نصوص أدبية
ريما آل كلزلي: صهيلُ الكبرياءِ
ليس للعتمةِ ظلٌّ وليس من ظلٍّ للنّور..
هو الحزنُ أشجارٌ تتفرع أغصانها بسراب الفرحِ.
ومثل سرّ أزلي يخترقُ الجدار ليذيبَ ثمارَ المحّارة، ويصوغَها حنينًا إلى البعيد، هذا الحنينُ يشدّني لظلّ روحٍ مازجت دمي تتفرّع منه ظلالنا ونعود بروح الكبرياء..
***
للنّفسِ من الكبرياءِ غابةٌ
تحرسُ أسرارَها العتيقةَ
فتستولي على كلّ لحظةٍ فيها
وتدّعي استقلالَها
الكبرياءُ قصيدةٌ
تنبتُ في صحراءِ اليأسِ
بعزمِ وجبروتِ الموجِ
لتطهّر أديمَ النّفوسِ من دمعةِ استسلامٍ
ومن بقايا صرخةٍ مهزومةٍ
كأنّها أضواءٌ تحتضنُ عِهْنَ الغرامِ
في ساحةٍ تمتدّ حتى أطرافِ السّماءِ
تعانقُ أفكارًا وثنيةً
تملؤها العتمةُ أحلامًا بيضاءَ
تغزوها الأوهامُ المخفيّةُ
تركضُ في السّاحات نحو الغرباءِ
ما أفظعَ الكبرياءَ خارج عقولِ الفلاسفةِ
أو قلوبِ الشّعراء
والكبرياءُ حبيبةٌ
كالنّجم في سماءٍ
وهي مرصودةٌ لآلهةِ الشّرقِ
ونفوسٍ تهوى المُلكَ
مستذكرةً إرثَ الفردوسِ المفقودِ
وللكبرياءِ نُدبةٌ
تختمُ في الأعماقِ جُرحًا عميقًا
كأسطورةٍ لديها كلُّ شيء
وأُخِذَ منها كلُّ شيء
في الكبرياء
تقولُ أمّةٌ أنّها ستعودُ في نسيجِ
التّاريخِ
تستعيدُ ماءَ وجهِها
وتُصلحُ الأزمنةَ الرّاحلةَ في معركتها
بين العزةِ والانكسارِ
والكبرياءُ حكايتي
حين التقيتُ بظلّي
تجاوزتُ فيهِ حدودَ النّورِ والعتمات
مثل قيثارة
تقطّعت أوتارُها
ما عادت تذكرُ من بقايا نغمةٍ
إلا ترنيمةَ الروحِ
فتعيد تشكيليَ من جديد.
***
ريما آل كلزلي