نصوص أدبية
جاسم الخالدي: حواريات الغياب

قالتْ: تَأخَّر، قلتُ: يأتي
لا تَقلقي، يا أُمَّ بيتي
*
قالتْ: أما زالَ الرجاءُ؟
أما سمعتَ نَشيجَ صَوت
*
قالتْ: أما آنَ الرُّجوعُ؟
أما أتى في لَيلِ صمتي؟
*
قالتْ: مضى، والريحُ تُطفئ
شمعةً في ركنِ كبتِ
*
قلتُ: الغيابُ وإن تطاول
لا يُغيِّرُ لون سمتي
*
قالتْ: أراهُ إذا جلسنا
فوقَ رَحلِ الحزنِ يأتي
*
قلتُ: العيونُ تراهُ شوقًا
في المدى، في كلِّ لفتِ
*
قالتْ: أُداري الدمعَ لكنْ
يُنذرُ الآهاتِ صمتي
*
قلتُ: المعادُ يضمنا
في دهشةٍ قد تُحي سكتي
*
قالتْ: ولكنّي فقَدتُ
النبضَ من صمتي ولفتي
*
قلتُ: الحبيبُ، وإن تَوارى
لم يَغب عن فجر سبت
*
قالتْ: دَعوتُ اللهَ لَيلًا
أن يَرد الموت موتي
*
قلتُ: اصبري، فالرُّوحُ لا
تَفنى،ستنبضُ بعد صَّمتِ
*
قالتْ: أحنُّ إلى خُطاهُ
كأنَّهُ في باب بيتي
*
قالتْ: فقل لي هل ترى
ام في ليالي الصبر عنتي
*
قلتُ: "الخُطى، إن طالَ دربٌ،
يَبلغُ الوادي بثَبتِ
***
د. جاسم الخالدي