نصوص أدبية
أريج محمد أحمد: في حضرة موتنا الكبير
نحن صوت من لا صوت لهم
نحن البكاء
والصراخ
والعويل
نحن النشيج
وتحجر الدموع في المقل
نحن صوت المنفى
حين يندس
في حضن الوطن
حراس بوابة العبور
نحو
الضفة الأخرى
نقابل الابتسامة الأخيرة
بالأنين
نحن
رهائن الوجع
ومطارق القبور
في زمن العمى والصمم
نحن
أحاديث الصباح والمساء
في المقاهي الخالية
عن الدواء
والطحين
عن الوقود
عن كسوة الشتاء
والعودة إلى المدرسة
عن السهر أسفل عمود النور كل ليلة
لعلها تفتح النافذة
نحن
شعوب القهر
نشكل الأرصفة
لتتنزه الحكومات العاهرة
ولا تعيرنا انتباهها
للحظة
تدوسنا وتمضي
نحن
شعوب المؤامرات
والمكايدات
الإتفاقيات
والخيانة
خيانة السماء والسلام والمحبة
خيانة الحجر
خيانة النيل
خيانة الجبل
فهل من مجيب
توقفوا
وأنصتوا
تأدبوا
في حضرة موتنا الكبير
هناك
سرب أبيض يحلق عالياً
تأدبوا
في حضرة نزوحنا المرير
في حضرة الأسلاك الشائكة
في حضرة الحواجز المشانق
في حضرة السجون
تأدبوا
في حضرة أعلامنا
المضرجة بالدماء
في حضرة الأشلاء
والكلاب جوعى
تأدبوا
في حضرة الإله
تطهروا لمرة
من بغضكم
من نهمكم
من كذبكم
من بطشكم
وصلّوا
هل تعرفون أو تذكرون الصّلاة ؟
بالروح
بالجسد
بالحب
والعطاء
والرضى
تأدبوا في حضرة صلاتنا المشفوعة بالدعاء
الله على كل ظالم
الرّب عادل
في المعابد والكنائس والمساجد
في البيوت الباكية
في الشوارع المظلمة
تحت أنقاض المدن
ونحن
في انتظار حكمه
وإن تأخر الميعاد فإننا مجابون.
***
أريج محمدأحمد - السودان
25\10\2023