نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: أراني كلّما واعدتُ أمسي

أرانيْ كُلّما واعدْتُ أمْسي

وجدتُكِ فيه زائرةً لأمِّي

*

كأنّكِ قد علِمتِ بأنَّ أمسًا

أوَى أُمّي غدا لي كلَّ همِّي

*

أُقيمُ بهِ وأولِجُ فيهِ يومي

فيومٌ دونَ أُمٍّ محضُ شُؤْمِ

*

ألا أنعِمْ بها أمًّا تُسوّي

الزّمانَ فلا يعودُ أبًا لغَمِّ

*

فآثرْتِ النّزوحَ إليهِ روحًا

ليَلْقىْ وهمُكِ الموْلودُ وهْمِي

*

بعينيِّ الأسى دونَ العيونِ الـ

لتي في صفوِها صادفْتُ رسْمِي

*

وجفْنيهِ وراءَهُما الجفونُ الـ

لتي من سحرِها اسْتوحيتُ نظْمِي

*

ونارٌ دونَها الشّفَتانِ فيما

مضَى لم تنطفيْ إلّا بلَثْمِي

*

وسرْدُ الصّمتِ مُكْتَتِمًا جديثًا

خلا اسْمي فهْو في كيفِي وكمِّي

*

أتيتِ لتُعْتِقي في نورِ أمّي

صِبًا سجّنتِهِ من غيرِ إثْمِ

*

وأنتِ بموطنٍ يُفنَىْ صباهُ

بسِجنِ عدوّهِ من غيرِ حُكْمِ

*

فهلْ سكن العدوُّ بنا فصِرنا

نُطاوعُهُ علينا دون علْمِ؟

*

أمِ اجْتازَتْهُ قسْوَتُنا تُجازي

الصِّبا فينا أيادينا بلجْمِ

*

وأنتِ بموْطنٍ تفديهِ أمٌّ

ربا فيْ حِضْنِها في دارِ يُتْمِ

*

وإذْ خرْتِ النّزوحَ لدارِ أمْسي

فأنتِ حقيقةٌ بنعيمِ أمِّي

*

وأَمسي حاضري وغَدِي وأمّي

لأَمْسِي حظُّهُ المودي بخِصْمي

*

أُحبّكُ ما حييتُ؟! بلىْ فأُمّي

فلسطيني الّتي تجْري بدَمِّي

*

ويبقى للنُّهى والقلبِ منّي

سؤالٌ في دميْ يسريْ كسُمِّ

*

لماذا حينَ واعدْنا غدًا غا

بَ حُلْمُكِ تاركًا للرّيحِ حُلْمِي

***

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم