نصوص أدبية
جميل حسين الساعدي: ثلاثية الشوق والخداع والفراق
شـــــوق
أشتــــــــــاقُ فيخذلني صبري
وأسيــــــرُ إليــــــكِ ولا أدري
*
سيرَ المقرورِ إلـــى نـــــــــارٍ
سيــرَ الظمـــــآنِ إلـــــى نهـــرِ
*
قولي مـــــــا سرّكِ يا امرأةَ
هــــل أبرأُ مـــن هــذا السحْــرِ
*
يـــا نشوةَ نشـــواتي الكبرى
هـــل صحْـوٌ مــن بعــدِ السكرِ
*
يا أعذبَ ما غنيّتُ ويــــــــا
أحلى ما أشدو مـن شعـــــــرِ
*
أشواقـــي مثلُ فراشـــــاتٍ
لمْ تبرحْ تحلمُ بالزهْــــــــــــرِ
*
أتهرّبُ منـــــكِ علانيـــــــة ً
وأذوبُ هيــــــاما ً فــي السـرّ
*
فأنا فـــــــي حبّكِ منشطـــــرٌ
نصفيـنِ.. أعيدي لــي شطري
*
حاولـــــــتُ بأنْ أنســى فإذا
بخيـــالكِ يخطرُ فـي فكـــري
*
يغرينــــــي يملؤنـــي شغفا ً
ويؤجّجُ نــــــارا ً فـي صدْري
*
فأحسُّ بأنّكِ حاضـــــــــرةٌ
أنفاسكِ تلهثُ فــــي نحْـــري
*
والشعْــــرُ الأشقـرُ مُنســدلٌ
كسنابــــــلِ قمحٍ فـي الفجــــر
*
ترميهِ الريحُ على وجهــي
فتفـوحُ قواريـــرُ العطــــــــرِ
**
أهواكِ وزورقِ أحلامــــي
يستغــربُ مثلي من امـــــري
*
والريحُ تجنّ ومن حولــــي
تتلاطمُ أمــــــواجُ البحْـــــــــرِ
*
قلِــقٌ تتسـارعُ فــي صدري
دقّــــــاتُ القلبِ مــــن الذعْــرِ
*
فأنا لم أبحــرْ سيّـــــــــدتي
منْ قبلُ وأجهـــلُ مــــا يجري
*
سأعــــودُ وأنزلُ صاريتي
من حيثُ بدأتُ الـــى البــــــــرّ
*
وسأكتبُ بيتا ً مــــن شعري
وسأنقشــــــهُ فــوقَ الصخْــــرِ
*
كلّ الأحــــــلامِ إلى أجــــــلٍ
وتمـوتُ جميعــا ً فـــــي الفجْــرِ
***
خـــــــداع
لاشـئ سوى عيـــــنٍ تبكـــي
ويقيــــــن ٍ يُذبَــــــحُ بالشـــكِّ
*
ومشاعـــرصادقـــةٍ حيــرى
تتألــــمُ مِنْ وَخْــــزِ الإفــــكِ
*
وَجعـي قدْ زادَ على صبري
ماذا سأدوّنُ أوْ أحكــــــــــي
*
يا مــنْ فتنتنــــي طلعتهـــــا
وهــــواها أمسى كالنُسْـــــكِ
*
يا مَنْ في قلبـــــي معبدهـــا
بالطِيبِ تعطّرَ والمسْــــــــكِ
*
أخشــــى أنْ أصبحَ مُتّهمـــاً
بهواكِ وأوصَـــفُ بالشـرْكِ
*
قدْ كنتِ ملاكــا ً في نظـري
فرويتُ حكــــــاياتٍ عنــــكِ
*
أحسسـتُ بأنّــــكِ مملكتـــــي
بالحــبّ سمـــــا فيهــا مُلكـي
*
فإذا بالحــــــالِ قد انقلبـــــــتْ
واستُبدِلَ وردٌ بالشــــــــــوكِ
*
مـــا أنتِ ملاكــي اليومَ كمـا
بالأمــسِ ولســتُ أنــــا منكِ
*
تمثيــــــلٌ ، أدوارٌ شتّـــــــــى
شيــــــطانٌ أنـــــتِ بلا شـــكِّ
***
فــــــــراق
لا تغضبــي وتثوري مثلَ زوبعـــــةِ
فلنفتـــــــرِقْ بســـلامٍ يــا معذّبتـــي
*
سيـفٌ لســــانكِ كمْ أخفيتُ فـي كبدي
مِنْ طعْنـــــةٍ منْ كلامٍ منهُ مُنْفلـــتِ
*
كلُّ الدروبِ أراهـــا الآنَ موصـــــدة ً
فلا تسبّـــي فليسَ السبُّ من لغتــي
*
جرّبتُ قبلكِ طيْشَ البحــرِ مِنْ زمـــنٍ
صارعــــتُ أمواجهُ شوقا ً لأمنيتي
*
لكنّــهُ زادَ طيشـــــا ً والريــاحُ جرتْ
حولي بغيـرِ الذي تهـــواهُ أشرعتي
*
فعفتُـــهُ وسلكتُ البرَّ أهبــــط ُمِـــــنْ
عالـــي الجبــالِ الــى أعماقِ أوديةِ
*
هواكِ ذنــْبٌ أراهُ غيـــرَ مُغْتفـــــــــرٍ
ولا أظنُّ بأنْ يُمْحـــــى بأدعيتـــــي
*
هوَ الفراقُ ومـــــا غيـــرُ الفراقِ بــهِ
غـــدا ً أكفّـــرُ عنْ ذنبي ومعصيتي
*
غدا ً سأهجـــــرُ هذي الدار منطلقـا ً
كالطيـــرِ في سفـرٍ مِنْ غيرِ أمتعــة ِ
*
فلتأخذي كلَّ مــا فيها ولا تَدعـــــي
شيئا ً نفيســــا ً بما فـي ذاكَ مكتبتي
*
إنّي اشتريتُ خلاصي وهْوَ أثمنُ مِنْ
هـــذا المتــاع الذي يُغــريكِ سيّدتي
*
غـــــدا ً أكونُ طليقــــــا ً لا يرافقني
إلا الجوازُ وأشعــــــاري ومحفظتـي
***
جميل حسين الساعدي