نصوص أدبية
علي الباشا: ذاريات الهوى
وعدتُ طيفاً بلا جسد
هائماً في متاهاتي
لعلي استنشق بعضها
ريحاً
من الهوى الجذابْ
*
وتحيا هي بلا سأم ٍ يخامرها
تُضمّخ الخدين في غرورٍ
تكحل العينين
وإن ضاقت مقاصدها
تغدو إلى الصلاة
في رسوم المستجابْ
*
كل شيء فيها من تفاصيل
منزهةً
ينابيع شوقٍ
لا غارت ولا بُليت
في مائها صوتٌ
طافحٌ بالعتابْ
*
وانفجرت بالقول صمتاً
كنت أظن به
آمالاً معقبةً
وقاصر الرد مثلي
لا يحضره الجوابْ
*
ويسأل القلب
حين بدت لي
كلها غاياتٌ
بلون الفصول مزركشةً
يا بؤس قلباً
أنت صاحبه
أوينفع العذر في شريعة الغابْ!
*
ماذا لو يغفو هارباً من سجنٍ
غالبه الكرى شوقاً
بين ذراعيها
وهو موثق قبيل العقابْ
*
وما أن نظرتُ في وجهها
تسمرت قدماي
وتحوّلت من حولي
الجبال هضابْ
*
وكان لي عقل استضيء به
وصرحٌ، وعزيمةٌ، وهمةٌ، وصوابْ
ذابت كلها بنفحةٍ منها
وبقيت كخيال طيفٍ في ثيابْ
*
وأموراً ليس يُخفى كنت أحسبها
صوت العصافير توقظني
اشتياقاً وعهداً واقترابْ
*
ماذا أنت لو أنت قارنتها
كل النساء في الدنيا
سماء صافية وسحابْ
*
روح المكان زمان كنت به
لا تجزع اليوم من عجائبٍ
إن رأت فيك
نجماً آفلاً بعد غيابْ
*
وأنتَ ...
أنت حقلاً أفنى عمره
تحت الشمس محترقاً
وعاد بائساً على عجلٍ
يزيح بيديه صور الضبابْ
*
كعش حمامٍ على شجرٍ
يقاوم الريح اجتلاباً لمرضاة
والأغصان
تدفعه ضجراً
كآخر لذةٍ
والباقيات عذابْ
*
والروح أين الروح معلقة
في ذاريات الهوى..؟
أمجاداً مشوشةً
طارت كأثواب سرابْ
***
بقلم: د.علي الباشا
كاتب سوري مقيم في السويد