نصوص أدبية
عبد الناصرعليوي: معشوقتي العربية
لــغــةٌ إِذَا تُــتْلَىٰ عــلى الــجُلّاسِ
تَــشفي الــعليلَ بــلحظةٍ كالآسي
*
هـي رُقــيةٌ للمشـتكـينَ تـلـعثمـاً
وتميمــةٌ كُتِـَبتْ على القِـرْطاسِ
*
تسمو بها الأرواحُ عِند سَمَاعها
فـتزولُ عنها لـَوثَـةُ الـوسـواسِ
*
وكــأنَّ في نُطقِ الحروفِ طلاوةً
كالطّيبِ إنْ خَرَجَتْ مع الأنفاسِ
*
فهي الــفريدةُ في المحاسنِ كلِّها
بــجمالِها سَـحَرَتْ قــلوبَ النّاسِ
*
قــد أبــهرتْ أهلَ البلاغةِ والنُّهَى
بــطــرائـفٍ ونـــوادرٍ ونِــفــاسِ
*
فإذْا سَـمِعتَ لـوَقْعِـها ولـرَجْعِها
نــالــتْ مــن الآذانِ والإحــساسِ
*
يــمنيةٌ بــنتُ الــملوكِ تَــرَعْرَتْ
كــأميرةٍ فــي حــجرِ ذي نــوَّاسِ
*
حــطَّ الــمطافُ بــها بِبُرقَةِ ثَـهمَدِ
فــغـدتْ لــكلِّ الــعُرْبِ كالنّبـراسِ
*
فــتهافتَ الــشّعراءُ نحو حياضِها
كــتبوا الــقصيدَ بــقدِّها الــميَّاسِ
*
واسـتعرضَ الفرسانُ كلَّ فنونِهم
مــن قــدرةٍ و بـطولةٍ و مِــرَاسِ
*
فتَــسَلَّقَ الــضّليلُ خِــدرَ عُــنيزةٍ
ومــهلهلٌ يــغزو عــلى جــسّاسِ
*
وبــها الــشرائعُ أُكمِلَتْ وتَكَمَّلَتْ
فـي مُـحْكَمِ التنـزيـلِ كالقِسـطاسِ
*
وبها المآذنُ خاطبتْ سمْعَ الورى
وبسحرِها استغْنتْ عن الأجراسِ
*
كــالأمِّ تَـحفظُـنا وتــجمعُ شَــمْلَنا
مِــنْ نـينوى حــتى رُبَـى مَكْناسِ
*
أســفي عـلى من يستسيغُ رَطَانةً
يــســتبدلُ الصـلصـال بالألمـاس
***
عبد الناصرعليوي العبيدي