نصوص أدبية

جميل حسين الســـاعدي: ألنجف الحلم

إهداء الى الملاك في صورة إنسان

أخي مهند الساعدي

***

تمادى فـــــي قســـــاوتهِ اغتــــــــرابُ

وقلبي فـــــي هوى وطنـــــي مُــــذابُ

يعذّبنـــــي حنيـــــــــــنٌ واشتيـــــــاقٌ

إلـــــى أهلــــي فهل يُنهـــى العــــذابُ

قصدتُكَ يــــا مهنّــــــدُ والليــــــــــالي

رمـــــــتْ بسهــــامها وأنا المُصــابُ

ألملمُ ذكـــــريــاتٍ مــــن زمــــــــانٍ

مضى عَجـِـلاً كمـــا يمضي السحابُ

وأبحثُ دون جـــدوى عـــن صحابي

لقـــــــد رحــــلوا وضمّهــــمُ الترابُ

أتيـــــــتُ لأستريحَ من المنافــــــــي

وكـــــــلُّ مُســافـرٍ ولـــهُ إيـــــــــابُ

لأنشــدَ لحــــــنَ غرّيــدٍ تخلّـــــــــى

عــــــن التغريدِ إذْ نعـَقَ الغـــــرابُ

وبي حُلُــــــمُ الطيورِ بروضِ عشقٍ

فروضُ العشقِ حـــلّ بهِ الخـــرابُ

أنـــــــا السكرانُ والاشواقُ خمري

فلا كـأسٌ هنـــــاكَ ولا شـــــــرابُ

كتـــــابُ العشـقِ مفتوحـــــاَ سيبقى

يصاحبني ولـــنْ يُطـــوى الكتــابُ

***

مهنّـــــدُ يـا أخــي أشكوكَ حـــالي

ومــا حـــالٌ تدومُ ولا شبــــــــابُ

وإنّ المرء بعــد الموتِ يحيــــــــا

بذكــرٍ ليسَ فيـــــهِ مـــــــا يُعــابُ

اتيتكَ والمشاعـــرُ جائشـــــــــاتٌ

ومن فرط الهوى فيّ اضطــرابُ

أحدّثُ شاردَ الافكــــــار نفســــي

كفــاكِ تغرّبــــا طـــالَ الغيـــــابُ

فـــلن ارضــى بأنْ احيا غـــريباً

وفــي روحي الى وطني انجذابُ

الى النجـــفِ المفدّى جئتُ أسعى

إلى ارضٍ تنوّرهـــــا القبــــــابُ

قبـــابٌ صرنَ تذكـــاراَ لقبـــــــرٍ

بــه ِ قدْ وُسّدَ الأســــدُ المُهــــابُ

علــــيٌّ ناصرُ الضعـفاءِ رمز الـ

ـعدالـةِ مـــنْ أشــادَ بهِ الكتـــــابُ

حكيــمٌ طلّقَ الدنيـــــا ثــــــــلاثاَ

حفظتُ كلامـهُ وهـــوَ الصـوابُ

نيــــــامٌ نحنُ نصحو بعدَ مــوتٍ

لندركَ أنَّ دنيــــــانا ســـــــرابُ

***

أجلـــــكَ يا أخي شهمـــاً كريماً

لــــهُ الأغيارُ تشهــدُ والصحابُ

ترفّعَ عــنْ مــديحٍ أو ثنــــــــــاءٍ

وإنْ وهَبـــتْ يداهُ فلا حســـــابُ

وهذا الجودُ طبــــعٌ فيكَ تُعطــي

وتكرمُ مثلمـا يهمي السحـــــابُ

فمـــاذا يـــا مُهنّـــدُ عنكَ أروي

وفضلكَ ليـــسَ يحصرهُ خطابُ

مزايـــــا فيكَ لو حدّثتُ عنهـــا

فلــنْ يكفــي لواحــــدةٍ كتـــــابُ

وجــدتُكَ فوقَ ما تصفُ القوافي

فأخرسَ مقولي العجـَبُ العجابُ

جميلك فــــاقَ تقديري وظنّـــي

وتقصيري تنوءُ بـــــهِ الهضابُ

ولستُ مُعاتبــاَ أحـداَ لعجــــزي

فمنْ نفسي على نفســــي عتابُ

تقبّلْ هــــذهِ الأبيـــات منــــــي

وأجْــرُكَ عندَ ربّكَ والثــــوابُ

وما لي غيـرأن أدعـــو بخيــرٍ

علـى أمــلٍ دُعــائي يُستجــابُ

***

جميل حسين الســـاعدي

في نصوص اليوم