نصوص أدبية

أنجيلا درويش: العصافير خلف الزجاج

باردةً.. بعيدةً.. كقريةٍ أُطفِئَت مصابيحُها

لا أحد يعبرُ بي

لا طريقَ يقودني إلى أحد

أُنصِتُ بسكينةٍ لحنينِ الأجنحة

وهمسِ المزاريب

وأتركُ للريح أن تمرَّ بكلِّ بابٍ وتُطفِئَ صريرَه

*

تكفيني هذه الرائحة،

التي غمرتِ الأمكنةَ بشذاها…

ككَفَّي أمي

*

يكفيني

غصنٌ أعلِّقُ عليه طيرًا لا يطير

آخرَ تذكرةٍ

من محطتنا الأخيرة

*

يكفيني

كوبٌ قهوةٍ قد يكشفُ لي

أيَّ حوتٍ

سيبتلع هذا القمرَ الذي يسبح على وجهِ الماء

*

وحيدةً…

انتحرتْ مع الألحان،

العصافيرُ السجينةُ خلف زجاجِ الوقت

*

وحدَها الصورُ

أَلِفتِ العتمةَ

وخبَّأتْ لنا ضحكاتٍ لا تشيخ

*

تبدّل كلُّ شيءٍ حولي، وبقي الصمتُ واقفًا عند بابي

*

دعوني في هذا الخواء

أُطلقُ عواءي

فالطرقاتُ بلا ظلّ

وآخرُ ما لَسَعَها

كان وجهي.

***

أنجيلا درويش

 

في نصوص اليوم