاحنةِ والغلاءِ الفاحشِ كثيرُ منا يرددُ ولا يومَ منْ أيامكَ يا مباركٌ!! كانتْ الشعلةُ الأولى في جسدٍ (مُحَمَّد بوعزيزي) الشرارةِ الأولى لإشعالِ الثورةِ في مصرَ تحتَ كلنا "خَالِد سَعِيد وجماعةُ كفايةِ وجماعةِ 6 إِبْرِيل وجماعةِ الإخوانِ التي انضمتْ بعدَ اشتعالِ المظاهراتِ في الأيامِ الأولى" لتأخذ منعطفا آخرا بعدَ تصعيدِ المظاهراتِ وإقالةِ حكومةِ الدكتورِ/ أحمدْ نَظِيف وتعينَ حكومةَ أحمدْ شَفِيق وزيرَ الطيرانِ رئيسا للوزراءِ وتعينَ نائبُ لِمُبَارَك اللواءِ/ عمرْ سَلِيمَانِ. وكانتْ مطالبُ المتظاهرينَ أولاً: رحيلٌ مباركٌ عنْ الحكمِ وتقديمهِ للمحاكمةِ، ومحاسبتهُ عنْ مصادرِ ثروتهِ وأسرتهِ ومجموعةَ رجالِ الأعمالِ المقربينَ منْ نجلهِ جَمَال مُبَارَك منْ رجالِ الأعمالِ وعلي رأسِ القائمةِ رجلَ الأعمالِ المهندسُ/ أحمدْ عَزَّ وزكريا عزمي ومعظمَ منْ شملهمْ التحفظُ على أموالهمْ وقياداتِ الداخليةِ وللأسفِ كُلّ الفاعلينَ في الميدانِ ساسةٌ ونخبٌ وتياراتٌ منْ الأحزابِ والمجتمعِ اَلْمَدَنِيّ ضلوا الطريقُ عنْ العدلِ والمساواةِ فرعَ شعارِ حريةٍ- عدالةٌ اجتماعيةٌ للآنِ "منْ يحكمُ بالعدلِ على منْ همْ دونهُ، يحكمَ عليهِ أيضا بالعدلِ ممنْ همْ فوقَ لِأَنَّ العدالةَ هيَ القانونُ اَلْإِلَهِيّ، وهيَ ضميرُ البشريةِ جمعاءَ". ومنْ وجهِ نظري البسيطةَ كانَ يجبُ علي الفاعلونَ؛- أولاً؛- كانَ يجبُ محاكمةَ مُبَارَك علي 30 عاما منْ الفسادِ اَلسِّيَاسِيّ وليسَ قصرُ هنا وهناكَ. ثانيا؛- إعادةُ هيكلةِ بعضِ الوزاراتِ وعلى رأسها وزارةَ الداخليةِ... ثالثا:- العدالةُ الانتقاليةُ بديلاً عنْ مهزلةِ المحاكماتِ ومنها محاكمةُ القرنِ وهناكَ منْ سبقنا في ذلكَ مثلٌ جنوبِ افريفبا. رابعا؛- تكوينُ مجلسٍ رئاسيٍّ منْ مدنيينَ وعسكريينَ للإدارةِ شئونُ البلادِ لمدةٍ انتقاليةٍ لا تزيدُ عنْ 5 سنواتٍ. خامسا؛- تفعيلُ قانونِ العزلِ اَلسِّيَاسِيّ لرجالِ النظامِ لمدةٍ لا تتجاوزُ 10 سنواتٍ، وللأسفِ اَلْكُلّ يبحثُ عنْ اَلْكَرَاسِيّ والمناصبِ والغنائمِ وخرجوا جميعا عنْ المسارِ الصحيحِ للثورةِ ووقعوا في فَخّ الدولةِ العميقةِ التي جاءتْ لها الفرصةُ منْ الصراعِ على السلطةِ وأخيرٍ؛. سوفَ يكتبُ التاريخُ يوما عنْ مباركٍ لهُ وماعليهِ بعدَ الغيابِ المفاجئِ لرجلِ معهُ كَلَّ الملفاتِ السريةِ الصندوقَ الأسودَ وعمليةَ وأسرارِ استبعادهِ منْ الترشحِ بعد مباركٍ ومحاولةِ اغتيالهِ ووفاتهِ السريعَ أنهُ اللواءُ/ عمرْ سَلِيمَانِ. وفي ظِلّ الأزمةِ الطاحنةِ والغلاءِ الفاحشِ كثيرُ منا يرددُ ولا يومَ منْ أيامكَ يا مباركٌ!!
***
مُحَمَّد سَعْد عبدِ اَللَّطِيف
كاتبٌ مصريٌّ وباحثٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ