نصوص أدبية

عبد الله الجميل: سمعتُ الهديلَ برغمِ الصخبْ

سَمِعْتُ الهديلَ برغمِ الصخبْ

وكنتُ المياهَ وكنتِ اللهبْ

*

تخفّفتُ حتّى توارَيتُ عنّي

وكُلّي بكُلّي إليكِ انجذَبْ

*

كأنّكِ أنتِ المدارُ الوحيدُ

وروحي تطوفُ وما من تعَبْ

*

سأحذِفُ ياءَ النداءِ فأنتِ

دمٌ فيَّ يجري وقلبي المَصَبْ

*

أُقبِّلُ منكِ الشفاهَ العِذابَ

فأهجُرُ كلَّ كرومِ العِنَبْ

*

وهبتِ لشمسِ الصباحِ الحزينِ

ضفائرَ شَعْرٍ بلونِ الذهَبْ

*

وعلّمتِ عُصفُورةً في الحروبِ

فنونَ الغناءِ ومعنى الطربْ

*

جمعتِ المحاسنَ من كلِّ أرضٍ

فنهدٌ دِمَشقٌ وخَصْرٌ حلَبْ

*

لقد حدّقَ الليلُ فيكِ طويلاً

وفي مُقلتَيكِ ارتمى وانسكَبْ

*

ألَا إنّما كلُّ حزنٍ عظيمٍ

يزولُ بهذا الجمالِ العجَبْ

*

فعيني وسمعي وفكري ونبضي

كخيلِ سباقٍ وأنتِ الأرَبْ

*

أسائلُ نفسي: تُرى أيُّ سِرٍّ

بهذي الزهورِ التي تُستَحَبْ

*

لأنّكِ أنتِ نظرْتِ إليها

فأنتِ لكلِّ جمالٍ سَبَبْ

***

عبد الله سرمد الجميل شاعر وطبيب من العراق

 

في نصوص اليوم