نصوص أدبية

صالح البياتي: أدرْ وجهك للشمس

قبلة الشمس

الأفياءُ هناك والظلالُ...

وهنا الشمسُ والضياءُ

أدرْتُ وجهي

حدقتُ فيها

لم تطرفْ عيناي

تَلَقَّيتُ هديتي

قبلةَ الشمسِ

*

عيناي على سعتهما

نافذتان

مشرعتان

نحو الشمسِ

تنيران ظلامَ القلبِ

فلو صَعرتُ الخدَ

لن أرى أبداً

في عتمةِ قلبي

وجه اللهِ

***

صفعة وجه، عدوان على الله

طائشة

تلك الصفعة على الوجهِ

آثمة

وقحة

عمود محرقة

وجسد برئ  يحترق

*

حمقاء ..

وغبية

تلك الصفعة

إقتحمتْ هيكلاً قدسياً

عمَّ صداها

أرجاء السموات

صوتها فرقعة  رعودٍ

ورَنَّةُ  تمردٍ

*

حذارِ..

ألا تعلم أنك

إن تماديتَ

ستلطمُ وجه الله

***

ضدان لا يجتمعان

عن أي إيمان تبحثُ !

بين جدرانِ معبد خربٍ

كفاكَ جنوناً وعبثا

هاكَ.. مُدْ يدكَ

خُذْ قُرنفلةً بيضاء

تقطرُ دماً

وأُمنيةً كاذبةً

بسعةِ أوهامكَ

*

هدأة الليل

تطلق الذكريات

من أعنتها

أصواتا

صاخبة

أو تنزلها

على الظهر العاري

سياطا

لاهبة

*

أتبكي ساجداً

بين يدي رحمةِ إله

تتوسله أن يهبك

يوما آخرا جديدا

أتُفكرُ به

وأنتَ مسهداً

دونَ أن تقشعر روحك

برعشةِ

تنسلُ اليكَ غفلةً

أتمنيتُها

سكرةً

نشوةً

أبديةً

لا تنتهي

أم أنها

ثمرة  فاسدة

*

قيلَ لكَ

إختلسْ نظرةً

إقتطفْ عشبةَ الخلودِ

تلك التي تمناها ملكُ أورك

ستنالُ بها سرَالأبديةِ

أهكذا ستوهمُ نفسكَ

كرةً آخرى

*

أطفل أنتَ

لم تزل معلقاً

بسرةِ الكونِ!

نطفةٌ  قُذفتْ

في جحيمِ العالمِ

أم أنتَ

ومضةُ حلمٍ إختفى

*

الأرضُ التي تَطأُها

لنْ تزيدَ  قامتك

شبراً

ولنْ تَنبهرَ بأساطيركَ

سحراَ

والجبالُ العظيمةُ

لن تعمرَ بخربشاتك

على لوح الحياةِ

دهراً

*

لن تضئَ  السماواتُ

بحكمتِكَ

ولن تحتفي الأمسياتُ

بدفء احاديثكَ

لأنها هذيانات محمومٍ

ولنْ تموتَ الأشجارُ

عطشاً

لأنك ضَمِئتَ

ولن تنتحر الفراشاتُ

حزناً

على قناديلِكَ المطفآتِ

*

الطرق التي قطعتها طويلةً

لكنها بدت في النهايةِ

خط نمال اسودٍ

أنهيته أخيراً

بنقطةِ صغيرةٍ

في إخر سطرٍ

ينتهي بونيمِ ذبابٍ.

***

صالح البياتي

 

في نصوص اليوم