نصوص أدبية

جودت العاني: هو البحـر..!!

زبدٌ  يطفو

وتحتَ وسادتهِ، يرتعدُ الموجُ

حتى يصير الكلام

نوارساً في سطورِ القصيدة ..

تهبُ كريحِ الشمالِ العنيدة ..

وتمضي بعيداً كأن النفوس

في غياهبِ أوجاعها

تحتسي كل تلك الكؤوس..

من الحزن

وتطلق ثورتها في الرؤوس..

**

هو البحر

كمملكة الحالمين بموج سوي

تهب عليه رياح المساء

محملة بالندى

يحط رذاذه ماء

يزيل عطش التراب

وظلي أراه يغوص

بين شقوق الارض

كالمحراب في ظل العذاب..

تلك راحلتي

تجوس الأرض في غنج

لها عند الغروب

خيالها في الصمت غاب..!!

وعندها شدت خطاي سرابها

مذ حل في ساحاتها ذاك المغيب

ولونه صبغت معالمه الدماء..

حتى تهدج عند ناصية التعبد والدعاء..

**

فاشرب رحيق صمتك وارحل

تنفس بعيداً

لعل الهموم تثير جرحك..

وان الهواجس قد تنير صبحك..

وعند مساؤك الدامي تراود قدحك..!!

عويلا وصخبا ودمعاً

ترقب صباحك، بعضه

قد تشرق الشمس عليك..

لتبصر تلك الوريقات

معطرة بالخزامى

تساقطت تحت هدهدات الرياح

تدور بها عند تلك النهايات

افرغت ظلها فوق عشب السنين الخوالي..

وذاك الحنين

وتلك الدوالي

تحن إليك ..

حنينُ  أنين الصواري

وشهقة انفاسها تهيم بها نسمة باردة..

هي اليقظة الشاردة..

تصب لنا زيتها

فتلهب النار في جليد الشرايين

وتبعثها  ثورة  ماردة ..

***

د. جودت صالح - أنتاكيا

26- 2 - 2024

في نصوص اليوم