نصوص أدبية
سعد غلام: مَجازُ الطِّين
 
			{افتتاح}
أَدْعُوكِ...
لِنُقِيمَ التَّوَاطُؤَ مَا بَيْنَ نَفْسِ العُنُقِ وَأُفُقِ الرِّيحِ،
مَا بَيْنَ شَمْسٍ تُوَشْوِشُ جِلْدَ التُّرَابِ،
وَصَوْتٍ يَقُولُ: كُنْتُ فِي بَدْءِ صَدْعِ السَّرَابْ...
2
{صَحراءُ اللُّغَة}
أَيَّتُهَا اللُّغَةُ الَّتِي بَاتَتْ صَحَارَى،
كَيْفَ نَكْتُبُ فِي الرَّمْلِ أَسْمَاءَنَا،
وَنَرْجُو البَقَاءْ؟
كَيْفَ نَمْلِكُ صَوْتًا،
وَهَذَا الهَوَاءُ عَلَى شَفَةِ المَوْتِ
يُجَاهِرُ بِاسْمِ العَدَمْ؟
3
{مَرَايَا الغُمْدَان}
أُشَبِّهُ يَمَنِيَّتِي بِالْمِرْآةِ،
وَأَجْعَلُ فِي شُرْفَةِ الحُلْمِ وَجْهَ بَلْقِيسْ،
وَأَسْكُنُ فِي كُلِّ نَفْسٍ،
كَأَنِّي ظِلَالُ غُمْدَانْ
تُرَاوِدُنِي فِي المَغِيبِ،
وَتَرْسُمُنِي كَخَرِيفٍ يُفَجِّرُ أَجْرَاسَهُ
فِي طُيُورِ السُّفُوحْ
4
{نُقُوشُ الصَّمْت}
كُنْتُ نَقْشًا
يَتَكَرَّرُ فِي جِدَارٍ مَخْذُولٍ،
كُنْتُ صَوْتًا يُمَارِسُ نَفْسَهُ
فِي الحُطَامِ،
وَفِي صَوْتِ عَشْتَرَ
كُنْتُ أَصْعَدُ
مِنْ مِلْحِ طِينِ القَرَارْ
5
{زَمَنُ النُّعَاس}
مَا لِي وَلِهَذَا الزَّمَنِ الَّذِي يَبْلَعُ المَدْنَفِينَ؟
مَا لَكِ وَهَذِهِ العَصْرَنَةِ الَّتِي تَحْتَفِي بِالنُّعَاسِ
فِي عُيُونِ النُّصُوصِ؟
هَلْ نُقِيمُ خَزَائِنَنَا فِي المَوْجِ،
نَجْمَعُ نُعَاسَ البَحَّارِينْ؟
هَلْ نُسْكِنُ رُوحًا مِثْلَ عَدَنٍ
فِي مَسَاحَةِ هَذَا النُّفُوقْ؟
6
{عَلَى شُرْفَةِ السُّبَات}
مِنْ فَوْقِ شُرْفَةِ السُّبَاتِ،
يُطِلُّ رَامْبُو،
عَارِيًا مِثْلَنَا،
مَكْسُوًّا بِمَا نَشْتَهِي
مِنْ لَهِيبِ البِدَايَةِ،
وَصَمْتِ القَصِيدَةِ،
وَرَعْشَةِ لَفْظٍ يَفُورُ مِنَ القَارَّةِ السَّادِسَةْ
7
{مَوْجُ الجُمَل}
فِي كُلِّ عَامِلٍ
يُفْرِغُ المَوْجَ،
ثَمَّةَ أُغْنِيَةٌ
تَنْسَى اسْمَهَا،
وَتَبْكِي عَلَى شَفَةِ العَرَقِ،
فِي كُلِّ صَخْرَةٍ
تَنْبُتُ الجُمَلُ المُسْتَحِيلَةُ،
كَأَنَّهَا عَدَنٌ تُرْوِي مَدِينَتَهَا
بِمَاءِ النِّدَاءِ
8
{الكُودَا – الخُرُوجُ مِنَ النَّصّ}
أَيُّهَا المَدَى،
يَا مِرْآةَ المَمْحُوِّ،
مَتَى نَخْرُجُ مِنْ نُصُوصِنَا
كَقُطْرَةِ حِبْرٍ
تُقَاتِلُ جَسَدَ الزَّمَنِ؟
***
د. سعد محمد مهدي غلام






