نصوص أدبية
عبد الكريم الياسري: حنطة الأشياء
مِنْ حِنْطَةِ الْأَشْيَاءِ يجْمَعُ بِيْدَرا
وَعَلَى وَصَايَا الْمَاءِ
يَنْقُشُ مَعْبرا
*
وَيَرُشُّ دَرْبَ الْعَائِدينَ بِدَمْعَةٍ
عَشِقَتْ صَلَاةَ اللَّيْلِ
كَيْ تَتَحَدَّرا
*
وَرَعاً يُسَبِّحُ بِانْتِظَارِ فَسيلَةٍ
بِعَفَافِهَا تَصْحو الضِّفَافُ لِتَسْكَرا
*
وَعَلَى الْقِبَابِ الصُّفْرِ
كَانَ شِعارُهُ:
مَنْ مَسَّ أَضْرِحَةَ الْعِرَاقِ تَطَهَّرا
*
قَصَدَ الْبِحَارَ
وَحينَ غَادَرَ عِيدَهَا
تَبِعَتْهُ أَحْلَامُ الْغُيُومِ لِتَمْطُرا
*
كَفَّاهُ كُوخٌ، يَسْتَجيرُ بِوَحْيِهِ
قَلَقُ النُّجُومِ إِذَا الضِّيَاءُ تَبَعْثَرا
*
شَفَتَاهُ آيَاتٌ،
تَوَطَّنَ فِيهمَا
أَجْرُ الْحُروفِ لِكَيْ تَحُومَ وَتُبْحِرَا
*
زنداهُ أَجْنِحَةٌ،
تَلوذُ بِصَبْرِهَا
سُفُنُ الرَّحيلِ إِذَا الشَّرَاعُ تَقَهْقَرا
*
هذي بِلَادُ الرَّافِدَيْنِ،
تُرَابُهَا يَفْتَرُّ نُوَّاراً، وَيَضْحَكُ عَنْبَرا
*
تَشْتَقُّ مِنْ غَبَشِ الْهُمومِ يَرَاعَهَا
وَتصوغُ مِنْ قَصَبِ الْمَوَاجِعِ دَفْتَرا
*
تهْفو مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ لِأَرْضِهَا
عِشْقاً مُذْ اصْطَفَتِ الحُسَيْنَ وحيدرا
*
مَنْ أَنْتَ حَتَّى تَسْتَخِفَّ بِقِبْلَةٍ؟
تَشْتَاقُهَا الْعُقْبَى،
وَتَعْشَقُهَا الذُّرَى
*
يَا طَارِئَ الصَّوْتِ اسْتَفِقْ...
فَلَأَنْتَ يَا...
صِفْرٌ عَلَى جِهَةِ الشَّمَاتَةِ، لَا يُرَى
*
للهِ يَا هذَا تحجُّ قَوَاِفلي
وَنَصَبْتَ لِلَّاتِ الْمُدَنَّسِ مِنْبَرَا
*
أَنَا لَا أَكيدُ، وَلَا أُلَوِّثُ غَايَتي
بِالْكُفْرِ، وَاللَّا كُفْرِ ضِدَّ مَنْ افْتَرَى
*
لَمْ أَهْجرِ الْإِنْسَانَ، تِلْكَ وَسيلَتي
مَا أَعْذَبَ الْإِنْسَانَ يَسْكُنُهُ الْوَرَى
*
مُذْ كَانَتِ الْأَكْوَانُ كُنْتُ حَديثَهَا
وَاسْمي عِرَاقُ الْخَيْرِ،
مَا اسْمُكَ يَا تُرَى؟
***
عبد الكريم الياسري
......................
* قصيدتي المنشورة في مجموعتي "حين يحتفل القصب"