نصوص أدبية

كريم عبد الله: المطر

على السُحبِ الهائمة في فضاءِ لا ينتهي، تتمايلُ قطراتُ المطرِ كرقصةِ الأرواح، تنهمرُ بلحنٍ من سماءٍ لم تُرسَم بعد، تُولَدُ وتَفنَى في لحظةٍ واحدة. كلُّ قطرةٍ قصةٌ عشق ابديّ ، وموسيقى تكتبُ نفسها على زجاجِ النوافذِ، عناقٌ بينَ الأرضِ والسماءِ، في تعاويذ شفافةٍ من ماءٍ لا يُرى. تحتَ ظلالِ الغيومِ، ينبضُ الكونُ برعشةِ النشوءِ، ويُزهرُ في كلِّ قطرةٍ وعودٌ بحياةٍ جديدةٍ، أملٌ يتجددُ مع كلِّ صوتِ سقوطٍ لطيف. في عالمِ الأحلامِ، يُرسَمُ المطرُ بألوانٍ لا تُحدُّ، ويمتزجُ الحُزنُ بالفرحِ، في لوحةٍ تسكنُ العينَ والقلبَ.

المطر

عندما تنثر السماء قطراتها وتعزف الأرض أنغام الحياة تتراقص الأرواح في مطر لا ينتهي وتنعم القلوب بنعيم الابتهاج يا مطر الروح، يا نبع النقاء تعالَ واشفِ القلوب المتعطشة واسقِ بساتين الأحلام الظمأى وأزهِر في النفوس جمال النور في كل قطرة من عطائك سر الحياة وفي انسيابك أسرار الحب الإلهي فأنت رحمة السماء المنثورة تحتضن الأرض بفيض الحنان في حضرة المطر، تتوحد الأرواح ويذوب في نبضاتنا صدى السماء فنحن، في تلك اللحظات المقدسة قطراتٌ تسبح في بحر الوجود .

مطر

يا مطر العشق، في سمائنا تمطر تسكن القلوب بنغماتك وترقص الزهور تغسل أرواحنا بأسرارك الوضاءة وتروي في أعماقنا شوق السنين تساقط قطراتك كلمسات حبيب تهدهد الأحلام في حضن الليل وتنسج من حكاياك قصائد الحب في همس نسيمك يزهر الورد ويطيب يا مطر، يا سفير الوله والحنين تروي عطشنا بلغة العشاق الصامتة ونغماتك تكتب في قلوبنا حروف الأمل تفيض بالمشاعر، وتبعث فينا الحياة يا سحر اللحظات في عينيك تهامس وفي كل قطرة تهمس بسر الحب القديم وتنير الدروب بأشواقك الدافئة فنعيش فيك قصائد لا تنتهي .

***

 بقلم: كريم عبد الله - بغداد / العراق

..........................

* قصيدة (المطر) قصيدة سردية تعبيرية كُتبت بطريقة لغة المرايا والنصّ الفسيفسائي . إنّ لغة المرايا والنصّ الفسيفسائي تحقق لنا تجلّيا كبيرا للفكرة والمعنى، وترسّخ هذا المعنى لدى المتلقي هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ تعدد صور الفكرة داخل النسيج الشعري يحقق لنا الحركة فيه. هنا تناولنا موضوع (المطر) بطريقة تجريدية , وصوفية , وعاطفية . فاذا نظرنا الى هذه القصيدة بأكملها فسنجد أن نسيجها الشعري وكأنّه قطعة فسيفسائية .

في نصوص اليوم