نصوص أدبية

خالد الحلّي: لُغْزٌ .. وَظِلَّانِ لَا يَفْتَرِقَانْ

مَا كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهَا

تَدْرِي بِمَا يَصْبُو لَهُ

أَوْ أَنَّهَا

اِنْكَشَفَتْ لَهَا

أَسْرَارَهُ

مُنْذُ اِلْتَقَاهَا صُدْفَةً

فِي مَسْرَحٍ يَرْتَادُهُ

مَشَيَا مَعًا

وَمَضَتْ سَرِيعًا رِحْلَةُ اَلْأَيَّامِ،

وَهْوَ  يُمَوِّهُ

وَيَظُنُّ دَوْمًا أَنَّهُ

لَا تَكْشِفُ اَلْأَيَّامُ يَوْمًا سِرَّهُ

حَتَّى أَتَى وَقْتٌ غَدَتْ أَيَّامُهُ

غَرْقَى بِحُزْنٍ يَسْتَبِيحُ كِيَانَهُ

جَاءَتْ إِلَيْهِ تَحُثُّهُ

أَنْ يَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا

أَنْ لَا تُفَارِقَ ظِلَّهُ

**

كَشَفَتْ لَهُ أَوْرَاقَهَا، لَكِنَّهُ

مَا كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُ

قَدْ خَبَّأَتْ أَيَّامُهُ

لُغْزًا لَهُ

وَبِأَنَّ وَسْوَاسًا لَحُوحًا

صَارَ يَحْكُمُ خَطْوَهُ

فَتَخَاصَمَا

وَتَلَاسَنَا وَتَبَرَّمَا

كُلٌّ يُعَيِّرُ خِلَّهُ

فَمَضَى وَحِيدًا دُوُنَهَا

وَمَضَتْ بَعِيدًا دُوُنَهُ

وَاَللُّغْز ضَاعَ وَضَيَّعَا

مَاذَا اِحْتَوَتْ أَسْرَارَهُ

**

شعر: خالد الحلّي

 

في نصوص اليوم