نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: نُــريـدُ الـسَّـلامْ

سَئِمْنَا الـحروبَ سَئِمْنَا الْـخِصَامْ
نُــريـدُ الـحَـيـاةَ نُــريـدُ الـسَّـلامْ
*
سَـئِمْنَا الـشِّقَاقَ سَـئِمْنَا النِّزَاعَ
فَـقَـدْ غـلّفَ الـحِقْدُ قَـلْبَ الأَنـامْ
*
بِــكُـلِّ الــبِـلادِ يَـسُـودُ الـخَـرابُ
رُكـــامٌ تَــكَـدَّسَ فَـــوْقَ الـرُّكـامْ
*
فَـفي كُـلِّ شِـبْرٍ دَمٌ فـي الثَّرى
وَفــي كُــلِّ حَــيٍّ حِــدادٌ يُـقـامْ
*
إِلَامَ نَــعِــيـشُ لِــحَــفْـرِ قُـــبُــورٍ
فَـهَلْ مِـنْ عِـلاجٍ لِذاكَ السَّقامْ؟
*
وَإِبْـلِـيـسُ فَـــرَّخَ فِـيـنَا جُـيُـوشًا
لِـتَـزْرَعَ حِـقْـدًا فَـنَجْنِي انْـقِسَامْ
*
أَزَحْــنَـا الـطُّـفَيْلِيَّ عَـنَّـا، وَلَـكِـنْ
سَـنَحْتَاجُ وَقْـتًا لـيُشفى الْجُذَامْ
*
أَلَا يَـسْـتَـحِقُّ الْـقَـتِـيلُ اعْـتِـذَارًا
تُــدَاوَى الْـجِـرَاحُ بِـطَـيِّبِ الْـكَلَامْ
*
أَمـــا آنَ لِـلـرَّكْـبِ أَنْ يَـسْـتَرِيحَ؟
وَيَـخْبُو عَـنِ الأَرْضِ هذا الضَّرامْ؟
*
نَـسيرُ إِلَـى الـنُّورِ رَغْـمَ الأَسى
وَنَـرْسُـمُ فَـجْـرًا يَـشـقُّ الـظلامْ
*
يَــعُــمُّ الأَمــــانُ رُبُـــوعَ الــبِـلادِ
وَيَـهْـدِلُ فَــوْقَ الـغُصُونِ الـحَمامْ
*
نُــريـدُ دِمَــشْـقَ كَـجَـنَّـةِ عَــدْنٍ
فَـيَسْقِي الـقُحُولَ رِهـامُ الغَمامْ
*
يُـغـازِلُـها الــنُّـورُ عِــنْـدَ الـصَّـباحِ
وَيَـنْفَحُ فـي الـلَّيْلِ عِـطْرُ الخُزامْ
*
وَبــيـروتُ تَـنْـهَضُ بَـعْـدَ سُـبـاتٍ
ويَـنْـفَـضُّ عـنـهـا غُــبـارُ الـقَـتَامْ
*
وَصَـنْـعـاءُ تَـلْـفِظُ صُـفْـرَ الـوُجُـوهِ
وَتَــرْجِــعُ بَــغْــدادُ دارَ الــسَّـلامْ
*
ونَـــزْرَعُ قَـمْـحًـا بِــكُـلِّ الـحُـقُولِ
فَـنَـمْـلأَ بَــطْـنَ الـجِـيـاعِ طَـعـامْ
*
وَنَـبْـنـي بُـيُـوتًا فَـتَـصْفُو الـحَـياةْ
وَنَمْحِي مِنَ الذّهنِ طَيْفَ الخِيامْ
*
أَخِـي يَـا بْـنَ هَـذَا الـتُّرَابِ الْعَزِيزِ
بِـحُـسْنِ الـنَّـوَايَا نَـنُـولُ الْـمَـرَامْ
****
عبد الناصر عليوي العبيدي