نصوص أدبية
مصطفى علي: شجرةُ الميلادِ.. والقُرْبان الأعظم
يزهو بميلادِكَ الميمونِ إنْشادي
أضْعافَ مايزْدَهي في عيدِ ميلادي
*
فَيا مَسيحَ الورى أُهْديكَ أُغْنيَةً
امْسحْ بِها دمعةَ الغِرّيدِ والشادي
*
وامسحْ فَديْتُكَ أوْجاعاً بِقافِيَتي
كما مَسحْتَ قُروحَ الشاكي والصادي
*
أشجارُ ميلادِكَ الخضراءُ قد رُوِيَتْ
بالعيدِ من دَمِنا : طوبى لأعيادِ !
*
كَنيسةُ المْهْدِ تبْكيها حَمائِمُها
إِذْ لا نَجاةَ لها من شَرِّ صيّادِ
*
وقلْبُ مَرْيَمَ مذعوراً يُشاهِدُها
فجراً وَيَتْبَعُها كالرائحِ الغادي
*
نَتْلو لِمَرْيَمَ في القُرْآنِ سورَتَها
وَنسْتطيبُ بِها في خَيْرِ أوْرادِ
*
عن عِطْرِ سيرَتِها القرآنُ حَدّثنا
لَسْنا لِفِلْذَتِها يوماً بأضدادِ
*
ولا نُبالي بِما قَالَتْ مَحافِلِهمْ
إِذْ رغْمَ خَيْبَتِنا نحظى بِحُسّادِ
*
كُلُّ النَبيّينَ أخيارٌ بِشِرْعَتِنا
يَسوعُ من روحِهِ والمصطفى الهادي
*
حينَ اصطفى ربُّنا الأخيارَ بَشّرَهمْ
فَسَبّحوا إسْمَهُ عن كلِّ أنْدادِ
*
وفي ضميري حُداءٌ جِئْتُ أنْفُثُهُ
لعلَّ مَرْيَمَنا تصغي إلى الحادي
*
مَنْ حَرّضَ الرومَ ليلاً يامُطهَّرةً
سِوى أبالِسَةٍ من شعبِكِ السادي
*
حاكوا صَليبَ الأسى من جوْفِ قَسْوَتِهمْ
كانَ الدليلَ على أطباعِ أوْغادِ
*
خانوا الطبيبَ المداوي فيهُمو عِلَلاً
صبراً يُواسيهُمو في السَهْلِ والوادي
كأنَّ داءَ الرِبا الموْبوءَ عاوَدَهمْ
فأضمروا شرّهمْ في المحفلِ النادي
*
حَقيقةٌ في فَمِ التاريخِ صادحةٌ
خانوهُ كي يُبْدِعوا أنشودةَ الفادي
*
يُدْمي فؤادي سؤالٌ ياإبْنَ مَرْيَمِنا
مَنْ ذلكَ المُعْتدي أمْ مَنْ هُوَ البادي
*
سبعونَ عاماً دَمُ الأطفالِ مُنْهَمِرٌ
ولا زعيمَ تَصَدّى من ذَوي الضادِ
*
هُزّي جُذوعَ نخيلِ الكونِ أجْمَعِها
على قلوبٍ شَكَتْ جَوْراً وأكْبادِ
*
على نِساءِ غَزّةَ تَحْتَ النارِ خاشِعةً
أرواحُهُنَّ ولكنْ دونَ أجْسادِ
*
على صبايا بِذاكَ الحَيِّ قدْ وُئِدَتْ
على صغارٍ قَضَوْا حَرْقاً وأولادِ
*
على أسودٍ هُنا (قَسّامُها) وَعَدا
أن يزرعَ (العِزّ) في أرواحِ أحفادِ
(تَحَمّسوا) شَرَفاً (لِلْعِزِّ) وإنْفَجَروا
طوفانَ ثأْرٍ لِآباءٍ وَأجْدادِ
*
لَهُمْ أَعَدّوا مع الأرواحِ نَخْوَتَهمْ
ما ذنْبُهمْ حُرِموا من فيضِ إعْدادِ؟
*
نادوا على مَدَدٍ من ربِّهم وَأَبوْا
سُؤالَ (أعْرابِنا) عن بعضِ إمْدادِ
*
تَحَرّروا من قُيودِ الخوفِ وإنطلقوا
وَخَلّفوا عَرَباً في ذُلِّ أصفادِ
*
موتوا بِخُذلانِكُمْ حُكّامَنا خجلًا
لَسْتُمْ سوى عَدَدٍ أوْدى بِأعْدادِ
*
لا تلْعنوهم فَمُ التاريخِ يعرفهم
نَعامَةٌ خيْرُهمْ في ثوبِ جَلّادِ
*
إلّاكِ يا يَمَنَ الأحرارِ يابَلداً
لَمْ يُثْنِهِ فقْرُهُ عن خيرِ إسْنادِ
*
وفي جَنوبِ ذُرى لبنانَ أفئدةٌ
صارت لِخيْمَتِنا الثكلى كأوتادِ
***
د. مصطفى علي