نصوص أدبية
جاسم الخالدي: أيام القرية الضائعة

في اليوم الأول للحرب،
تعرّت نخلتنا من خضرتها،
طعنةٌ في الجذع،
وسقوطٌ مبكر.
*
في اليوم الثاني،
تحوّل موقدُنا إلى كومة رماد،
تتناثر حوله بقايا ريشٍ،
وعظام، وأحشاء.
*
في اليوم الثالث،
صار بابُنا مدخلاً لموضعٍ ناءٍ
في أول القرية.
*
في اليوم الرابع،
التقيتُ صدفةً بجنديٍّ
يحمل على كتفه جذع نخلة.
تأملتُه جيدًا، فعرفتُه:
كان جذع غرفتنا التي تُركت دون سقف.
*
في اليوم الخامس،
وجدتُ غرباء
يتربعون على سجادة
كانت أمي قد علّقتها على السياج
لتطهّرها من بقايا خوفي.
*
في اليوم السادس،
سلّمتُ على نخلتنا،
فردّت عليّ ببقايا حشفها اليابس.
*
في اليوم السابع،
لم أجد البيت، ولا النخلة.
وجدتُ أطلالًا كانوا يسمّونها "الوالدة".
*
في اليوم الثامن،
عدتُ طفلاً لأحمل الحطب،
فصفعني ظلّي،
وقال: تأخّرتَ كثيرًا على موتك.
***
د. جاسم الخالدي