نصوص أدبية
جاسم الخالدي: الورد القابع خلف الفواجع
أحدث الطيور:
أن جناحي مجرّد رماد،
لا يعلو،
ولا يُسافر.
*
أجمع كلماتي،
أحملها كمن يحمل غيمًا،
أمضي فارغ اليدين
تحت قناع غامض،
مرتعبًا من ظلي،
أنصت لخطاي تتبعني
ولا أدري،
أترافقني النجوم
أم يبتلعني
ظلي.
*
هاك بعضًا من رمادي،
أعطني شعلة،
أو غرفة ضوء،
فما لي غير النور المكسور،
وما حولي سوى بقايا
تركها العابرون بلا ظل.
*
خذ ما تريد مني،
أعطني بقايا عطرٍ لنسمة،
لأتنفس ذاكرةً وحيدة،
فأنا مذ خمسين وجعًا،
أعبر فوق الكلمات،
أجلس على موائد الغياب،
وفي كل لقمةٍ طعمُ الحنين.
*
متى يا ربّ
نتخلى عن ذكريات الأيام،
نشرب مراراتنا
ونحن مغمضو العيون،
ولا نحفظ سوى الأحزان،
وحدها تلوّن ليالي الصمت
وتحاصرنا كقرى منسيّة.
*
أيامنا غادرها الصباح،
خانها الورد القابع خلف الفواجع،
وحكاياتنا تئنّ،
نكسيها بأمل مزيّف
لغدٍ يختلس دموعنا،
حتى من أحلامنا المؤجلة.
***
د. جاسم الخالدي